ماركو روبيو من منافس لترامب إلى أبرز مطبق لسياسته؟.. هاجم دونالد بشدة عام 2016 وقال إنه لا يصلح رئيسا لأمريكا.. وأصبح فى 2025 من أشد الموالين للرئيس فى إدارته الثانية.. وجمع بين مناصب حساسة أبرزها "الخارجية"

فى عام 2016، هاجم ماركو روبيو، السيناتور الجمهورى فى مجلس الشيوخ الأمريكى آنذاك والمرشح المحتمل فى سباق الرئاسة الأمريكية، منافسه على الترشيح، القادم من خارج عالم السياسة دونالد ترامب.
خلال تلك الحملة الانتخابية، قال روبيو عن ترامب: " لن نسلم الحركة المحافظة إلى مخادع لا يقول للناس سوى شيء واحد، إنه أمضى 40 عاما من حياته من أجل العاملين الأميكييين، ويزعم الآن أنه بطلهم". واعتبر أن ترامب "لا يصلح على الإطلاق أن يكون رئيسا للولايات المتحدة، وليست لديه أى خطة للتأمين الصحي". وفى المقابل سخر منه ترامب ووصفه بـ"ماركو الصغير" فى مناسبات عدة. وكانت ضربة قوية لروبيو أن انتصر عليه ترامب فى السباق التمهيدى فى ولايته فلوريدا، والتى دفعت ماركو للانسحاب من سباق البيت الأبيض.
لكن ماركو الصغير هذا تحول إلى أحد أعمدة إدارة ترامب الثانية مع توليه وزارة الخارجية، وتحول هجومه على ترامب إلى ولاء شديد وتنفيذ لسياسات الرئيس المثيرة للجدل، حتى أنه أصبح، ومعه نائب الرئيس جيه دى فانس، الأشد ولاءً للرئيس فى إدارته الحالية. وبلغت ثقة الرئيس به أن أسند إليه منصب مستشار الأمن القومى، ولو بشكل مؤقت، إلى جانب الخارجية.
تأتى ثقة ترامب فى روبيو فى ظل تنفيذه لسياسات ترامب، دون معارضة على ما يبدو. فعلى العكس مما كان عليه الحال مع ريكس تريلسون، أول وزير خارجية فى إدارته الأولى، والذى تم إقالته بعد عام وشهرين تقريبا فى ظل خلاف بينهما حول عدد من الملفات الكبرى، يطبق روبيو ما يريده ترامب فى الملفات الهامة والشائكة، سواء ما يتعلق بروسيا وأوكرانيا، أو الحرب الإسرائيلية على غزة ومساعى وقف إطلاق النار وغيرها وملاحقة الرئيس للصين والرسوم الجمركية وغيرها.
أحدث مثال على ذلك كان بإعلان روبيو إدارة ترامب ستعمل على "إلغاء صارم" لـ تأشيرات الطلاب الصينيين، بمن فيهم أولئك الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعى الصينى أو الذين يدرسون فى "مجالات حيوية".
صحيفة نيويورك تايمز تحدثت عن الثقة الكبيرة التى يضعها ترامب فى روبيو، وقالت فى تقرير لها فى مايو الماضى، عقب قرار ترامب إقالة مستشار الأمن القومى مايك والتز وإسناد المنصب إلى روبيو، إن الأخير تحول إلى وزير كل حاجة، ويترأس أربع إدارات حكومية كبرى.
فإلى جانب عمله كوزير للخارجية، أصبح روبيو القائم بأعمال مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والقائم بأعمال مدير السجلات والأرشيف الوطنى، والآن مستشار الأمن القومى المؤقت لترامب
وذهبت صحيفة نيويورك تايمز إلى القول بأن الأمر قد يكون غير مسبوق فى التاريخ المعاصر للحكومة الأمريكية، مشيرة إلى أنه تجاوز ما فعله هنرى كسينجر، الذى جمع بين وزارة الخارجية وإدارة وكالة الأمن القومى. كما أنه يضاف إلى قصة نجاح الهجرة، التى تعد أساس لقصة روبيو، السيناتور السابق من ولاية فلوريدا، الذى عمل والده نادلا فى الحانات وأمه مدبرة منزل بعد ان غادرا كوبا إلى الولايات المتحدة.
إلا أن قائمة الألقاب تثير التساؤلات بشأن ما إذا كان بإمكان روبيو أن يلعب أى دورا جوهريا فى الإدارة لو كان يتولى كل هذه المناصب، لاسيما فى ظل رئيس يتجاوز العمل التقليدى للحكومة والذى عى رجل أعمال صديق له، وهو ستيف ويتكوف كمبعوث خاص يتولى مهمة الدبلوماسية الأكثر حساسية.
Trending Plus