واحة سيوة جزء حى من التاريخ.. حصن شالى شاهد على تراث الواحة الفريد.. أقيم قبل 800 سنة على جبل لحماية السكان من الأعداء واللصوص.. وشهد أعمال ترميم السنوات الأخيرة وسُجل ضمن التراث العالمى.. صور

سيوة

مطروح - حسن مشالي

الأربعاء، 11 يونيو 2025 03:00 ص

فرض واقع وتاريخ وطبيعة واحة سيوة، أن تصبح من أهم المقاصد السياحية الشتوية والصيفية في مصر، لطقسها الدافئ شتاءًا الحار الجاف صيفاً، وكونها بقعة خضراء تتفجر فيها عيون المياه الطبيعية، وسط صحراء قاحلة تحيط بها في قلب صحراء الغربية، مما جعلها مكان فريد مصنف ضمن أهم المقاصد السياحية الشتوية على مستوى العالم، ومقصدا للسياحة العلاجية صيفاً.

وتضم سيوة العديد من الآثار الفرعونية والرومانية والإسلامية، والأثار السيوية التاريخية، مثل المدينة القديمة "حصن شالي" الذي يضم منازل المدينة وأطلال مبانيها المختلفة، وهناك عدد من المنازل التاريخية يسكنها بعض أهالي الواحة حتى الآن. وهي الملاصقة لشالي القديمة من الناحية الغربية.

تتوسط "شالي" وهي المدينة باللغة الأمازيغية التي يتحدث بها أهالي الواحة إلى جانب اللغة العربية، مدينة سيوة، الواقعة جنوب غربي مدينة مرسى مطروح بنحو 320 كيلومتر، وتم بناء حصن ومنازل شالي، باستخدام مادة الكرشيف وهو الطين المخلوط بملح البحيرات، وهي مادة البناء التي يستخدمها أهالي سيوة حتى الآن، وشهدت السنوات الأخيرة، ترميم مباني شالي التاريخية بجهود مشتركة من الدولة والاتحاد الأوربي، وإعلانها ضمن التراث العالمي.

‎وأقيمت شالي قديماً على جبل " إدرار " المرتفع الذي يتوسط الواحة ويطل عليها من جميع الجها، ويحيط بها سور مرتفع، له مدخل رئيسي يسمى "الباب إنشال" باللغة الأمازيغية التي يتحدث بها أهالي سيوة ويعني باب المدينة، ويوجد باخله الجامع العتيق وهو من أقدم مساجد شمالي إفريقيا، وتم إعادة افتتاحه عقب ترميمه ضمن أعمال ترميم شالي في شهر ديسمبر 2015 وتقام فيه الصلوات، ويتفرد بطرازه معماري على مستوى العالم، وهو مبني من مادة الكرشيف سنة 500 هجرية، وبه مئذنة ضخمة متشابهة مع مآذن المساجد في المغرب والأندلس، على طراز الصوامع، وهي مكعبة القاعدة وتتصاعد على هيئة مربعة، تضيق كلما ارتفعت لأعلى ، وتضم سيوة القديمة "شالي" 7 آبار مياه عميقة، كان يحصل الأهالي على احتياجاتهم من المياه منها.

وتحيط بحصن شالي الزراعات وعيون المياه، وكان يتحصن فيه أهل الواحة قديماً لصد غارات الغزاة واللصوص، ومع مرور الزمن تهدمت أجزاء من القلعة وتزايد عدد سكان الواحة، فنزلوا إلى السهل المحيط بها وتوسعوا في بناء المنازل، قبل 100 عام، خاصة بعد هطول أمطار غزيرة، أثرت على المباني الأثرية، وأصبحت القلعة مهجورة ومهدمة، بفعل عوامل الزمن والتعرية، خاصة وأنها مبنية من مادة " الكرشيف" وهي مزيج من الطين والملح.

وقال محمد عمران جيري عضو مجلس ادارة جمعية ابناء سيوة للخدمات السياحية والحفاظ على البيئة، أنه بتنفيذ مبادرة "إحياء قلعة شالى"، من فبراير 2018 وحتى أواخر عام 2020، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وشركة نوعية البيئة الدولية، من خلال تنفيذ أعمال ترميم وحفظ موقع شالي الأثري، بالاستعانة بالبنائين المهرة من أبناء سيوة، ويعد الهدف الرئيسي للمشروع، لتحفيز الاقتصاد المحلى، من خلال تحسين مكانة سيوة الدولية، كوجهة للسياحة البيئية الرائدة، وترسيخ التنمية المستدامة لمجتمع سيوة المحلي، و رفع مكانة شالى كإحدى مناطق الجذب الرئيسية للسياحة الثقافية بسيوة، خاصة مع إعلانها ضمن مواق التراث العالمي، إلى جانب حفاظ واحة سيوة على طابعها البيئي والتراثي مع الحفاظ والتماشي مع تاريخها.

يذكر أن واحة سيوة، تتميز بتتنوع المقومات السياحة، مثل السياحة العلاجية والعيون المياه الكبريتية البحيرات الطبيعية وغرود الرمال وسياحة السفاري، إضافة إلى الآثار الرومانية والفرعونية، مثل معبد آمون وغيره من الآثار، والمنتجعات والفنادق ذات الطراز البيئي التي يعشقها السياح.

كما تتميز الواحة، بالهدوء والاستقرار الأمني والاجتماعي، وتخلو من الجريمة تماماً، والأهالي يهتمون بأعمالهم ويحافظون على خصوصية الزوار ومساعدتهم في مختلف الأمور، وعدم استغلال السياح والحفاظ على سمعة الواحة، ويعمل أبناء سيوة في الأنشطة المختلفة مثل الزراعة والسياحة، وهناك من يعمل في تنظيم رحلات السفاري بالسيارات المجهزة، والعمل في الفنادق والمنتجعات البيئية وغيرها.