من الأزمة إلى التوطين.. متحف الفنان نبيل درويش يستقر بمنطقة الفسطاط

انتهت أزمة متحف الفنان نبيل درويش، والتى بدأت منذ سنوات، وقد كان لوزارة الثقافة دور مهم في حل هذه الأزمة، فخلال شهر أكتوبر الماضى 2024، أكد الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، أن قرار إزالة متحف الدكتور الفنان نبيل درويش، الواقع بطريق سقارة، والذي يحتل مكانًا وسط الطريق الدائري الجاري إنشاؤه، صدر منذ أكثر من سنتين، والوزارة مستعدة لضم مقتنيات الفنان الراحل نبيل درويش في أكثر من مكان تابع للوزارة وفقًا لما تريده أسرته.
وأوضح أحمد هنو، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" في ذلك الوقت، أن الوزارة سوف تستقر على مكان مناسب تضع فيه أعمال الفنان نبيل درويش بعد التنسيق مع أسرته، فالمكان بالتأكيد يتناسب مع مكانة الفنان الفنية المهمة في المجتمع، فالوزارة مهمتها الحفاظ علي الأعمال الفنية وحمايتها.
وخلال الأيام الماضية أعلن قطاع صندوق التنمية الثقافية عن بدء تنفيذ مشروع جديد لإعادة توطين متحف الفنان التشكيلي الراحل نبيل درويش، بالتعاون مع صندوق التنمية الحضارية داخل "مبنى الزجاج"، أحد المكونات المعمارية المميزة التابعة لصندوق التنمية الحضرية بمنطقة "تلال الفسطاط" الذي يُمثل أحد أبرز مسارات التطوير الشامل لمنطقة القاهرة التاريخية.
يأتي هذا المشروع تتويجًا لتوقيع بروتوكول تعاون رسمي بين كلٍّ من وزارة الثقافة ممثلة في صندوق التنمية الثقافية وصندوق التنمية الحضرية، في خطوة تُجسد تكامل الجهود الحكومية المتمثلة في التعاون بين الوزارات والهيئات، والدور الكبير الذي قدمته وزارة النقل في المساعدة في طرح الموقع الجديد للمتحف بدلا من السابق.. وأيضا الدور الإيجابي لأسرة الفنان الراحل د. "درويش" الذين حافظوا على المقتنيات الفنية الهامة.
وقّع البروتوكول كل من المعماري حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية والفنية والمشرف على قطاع صندوق التنمية الثقافية، ممثلًا لوزارة الثقافة، والمهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية.
وبموجب هذا الاتفاق، تم تخصيص مساحة تُقدّر بنحو 500 متر مربع داخل مبنى الزجاج لعرض مقتنيات المتحف، التي تُوثّق تجربة فنية مصرية رائدة في مجال الفن التشكيلي، وتُعد مرآة حيّة لتحولات الحركة الفنية في النصف الثاني من القرن العشرين.
ويُجسّد المشروع أحد المحاور الاستراتيجية لعمل صندوق التنمية الثقافية، والذي يضطلع بدور فاعل في إعادة توزيع المؤسسات الثقافية والمجموعات الفنية بما يضمن تعظيم مردودها المجتمعي، ويُعيد دمج الفنون في نسيج الحياة اليومية للمواطن، ضمن منظومة عرض متحفي حديثة تواكب المعايير الدولية وإعادة توظيف الأصول العمرانية في خدمة المكوّن الثقافي للدولة.
كما يُمثّل هذا التعاون نموذجًا متقدّمًا لتكامل السياسات الثقافية والعمرانية، ويعكس وعيًا مؤسسيًا بأهمية إعادة توظيف الموارد والمباني ذات الطابع المميز، بما يخدم الهوية الوطنية من جهة، ويُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من جهة أخرى.
وينتظر أن يسهم المتحف الجديد في إثراء الحراك الفني والثقافي بمنطقة الفسطاط، من خلال تنظيم معارض دورية، وفعاليات تربوية وفنية، ومبادرات مجتمعية تُوجّه للفئات العمرية المختلفة، في بيئة عرض مؤهلة لإحياء التفاعل بين الجمهور والإبداع.
ويعد هذا المشروع تجسيدًا عمليًا لرؤية صندوق التنمية الثقافية بوصفه ركيزة أساسية في منظومة العمل الثقافي بمصر، وذراعًا تنفيذيًا لوزارة الثقافة في ما يتصل بإدارة وتفعيل الفضاءات الفنية، وحماية التراث، وتعزيز البنية التحتية للفنون بمفهومها الشامل.
Trending Plus