نقش كاربتاني غامض يعيد كتابة تاريخ شبه الجزيرة الإيبيرية في العصر الحديدي

في موقع إل سيرون بمدينة إيليسكاس، توليدو، أعاد فريق من الباحثين تحليل النقوش المكتشفة ليجدوا أن النخبة المحلية في كاربتانيا لم تكن هامشية كما كان يُعتقد سابقًا، بل كانت جزءًا من شبكة ثقافية متصلة بالحضارات المتوسطية القديمة خلال العصر الحديدى، وفقا لما نشره موقع" labrujulaverde".
ما يميز إل سيرون هو موقعها الداخلي في شبه الجزيرة الأيبيرية، على بُعد أكثر من 300 كيلومتر من الساحل، ما يعني أن نخب كاربيتاني كانت على صلة بالتيارات الثقافية للبحر الأبيض المتوسط، وتشير الدراسة إلى أن نقش إل سيرون قد يكون المثال الأبرز على "التأثير المتوسطي" الذي عُثر عليه حتى الآن في شبه الجزيرة الأيبيرية.
يبلغ طول النقش البارز 1.35 متراً، وهو جزء من تركيبة أكبر، وقد تم دمجه في مقعد من الطوب أو مذبح داخل مبنى يفسره علماء الآثار على أنه ملاذ محتمل.
يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد ، وهي فترة شهدت صراعات على السلطة وتغيرات اجتماعية كبيرة في كاربتانيا، في حين كانت المستوطنات تقع سابقًا في السهول قرب الأنهار، إلا أنه ابتداءً من القرن الرابع قبل الميلاد فصاعدًا، بدأت تُبنى على مواقع دفاعية مرتفعة، مثل التلال المحمية بالأسوار، قد يُعزى هذا التحول إلى نمو السكان والإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى زيادة التنافس على الموارد.
يُعد هذا النقش واحدًا من أهم الأدلة الأثرية التي تسلط الضوء على التفاعلات الثقافية في العصر الحديدي، مما قد يؤدي إلى إعادة تقييم دور كاربتانيا في تاريخ شبه الجزيرة الإيبيرية.

Trending Plus