أوروبا تواجه "تسونامى الكوكايين".. "مكافحة المخدرات الأوروبية" تحذر من تفاقم انتشاره.. 4.6 مليون شخص يتعاطونه خلال عام.. وفرنسا تسن مشروع قانون لتوسيع صلاحيات الشرطة لمواجهة الظاهرة.. وألمانيا تدق ناقوس الخطر

تُحذر وكالة مكافحة المخدرات الأوروبية (EUDA) في تقريرها السنوي من أن سيل الكوكايين الذي يغزو الأسواق الأوروبية لا يزال مستمراً دون أي مؤشرات على بلوغه ذروته، مما يزيد من المخاطر الصحية والسلامة في الدول الأعضاء.
ويُظهر التقرير أنه للعام السابع على التوالي، وصلت عمليات ضبط الكوكايين عند نقاط دخول المخدرات في الاتحاد الأوروبي إلى مستوى قياسي، في عام 2023، اعترضت الدول الأعضاء 419 طناً، وهي زيادة كبيرة مُقارنةً بـ 323 طناً التي ضبطتها في العام السابق.
في وقت تكافح فيه السلطات ما سمته "تسونامى الكوكايين" القادم إلى البلاد، أطلق مكتب مكافحة الإرهاب الوطني في فرنسا تحقيقا في سلسلة هجمات يعتقد أنها منسقة، واستهدفت سجونا عدة في مختلف أنحاء البلاد، ويرجح ارتباطها بالحملة الحكومية المتصاعدة ضد تجار المخدرات.
ومع ضبط 123 طناً، أصبحت بلجيكا مجدداً نقطة الوصول الرئيسية للكوكايين في أوروبا، تليها إسبانيا بـ 118 طناً، ثم هولندا بـ 59 طنا، في حين أن هذه الدول تُمثل ما يقرب من ثلاثة أرباع المخدرات المضبوطة، تشير البيانات المتاحة إلى أن الوضع آخذ في التغير، حيث بدأت دول أخرى تلعب دورًا هامًا في التهريب إلى أوروبا تدريجيا، لا سيما ألمانيا التي اعترضت 43 طنا، وفرنسا 23 طنًا، والبرتغال 22 طنا.
وهناك أيضًا مؤشرات على تحول في مسارات التهريب من الموانئ الرئيسية، مثل أنتويرب وروتردام، إلى موانئ أصغر تقع في مناطق نائية، على سبيل المثال، جرت إحدى أكبر عمليات ضبط المخدرات في تاريخ السويد في أبريل 2024 في ميناء نينسهامن الصغير، جنوب ستوكهولم، حيث ضُبط ما يقرب من 1.4 طن من الكوكايين.
ويُشير التقرير إلى أن "الاتجار غير المشروع بالمخدرات ديناميكي للغاية ويتكيف بسرعة مع التطورات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية والتغيرات فى مسارات التجارة، وفى هذا السياق، يُعتقد أن الأحداث في كولومبيا والبرازيل والإكوادور قد ساهمت في الزيادة الملحوظة في تهريب الكوكايين إلى الاتحاد الأوروبي من قِبل جماعات الجريمة المنظمة".
وبحسب الوكالة الأوروبية التي يقع مقرها في لشبونة، فإن تزايد توفر الكوكايين يؤدى إلى ارتفاع مستويات الاستهلاك وزيادة تأثيره على الصحة العامة، ويُحذر الاتحاد الأوروبى من أن انتشار الكوكايين على نطاق واسع يُفاقم استهلاكه، يحث أحدث تقرير أوروبى حول المخدرات الدول على الاستعداد لزيادة محتملة في طلبات العلاج، وضبط 13 طنا من الكوكايين عام 2024 في حاوية بميناء الجزيرة الخضراء، وهى الأكبر فى تاريخ تهريب المخدرات فى إسبانيا.
فيما يتعلق بالكوكايين، وهو أكثر المخدرات المنبهة غير المشروعة انتشارًا في أوروبا - حيث أفاد 4.6 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عامًا بتعاطيه خلال العام الماضي - هناك قلق متزايد بشأن آثاره على الصحة العامة. وهو ثاني أكثر المخدرات طلبًا للعلاج، وكان المادة الأكثر ذكرًا من قِبل مرضى التسمم الحاد بالمخدرات في أحد المستشفيات المتخصصة المشاركة في برنامج Euro-DEN Plus 2023 ، وقد ذكره 1695 مريضًا، أي واحد من كل أربعة.
وارتفعت كميات الكوكايين المضبوطة بنسبة 30% في جميع أنحاء أوروبا، من 323 طنًا في عام 2022 إلى 419 طنًا في عام 2023، وهو آخر عام تتوفر عنه بيانات رسمية، وتمثل بلجيكا (123 طنًا)، وإسبانيا (118 طنًا)، وهولندا (59 طنًا) ما يقرب من ثلاثة أرباع (72%) إجمالي الكميات المضبوطة، مما يُبرز دورها كنقاط دخول رئيسية لتهريب الكوكايين إلى أوروبا، على الرغم من أن البيانات الأولية لعام 2024 تُشير إلى أن الوضع آخذ في التغير، وتُستخدم دول دخول أخرى، مثل ألمانيا (43 طنًا)، وفرنسا (23 طنًا)، والبرتغال (22 طنًا).
ويُسلط التقرير الضوء أيضًا على أن المنافسة في سوق المخدرات تحفز الجرائم المرتبطة بالكوكايين، مثل عنف العصابات وجرائم القتل، وأن هذا التنافس ينطوي أيضًا بشكل متزايد على تجنيد القاصرين للأنشطة الإجرامية ، في نوفمبر الماضي، أثار اعتقال زوجين وابنهما في أليكانتي مخاوف في إسبانيا بشأن تجنيد القاصرين لارتكاب جرائم قتل.
وعلى نحو متزايد ، فقد اصبحت ألمانيا هدفا لتجارة المخدرات، والسلطات تدق ناقوس الخطر وتكشف سبب لجوء الناس هنا بشكل متزايد للمخدرات، عندما يقرع رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية (BKA) ناقوس الخطر، فيجب أخذه على محمل الجد. وهولغر مونش هو رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، الذي يعتبر الإدارة المركزية للشرطة الجنائية الألمانية، وقد حذَّر في حوار من انتشار المخدرات القوية في ألمانيا.
حيث يوجد "طوفان من الكوكايين" في سوق المخدرات، كما يقول: ينتشر هذا المخدر "بقوة كبيرة في ألمانيا" لأن السوق في أمريكا الشمالية مشبعة وتجارة المخدرات "تركز أكثر على أوروبا"، والكوكايين كان في السابق مخدرًا فاخرًا ، ولكن يبدو أن هذا صار يتغير. هذا المخدر يسبب الإدمان ويُصنع من نبات الكوكا، ويُباع على شكل مسحوق أبيض يتم استنشاقه عن طريق الأنف.
وفى فرنسا ، يستعد البرلمان للمصادقة على مشروع قانون جديد يهدف إلى توسيع صلاحيات الشرطة في التحقيقات وتشديد ظروف الحبس على المدانين في قضايا الاتجار.
وفي فبراير 2024 أعلن وزير الداخلية الفرنسى برونو ريتايو عن ضبط كميات قياسية من الكوكايين بلغت 47 طناً خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام، مما يزيد بأكثر من الضعف مقارنة بالكميات المضبوطة في 2023، وصرح ريتايو قائلاً "فرنسا تواجه ما يمكن تسميته "تسونامي أبيض"، وهو ما أعاد تشكيل قواعد المشهد الإجرامي فى البلاد".
Trending Plus