صور.. "أسرة تدمرت بالكامل".. صاروخ طائرة إسرائيلية يبتر أقدام سيلا وشقيقتها رهف وأمهم.. والأطباء عاجزون عن إخراج شظايا من الابن بعد انهيار المنظومة الصحية.. وخالهم يناشد سرعة علاجهم فى الخارج لمنع تدهور حالتهم

عائلة سيلا
عائلة سيلا
كتب أحمد عرفة

<< سيلا ماضي ترفض رؤية أحد وتغطي وجهها عندما يدخل عليها أصدقاؤها

<< الوالدة تعرضت لبتر أصبع يدها اليسرى وبتر كعب قدمها اليسرى وجزء من قدمها
<< خال الضحايا: الأسرة مشتتة والأم وابنتها الكبيرة في مستشفى الصليب الأحمر والصغرى في مجمع ناصر

 

أسرة "ماضي" كانت تملأها الحركة والمرح، 6 أبناء كانوا يملئون البيت سعادة وبهجة، جاءت الحرب لتحولهم إلى أشخاص ذوى إعاقة، فقدت العائلة ثلاثة أقدام وتخشى أن تفقد الرابعة بعد أن بترت قدم الأم واثنين من بناتها، بينما الابن مصاب بشظايا أيضا في قدمه، ينظر الأب نضال لهم في حسرة لا يعلم ماذا يفعل في ظل عجز المنظومة الطبية بغزة في توفير رعاية صحية تتناسب مع حالاتهم الحرجة، يخشى أن يفقد فرد آخر من الأسرة قدمه، يسمع كل يوم صراخ ابنته الصغرى سيلا، ويشاهد عجز ابنته الكبرى رهف، ويحاول أن يخفف من آلام زوجته نسرين.

17 مايو الماضي، هو اليوم الأسوأ في تاريخ عائلة "ماضي"، في الساعة الحادية عشر والربع صباحا، تجوب طائرة أف 16 سماء منطقة فش فرش بخان يونس، تطلق صاروخا على مجمع خيام فإحدى المناطق الإنسانية بالمدينة، يشاء القدر أن يسقط على خيمة تلك الأسرة، ليكتب تاريخ جديد ملئ بالمآسي والألم والدماء، يفقد فيه ثلاثة من أفرادها قدميهم، بينما يصاب الأخر في قدمه إلا أن القدر أرحم معه عن شقيقاته ووالدته.

سيلا ماضي
سيلا ماضي

 

سيلا نضال ماضي صاحبة الثمانية أعوام، هي الحالة الأصعب في تلك الأسرة، نظرا لضخامة الإصابة، فالأمر لم يقتصر على بتر إحدى قدميها بل إن الأخرى مهدد بالبتر أيضا، حيث يكشف أحمد ماضي خال الطفلة سيلا ، تفاصيل الحالة الصحية الصعبة لتلك الأسرة، قائلا إن الصاروخ الذي ألقته قوات الاحتلال على تلك الخيمة المتهالكة التي كانت تحمل أفراد عائلة ماضي، تسببت في كارثة، حيث أصيبت سيلا نضال ماضي وبترت قدمها اليمنى التي تحولت لأشلاء ولم يتمكن الدفاع المدني من انتشالها ولا زالت تلك الأشلاء مفقودة حتى الآن.

سيلا ماضي بعد بتر قدميها
سيلا ماضي بعد بتر قدميها

 

"سيلا وجدناها مقذوفة خارج الخيمة بـ20 مترا وأصيبت بقدمها الثانية وبسبب تهالك الكادر الطبي وعدم وجود معدات وأدوية وبعد 6 أيام من الاستهداف تم بتر قدمها اليسرى للأسف"، حيث يشرح خال الطفلة في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" الحالة الصعبة لابنة شقيقته"، مضيفا أنها تعاني من التهابات شديدة ومضاعفات وارتفاع بدرجة الحرارة دائم وانتفاخات بالبطن".

