تحليلات الذكاء الاصطناعى تكشف تاريخ مخطوطات البحر الميت.. اعرف الحكاية

كشف تحليل الذكاء الاصطناعى يُدعى "إينوك"، لتحليل أنماط الكتابة اليدوية لمخطوطات البحر الميت، والتى تتضمن نصوصًا من الكتاب المقدس العبرى، أنها أقدم مما كان يعتقده الخبراء، وفقا لما نشره موقع livescience.
تتكون مخطوطات البحر الميت من حوالى 1000 مخطوطة قديمة محفورة على جلود الحيوانات والبردى والنحاس، وتحتوى على أقدم النسخ المعروفة من النصوص من الكتاب المقدس العبرى، بما فى ذلك نسخ من كتب التكوين والخروج وإشعياء والملوك والتثنية، ويعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادى.
وقال مؤلفو الدراسة إن نتائجهم، التى نُشرت فى مجلة "بلوس ون"، تُمثل خطوة مهمة فى تحديد تاريخ بعض أقدم نسخ الكتاب المقدس.
وأضاف ملادن بوبوفيتش، مدير معهد قمران بجامعة خرونينجن في هولندا، والباحث الرئيسي في الدراسة: "باستخدام أداة أخنوخ، فتحنا بابًا جديدًا على العالم القديم، أشبه بآلة زمن، تُمكّننا من دراسة الأيدى التى كتبت الكتاب المقدس، خصوصًا بعد أن أثبتنا، لأول مرة، أن قطعتين من مخطوطات الكتاب المقدس تعودان إلى زمن مؤلفيهما المفترضين".
وتم اكتشاف المخطوطات القديمة من قبل رعاة البدو داخل كهوف قمران فى الضفة الغربية بين عامى 1946 و1947، وتتراوح هذه المخطوطات بين الوثائق القانونية والتقويمات وأجزاء من الكتاب المقدس العبرى والمزامير، والتى كتبت فى الغالب باللغة العبرية ولكن أيضًا باللغة الآرامية واليونانية.
نظف الباحثون أولاً 30 عينة من مخطوطات مختلفة لإزالة زيت الخروع منها، قبل أن ينجحوا فى تأريخ 27 منها بالكربون المشع، ووجدوا أن اثنتين من هذه القطع من المخطوطات كانتا أحدث مما أشارت إليه التحليلات السابقة، بينما كانت القطع الأخرى أقدم.
شرع العلماء فى إنشاء نموذج الذكاء الاصطناعى دُرِّب "إينوك" على خط يد 24 مخطوطة مؤرخة حديثًا وتواريخها بالكربون المشع، بعد التحقق من صحة النموذج باستخدام 13 صورة مختارة أخرى من المخطوطات نفسها، عرض الباحثون عليه 135 مخطوطة غير مؤرخة، ووجدوا أنه يتوافق مع تقديرات الباحثين بنسبة 79%.
قدّر المحللون أن مخطوطة بعنوان 4Q114، قد كُتبت خلال ذروة ثورة المكابيين عام 165 قبل الميلاد (وهي جزء من قصة عيد الحانوكا) نظرًا لوصفها تدنيس أنطيوخس الرابع للهيكل الثاني في القدس، يقع تقدير نموذج الذكاء الاصطناعي أيضًا ضمن هذا النطاق، بين 230 و160 قبل الميلاد.
ومن جانبه قال كريستوفر رولستون، أستاذ ورئيس قسم اللغات والحضارات التوراتية والشرق الأدنى في جامعة جورج واشنطن: "نتائج هذه الدراسة مثيرة للاهتمام للغاية، وربما مهمة، ولكنها ليست ثورية".
انتقد رولستون أيضًا فكرة أن الأداة الجديدة قد تُمكّن الباحثين من "دراسة الأيدى التى كتبت الكتاب المقدس"، واصفًا إياها بأنها "مبالغة فادحة على أقل تقدير".
وأضاف أنه لا توجد مخطوطات للكتاب المقدس العبرى تعود إلى فترة الهيكل الأول (حوالى 1200 إلى 586 قبل الميلاد)، عندما كُتب في الأصل، أو إلى الأجزاء الأولى من فترة الهيكل الثاني (538 قبل الميلاد إلى 70 ميلاديًا).
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيدًا، لكنه يجب أن يكون مجرد واحدة من بين العديد من التقنيات المستخدمة لدراسة النصوص القديمة مثل مخطوطات البحر الميت.

مخطوطات البحر الميت

Trending Plus