كنز طبيعى على أرض الفيوم.. شمال بحيرة قارون يضم 17 تجمعًا حضاريًا من العصر الحجرى.. وبقايا قبائل استوطنت بالمحافظة منذ 6 آلاف سنة.. والمنطقة بها صوامع عمرها آلاف السنين كانت تستخدم لتخزين الحبوب والغلال.. صور

شمال بحيرة قارون بمحافظة الفيوم من الكنوز الأثرية الهامة التي تذخر بها المحافظة، لما تحويه المنطقة من مناطق أثرية عمرها آلاف السنين، وتعتبر من أوائل المناطق التي عرفت الاستقرار البشرى بالتوازي مع أماكن الاستقرار فى وادى النيل، وكانت من المناطق الأوائل في مصر القديمة التي عرفت الزراعة، وتنتشر بها مخلفات أصحاب حضارات الفيوم التي تؤرخها بعض التلال والتي سميت الأكوام وأخذت بعض الحروف الهجائية الإنجليزية مثل كوم A وكوم B وكوم W وكوم K، وتوجد على المدرجات التي تقع شمال بحيرة قارون وظهرت بها حضارتان أعقبت إحداهما الأخرى فى العصر الحجري الحديث- حضارة الفيوم أ وحضارة الفيوم ب.
وقال سيد الشورة مدير آثار الفيوم السابق أن مستوى المياه إنخفض فى بحيرة قارون فى نهاية "العصر الحجري القديم والذى يبدأ منذ 25 ألف سنة قبل الميلاد , حتى وصل إلى 5 متر تحت مستوى سطح البحر, وفى الفترة الانتقالية بين نهاية العصر الحجري القديم أي منذ حوالى عشرة ألاف عام قبل الميلاد ، وبداية العصر الحجري الحديث، ارتفعت مياه البحيرة حتى وصلت 18متر فوق مستوى سطح البحر وذلك نتيجة اتصالها بنهر النيل, ثم هبط مستوى المياه فى البحيرة إلى 4متر فوق مستوى سطح البحر وذلك مع بداية الألف الخامسة قبل الميلاد, وظلت هكذا طوال هذه الفترة, وفى هذا الوقت بدأت بعض المجموعات البشرية مدفوعة بالجفاف وتغير المناخ فى الاستقرار على طول الساحل الشمالي لبحيرة قارون, والتي كانت بلا شك تتمتع بمياه عذبة نظرا لأنها كانت تتصل بنهر النيل مباشرة فى ذلك الوقت, وتم الكشف عن مساكن هذه المرحلة دون المقابر, ولم يكشف عن المنازل كاملة أنما تم الكشف عن المواقد التي كانت تتوسط تلك المنازل وكُشف كذلك عن أدوات من الفخار و"رحى جرش" الحبوب وبعض أدوات الزينة.
ولفت الشورة الي أن التجمعات الحضارية خلال "العصر الحجري الحديث" بالفيوم وصلت الي 17 تجمعاً, ومع بداية العصر الحجري الحديث كانت المياه فى البحيرة لا تزال عند مستوى 18متر فوق مستوى سطح البحر واضاف "شعيب " ان الدراسات التي تمت لطبقات الأرض فى شمال شرق البحيرة اشارت الى العثور على بعض البقايا النباتية والحيوانية و من خط الرمال البيضاء التي حددت شاطئ البحيرة عند هذا المستوى. ولقد أنخفض مستوى المياه فى البحيرة مجددا ليصل إلى10 أمتار فوق مستوى سطح البحر وهو ما يمثل العصر الحجري الحديث فى شمال البحيرة.
ؤأكد سيد الشورة الي أنه عند مستوي ارتفاع المياه 10 أمتار فوق سطح البحيرة عَثر الباحثان كيتون طومسون ووليم جاردنر على بقايا مستوطنات القبائل التي وصلت إلى الفيوم ما بين 6000 ألاف- 5000 قبل الميلاد أصحاب حضارة Faiyumian, واستقرت فى هذه المرحلة قبائل أكثر تطوراً عرفت الزراعة المستقرة وتخزين الحبوب فى صوامع والتي كشفت عنها الباحثان السابقين .
وكشفت البعثة الأمريكية الهولندية مجدداً عن هذه الصوامع عامي 2004و2006 والصومعة عبارة عن حفرة بقطر 80سم وعمق 90سم, ويوضع بداخلها سلة من عيدان الشعير أو من نبات الحلفا أو الخوص والأثل وتخزن بداخلها الحبوب سواء كانت الحنطة البرية أو الشعير, وتغطى بطبقة من الطين لحمايتها من الأمطار والرطوبة ، وعثر بداخل بعض هذه الصوامع على بقايا الحبوب المتحللة. ثم انخفضت المياه فى البحيرة لتصل من4 متر فوق مستوى سطح البحر إلى 2 متر تحت مستوى سطح البحر واستمر مستوى مياه البحيرة هكذا حتى عصر ما قبل الأسرات والأسرات الأولي، وعند هذا المستوى ما يعرف بحضارة الفيوم Qarunian وتعتبر هذه الحضارة مرحلة متدهورة وأقل من سابقتها وذلك بسبب وصول هجرات جديدة من صحراء أفريقيا إلى الواحات ثم إلى الفيوم, وترجع هذه المرحلة الحضارية إلى الفترة ما بين 4500 قبل الميلاد الى 4200 قبل الميلاد.
وعندما إستخدمت بعض الدراسات كربون 14 لتحليل بعض المواد العضوية والتي عُثر عليها فى المواقع الأثرية لهذه المرحلة بالفيوم من 4400 إلى3860 قبل الميلاد , وأرختها الباحثة كيتون تومسون أنها تعود إلي الفترة 4500 الى 4200 قبل الميلاد حيث عثرت على العديد من الأدوات الحجرية من "الظران" مثل رؤوس السهام والفؤوس اليدوية والسكاكين.
وقد عثرت كيتون تومسون وجاردنر على بعض الأدلة الأثرية من إقليم الفيوم فى الأسرات الأولى 3200 الى 2635 قبل الميلاد وعصر الدولة القديمة2635 الى 2140 قبل الميلاد فى شمال شرق بحيرة قارون عند مستوى 2 متر تحت مستوى سطح البحر عبارة عن بعض كسرات فخار من الأسرات الثالثة-السادسة, وهو عصر الدولة القديمة وعند هذا المستوى لم ترتفع مياه البحيرة مرة أخرى.

اطلال المدن القديمة شمال البحيرة

جانب من الصوامع

وادي البطيخ
Trending Plus