سيلا ماضي تتلقى العلاج
سيلا ماضي تتلقى العلاج

 

الصور التي أرسلها أحمد ماضي لسيلا تكشف سوء حالتها النفسية، وهو ما يؤكد عليه بأن الطفلة تعاني من حالة نفسية صعبه للغاية، حيث لا تتقبل أحد، وتظل تلعب في جروحها وتمزقها، وفي حال دخل عليها أحد تغطي وجها ولا تريد لأحد أن يراها".

سيلا ماضي في المدرسة
سيلا ماضي في المدرسة

 

حال شقيقتها الأكبر "رهف"، لم يختلف كثيرا عنها، فقد نالها نفس مصير سيلا، بعد بتر قدمها اليسرى، بينما يوجد بجسدها شظايا عالقة ولم يستطع الأطباء إخراجها، بحسب ما يؤكد خالها، بينما والدتهم نسرين محمود ماضي تعرضت لبتر أصبع يدها اليسرى وبتر كعب قدمها اليسرى وجزء من قدمها".

رهف ماضي بعد بتر قدميها
رهف ماضي بعد بتر قدميها

 

ويضيف "ماضي"، أن حالة الأم الصحية صعبة، خاصة أن الالتهابات في قدمها تزداد يوما تلو الأخر وتتعرض لانتفاخ وقبل عدة أيام فقدت الحركة في أصابع قدمها، مشيرا إلى أن حالة نسرين ورهف النفسية صعبة لكن تظل سيلا هي الأصعب".

والدة سيلا ماضي مبتورة القدم
والدة سيلا ماضي مبتورة القدم

 

تواجه عائلة ماضي الشتات، خاصة الجرحى منهم، حيث إن تعالج الأم وابنتها رهف في مستشفى الصليب الأحمر الميداني برفح، بينما سيلا تتلقى العلاج بمجمع ناصر الطبي في خان يونس، حيث يقول خالها: "ناشدنا الكثير الكثير ولم نترك باب إلا طرقناه وللأسف لا مجيب والعائلة مشتتة لا مكان لهم ولا مأوى، وباقي الأطفال في الأسرة لا يوجد لديهم ماكن يأويهم ولا أحد يعيلهم، واضطررت لجلبهم إلى خيمتي ويعيشون معي".

سيلا ماضي قبل الحرب
سيلا ماضي قبل الحرب

 

تواجه أسرة ماضي أزمة أخرى خاصة الجرحى منهم في ظل تهالك المنظومة الصحية نتيجة الاستهداف المتواصل من جانب الاحتلال لمستشفيات الصحية، حيث يقول أحمد ماضي، إن الأم وابنتيها يحتجن للرعاية الصحية الكافية، كما يحتجن إلى غذاء صحي، خاصة أن المريض يصوم من أجل إجراء العملية الجراحية، ثم يخرج من العملية ولا تستطيع جلب شيء له يسد رمق جوعه إلا حبة البندورة وقطعة خبز، خاصة أن أسعار السلع في غزة مرتفعة للغاية".

تحويلة طبية لعلاج سيلا ماضي خارج القطاع
تحويلة طبية لعلاج سيلا ماضي خارج القطاع

 

ويتابع :"اشتري قطعة البامبرز لسيلا بـ15 شيكل أي ما يقارب 5 دولار وأيضا سعر البندورة والخبز مرتفع يصل إلى 5 شواكل، والمستشفيات منهارة بشكل كامل، فمريض مبتور جزء من جسمه يعيش فقط على أكمول وبنادول وتروفن، والمضاد الحيوي غير متوفر وإذا استطعنا من خارج المستشفى يكون سعره مرتفع وقد لا نستطيع شرائه".

تحويلة طبية لعلاج رهف خارج القطاع
تحويلة طبية لعلاج رهف خارج القطاع

 

ويوجه خال الضحايا رسالة استغاثة لسرعة إنقاذهم، حيث يقول: "أناشد وأطالب كل من لديه ضمير حي أن يساعد العائلة المنكوبة المكلومة بالمساعدة على علاجهم خارج القطاع في ظل انهيار المنظومة الصحية بغزة وعدم قدرتها على مداواة آلام المرضى"، مشيرا إلى أن عائلة "ماضي" فقدت خلال تلك الحرب تسعة شهداء وأصيب أكثر من 13 شخص أغلبهم إصابات بليغة.


