ارتفاع حصيلة الشهداء فى غزة إلى أكثر من 55 ألفًا بعد قصف مراكز المساعدات.. عزلة رقمية فى القطاع بعد قطع الاتصالات.. حكومة تل أبيب تجمد أموال السلطة الفلسطينية.. ورويترز: واشنطن تضغط لعرقلة مؤتمر حل الدولتين

واصل الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ615 على التوالى، حربه على قطاع غزة، مخلفًا عشرات المجازر وسقوط إعداد متزايدة من الشهداء، فى وقت تستمر فيه المعاناة الإنسانية وسط دمار واسع وعزلة رقمية خانقة.

وأعلنت وزارة الصحة فى غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان فى 7 أكتوبر 2023، إلى 55,104 شهيدًا، و127,394 جريحًا، وخلال الفترة من 18 مارس 2025 حتى أمس الأربعاء، ارتفعت الحصيلة إلى 4,821 شهيدًا و15,353 إصابة.

وخلال الـ24 ساعة الماضية فقط، استقبلت مستشفيات القطاع 123 شهيدًا، بينهم 3 جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، إضافة إلى 474 مصابًا، فيما بلغ عدد شهداء يوم أمس نحو 80 شهيدًا وأكثر من 450 جريحًا، غالبيتهم فى جنوب ووسط القطاع.

مجازر قرب مراكز المساعدات

وارتكبت قوات الاحتلال مجازر جديدة قرب مراكز توزيع المساعدات وسط وجنوب القطاع، أسفرت عن 50 شهيدًا و250 إصابة، وبحسب المكتب الإعلامى الحكومى، ارتفع عدد شهداء الهجمات على مراكز التوزيع الإسرائيلية-الأمريكية إلى 163 شهيدًا و1,495 إصابة، جميعهم من المدنيين.

كما استشهد، صباح الخميس، 4 مواطنين وأُصيب أكثر من 100 آخرين، بينهم أطفال ونساء، برصاص مباشر وقنابل من طائرات الاحتلال المسيّرة، استهدفت تجمعًا قرب محور "نتساريم" جنوب غزة، واستشهد مواطن خامس فى المكان نفسه، ووصل إلى مستشفى الشفاء.

قصف واسع واستهداف للنازحين

فى مدينة خان يونس، استشهد 10 مواطنين، بينهم أطفال ونساء، نتيجة قصف استهدف خيام نازحين ومناطق سكنية. وسُجلت مجزرة جديدة بمخيم طبريا غرب خان يونس، حيث استشهد 4 مواطنين، أحدهم طفل، وأُصيب آخرون، فى قصف استهدف خيام النازحين هناك.

وفى شمال القطاع، استشهد 3 مواطنين، بينهم طفلان، إثر قصف استهدف منزلًا فى شارع غزة القديم بجبلية، بينما استشهد 3 آخرون فى قصف بالطائرات المسيّرة قرب برج المدينة بمخيم النصيرات.

كما شنت قوات الاحتلال غارات جوية عنيفة على حى التفاح شرق غزة، وواصلت تفجير منازل المواطنين شمال شرقى المدينة. وفى بلدة عبسان الكبيرة بخان يونس، تمكّنت فرق الإنقاذ من انتشال جثمان امرأة وطفلها بعد قصف جوي.

واستهدفت المدفعية الإسرائيلية مناطق واسعة، أبرزها "البطن السمين" جنوب خان يونس، وسط غارات جوية مكثفة، يُعتقد أنها تمهيد لاجتياح بري. كما تم تنفيذ عمليات نسف جديدة لمبانٍ سكنية شرق غزة، ضمن سياسة تدمير ممنهجة.

انقطاع الإنترنت والاتصالات عن قطاع غزة

على صعيد آخر، أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات عن اتساع نطاق العزلة الرقمية فى القطاع، جراء استهداف ممنهج للبنية التحتية للاتصالات، شمل المسارات الرئيسية والبديلة.

وأكدت الهيئة انقطاع الاتصال عن جنوب ووسط القطاع، إلى جانب غزة وشمالها، ما يهدد بعزل القطاع بالكامل عن العالم الخارجى، ويعطل الخدمات الإنسانية والطبية والتعليمية.

وأكدت الهيئة أن قوات الاحتلال تمنع منذ أسابيع الطواقم الفنية من إصلاح الأضرار أو الوصول إلى المسارات الاحتياطية، ما يفاقم الأزمة ويطيل أمد العزل.

تجميد أموال السلطة الفلسطينية

فى سياق آخر، أفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن الحكومة الإسرائيلية قررت تجميد أموال الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية، ما ينذر بأزمة اقتصادية خانقة فى الضفة الغربية، وتشمل هذه الأموال عائدات جمركية جمعتها إسرائيل نيابة عن السلطة، والتى تستخدم لدفع رواتب الموظفين وتمويل الخدمات.

وتأتى هذه الخطوة فى ظل تصعيد إسرائيلى مستمر وتراجع ملحوظ فى فرص التوصل إلى حل سياسى، فيما حذرت مصادر فلسطينية من تداعيات هذا القرار على الاستقرار فى الضفة.

واشنطن تضغط لعرقلة مؤتمر دولى بشأن حل الدولتين

وفى تطور دبلوماسى، كشفت برقية أمريكية اطلعت عليها "رويترز" أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تضغط على الحكومات لعدم المشاركة فى مؤتمر أممى مرتقب فى نيويورك، يناقش "حل الدولتين"، وتعتبر واشنطن أن المؤتمر يقوض جهودها للتوصل إلى وقف إطلاق نار، ويشجع حماس.

وفى المقابل، أكدت فرنسا والسعودية، المنظمتان للمؤتمر، أن الاجتماع يهدف لوضع خارطة طريق نحو إقامة دولة فلسطينية، فيما أبدى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دعمه الكامل لهذا المسار، معتبرًا أن "الصراع لا يمكن أن يحل إلا بإقامة دولتين مستقلتين تعيشان فى سلام وأمن".