بعثة الحج تواصل تفويج الحجاج .. ومصر للطيران تسيّر 19 رحلة لعودة ضيوف الرحمن.. تنظيم محكم ومشاعر مختلطة أثناء لحظات المغادرة من مكة إلى المدينة.. دموع الوداع وذكريات لا تُنسى للحجيج

في أجواء روحانية مفعمة بالمشاعر، واصلت بعثة الحج أعمال تفويج الحجاج من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، بعد أن أتموا مناسك الحج لهذا العام بسلام ويسر، وسط إشادة واسعة بالتنظيم والخدمات المقدمة من مختلف الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الداخلية.
وقد انطلقت عمليات التفويج تباعًا منذ انتهاء رمي الجمرات وطواف الوداع، حيث حرصت البعثة الرسمية على تسهيل تحركات الحجاج وتنظيم انتقالهم بين المدن المقدسة، مع توفير كافة أوجه الدعم والمساندة الطبية والإدارية لضمان راحة ضيوف الرحمن، لا سيما كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وبالتزامن مع هذه التحركات، بدأت مجموعات من الحجاج استعداداتها لمغادرة الأراضي المقدسة والعودة إلى أرض الوطن، بعد أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
وأعلنت شركة مصر للطيران، الناقل الوطني، عن تكثيف رحلاتها المخصصة لعودة الحجاج، وذلك ضمن خطة تشغيل موسمية وضعتها الشركة سلفًا بالتنسيق مع السلطات السعودية والبعثات الرسمية.
وكشفت شركة مصر للطيران عن تسيير 19 رحلة جوية لعودة الحجاج من السعودية إلى مصر وعدد من الوجهات الأخرى. وأوضحت أن جدول الرحلات يشمل 11 رحلة من مطار جدة إلى مطار القاهرة، بالإضافة إلى رحلة واحدة من جدة إلى العاصمة المالية باماكو، و6 رحلات من مطار المدينة المنورة إلى القاهرة، ورحلة واحدة من المدينة المنورة إلى مطار برج العرب بالإسكندرية.
وتتسم هذه المرحلة بخصوصيتها، إذ تمثل لحظة الفراق بين الحجاج والأراضي المقدسة، بعد أيام حافلة بالمشاعر الإيمانية والتجليات الروحية.
وقد وثق العديد من الحجاج لحظات الوداع عبر الصور ومقاطع الفيديو، التي حرصوا على مشاركتها مع ذويهم، لتكون ذكرى خالدة لتجربتهم التي طالما تمنوا أن يعيشوها.
وعلى جنبات المطارات ومداخل الفنادق، بدت علامات التأثر واضحة على وجوه الكثير من الحجاج، الذين ذرفوا الدموع تأثرًا بلحظة المغادرة، وهم يرددون الأدعية والابتهالات بأن يتقبل الله منهم الحج، وأن يعيده عليهم أعوامًا مديدة.
كما أعربوا عن امتنانهم العميق لما لمسوه من تنظيم محكم ورعاية مستمرة منذ لحظة وصولهم إلى المملكة وحتى مغادرتهم.
وفي سياق متصل، نوه عدد من الحجاج المصريين بجودة الخدمات المقدمة لهم، سواء من الجانب السعودي أو من بعثات الحج المصرية، مؤكدين أن وزارة الداخلية لعبت دورًا محوريًا في تسهيل إجراءات السفر والإقامة والتنقل، فضلًا عن توفير الدعم الطبي والإداري على مدار الساعة.
وأكد بعض الحجاج أن التنسيق المستمر بين الجهات المصرية والسعودية ساهم في الحد من التكدس والازدحام، وسهل أداء المناسك بسلاسة، لا سيما في مناطق مزدحمة مثل منى وعرفات ومزدلفة.
كما أشادوا بسرعة الاستجابة لحالات الطوارئ، وتوفير سيارات الإسعاف والمراكز الطبية المتنقلة في مختلف مناطق المشاعر المقدسة.
وتعكس هذه الجهود مجتمعة صورة إيجابية عن قدرة الدولة المصرية على تنظيم موسم الحج بكفاءة عالية، من خلال تفعيل خطط مدروسة والتنسيق المستمر مع السلطات السعودية، بما يضمن سلامة الحجاج وراحتهم.
وفي هذا السياق، أشار مساعد وزير الداخلية للشئون الادارية رئيس بعثة الحج إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تواصل عمليات تفويج بقية الحجاج العائدين إلى مصر، حيث تم تخصيص فرق عمل على مدار الساعة لمتابعة كل التفاصيل اللوجستية والتنظيمية، مع إعطاء أولوية لكبار السن والمرضى في الرحلات الأولى.
وبحسب المخطط الزمني، ستتواصل الرحلات الجوية حتى اكتمال عودة جميع الحجاج المصريين، وسط متابعة مباشرة من الجهات المعنية لضمان سلاسة عمليات العودة، وعدم حدوث أي تأخير أو ارتباك.
كما تم التشديد على استمرار تطبيق الإجراءات الصحية والوقائية داخل المطارات والطائرات، لضمان سلامة العائدين.
وتعمل مصر للطيران، بالتنسيق مع وزارة الطيران المدني، على ضمان راحة الحجاج خلال الرحلات الجوية، من خلال تخصيص أطقم طبية مدربة، إلى جانب تقديم وجبات مناسبة وتسهيل إجراءات الدخول والخروج في المطارات.
وفي ختام هذه الرحلة الإيمانية، يبقى للحجاج ذكريات لا تُنسى، وتجربة فريدة من نوعها، جمعت بين المشقة والسكينة، وبين الجهد الروحي والفرح بالقبول، لتظل محفورة في قلوبهم كأحد أجمل وأهم تجارب حياتهم.
Trending Plus