يتحدث أحمد ماضي عن تأثير إصابة الأم على الأسرة، موضحا أن والدتهم هي عمود البيت وبتر أصبعها وقدمها مهددة بالبتر سيكون لها أثار صعبة على العائلة، خاصة أن أبنائها ما زالوا صغارا ويحتاجون الرعاية، وبالتالي تعجز عن رعاية شئون أبنائها.

ويتحدث عن العائلة ومصابها الكبير بسبب العدوان الإسرائيلي، متابعا :"فقدنا ثلاثة أقدام لا نريد فقد القدم الرابعة، استشهد عم سيلا وزوجته وابنه وبنته وزوجة عمها الثاني وجدتها، ولا نريد أن نفقد أفراد أكثر، وفي ظل الكارثة الصحية التي يعيشها القطاع وتهالك المنظومة الصحية أصبح وضع المرضى صعبا للغاية، والابن محمد أصيب في قدمه وإلى الآن لم يستطيع الأطباء إخراج الشظايا لكن الحمد لله حالته أفضل بكثير من شقيقاته ووالدته، وهم جميعا يحتاجون إلى رعاية ووالدهم مصدوم لا يستطيع فعل شيء منهار ومنهك، والعائلة لا يعلم بحالها إلا الله حيث تدمرت بالكامل".


 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك يقرر تحويل أحمد حمدي للتحقيق

أرقام مواجهات طارق مصطفى وعلى ماهر قبل نهائي كأس عاصمة مصر

الشرطة الهندية تعلن مصرع جميع ركاب الطائرة المنكوبة وعددهم 242 شخصًا

HBO تكشف عن تفاصيل جديدة في مسلسل هاري بوتر

إغلاق الطرق والمنطقة السكنية بموقع حادث الطائرة الهندية المنكوبة.. صور


سفارة إسبانيا تحذر رعاياها من مخالفة القانون المصرى المنظم للمسيرات

محبس الجن.. مسجد صغير فى مكة يحمل قصة من عالم الغيب

شاهد موقع تحطم الطائرة الهندية وعلى متنها أكثر من 240 راكبا

تعليم الجيزة تفرض رسوما على نتيجة صفوف النقل بالمدارس الرسمية

تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية وعلى متنها 240 راكبا


الابتسامة والتفاؤل يسيطران على لاعبى الأهلى قبل مواجهة إنتر ميامى.. صور

القصة الكاملة لسرقة أموال الدكتورة نوال الدجوى.. من البلاغ لقرار الحفظ

تعليم القاهرة تستعد لإعلان نتيجة الشهادة الإعدادية الأسبوع القادم

السعودية تفتح الأبواب الجديدة للحرم أمام الإعلام.. وتكشف أسرار التوسعة الكبرى

وزارة المالية: تخصيص أرض بالبحر الأحمر للوزارة لا يعنى بيعها بل تطويرها وجزء منها ضمانة لإصدار الصكوك.. الأرض ستظل تحت ملكية الدولة.. نستهدف تحسين الأوضاع وخلق حيز مالى لزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية

الأهلي يوافق على انضمام كريم نيدفيد إلى سيراميكا في صفقة بيكهام

حفيدة شاه إيران تحتفل بزفافها من رجل أعمال يهودى أمريكى فى باريس

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 يونيو 1974.. نيكسون فى أول زيارة لرئيس أمريكى لمصر ووسائل الإعلام تدعو للحشد فى استقباله.. وأحمد فؤاد نجم يكتب قصيدته ساخرا: «شرفت يا نيكسون بابا»

نيابة الشرقية تصدر قرارا بشأن والدى عروس الشرقية وعريسها المصاب بمتلازمة داون

كل ما تريد معرفته عن نظام المنافسة فى كأس العالم للأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى