أحمد البحيرى لـ"كلمة أخيرة": مكتب تابع للموساد بدولة آسيوية نفذ العملية ضد إيران.. ويؤكد: مصر لازالت الحائل لرؤية الشرق الأوسط الجديد.. حسين الديك: الاحتلال قد يستغل انشغال الرأي العام بإيران لتنفيذ مخططات بغزة

علق أحمد كامل البحيري الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على الهجوم الإسرائيلى على إيران ورد الأخيرة عليها، قائلا:" إن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي بدأ بالفعل، وهذا ما توقعته إسرائيل أن تكون الضربة مساء اليوم.
وأضاف خلال لقاء مع برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: "الأهم من الضربة طبيعة المستهدف في حد ذاته من الرد الإيراني، وما هي نوعية الصواريخ؟ خاصة أنه خلال الأيام الماضية حصلت طهران على كنز استخباراتي معلوماتي يخص منشآت عسكرية نووية إسرائيلية تم عرضه في الصحافة الإيرانية".
واصل: "السؤال هل سيكون الرد الإيراني على غرار الوعد الصادق 1 و2؟ أم سيكون ذو طبيعة مختلفة؟ الأمر لا يتوقف فقط على استخدام الصواريخ".
وشدد أن طبيعة المستهدف في الرد الإيراني داخل دولة الاحتلال هي من تحدد هل نحن أمام رد أم ردع، قائلاً: "الرد شهدناه من قبل في عمليتي الوعد الصادق 1 و2: إطلاق صواريخ ومسيرات بغض النظر عن طبيعة المستهدف، لكن الردع أن يكون مستوى الضربة أو الرد الإيراني نفس مستوى ضربة دولة الاحتلال".
واصل: "مستوى الرد الإيراني يتحدد في نطاق: هل سيكون هناك استهدافًا لمنشآت عسكرية إسرائيلية وإحداث إصابات؟ هل سيكون هناك استهدافًا لقيادات عسكرية؟ هل سيكون استهدافًا لمنشآت ذات قيمة إسرائيلية استراتيجية؟".
ورداً على سؤال الحديدي: هل سوف تستطيع طهران تحقيق الرد المناسب أم أنها مجرد تصريحات وعبارات رنانة موجهة للداخل خاصة أن قوة إيران لم تكن كما كنا نتخيل؟ قال البحيري: "هناك تفوق نوعي لدولة الاحتلال استخبارياً وعسكرياً، أبرز مشاهد اليوم ليست مشاهد الاغتيالات ولا استهداف المفاعلات، لكن النقطة البارزة هو الانكشاف الاستخبارتي.
تابع، وسائل الإعلام الإسرائيلية قالت إن من قام بالعملية هو مكتب موساد في دولة جوار هو من قام بتنفيذ كافة العملية في العمق الإيراني، وهو مكتب في دولة جوار لإيران آسيوية".
أكمل: "منذ عام 2010 وحتى 2020 تم استهداف نحو خمس عملاء، أشهرهم محسن زادة، وكانت عبر عملية اختراق استخباراتي، وآخر عملية اختراق وقت استشهاد إسماعيل هنية في طهران، مشدداً أن الوضع الآن تطور من اختراق إلى انكشاف استخباراتي وهذه هي النقطة الملفتة.
وحول قدرة طهران على الرد قال: رغم ما حدث إلا أن إيران لا زال لديها القدرة، وبعيداً عن الجانب العسكري خاصة أن إسرائيل وإيران ليستا دولتي جوار، إما عن طريق الصواريخ أو مسيرات أو استهداف لمصالح إسرائيل في مناطق أخرى، أما الرد المباشر فطهران لا تمتلك قدرات طيران أو أنواع قادرة على الانطلاق في مسافة فوق 1300 كلم دون تموين وقود في الهواء، إلا لو تم استخدام الطائرات الانتحارية التي استخدمتها ألمانيا في الحرب العالمية، وهذا يتوقف على قدرات الرادارات الخاصة بالناتو التي تغطي تركيا وإيران وكافة العراق بجانب منظومة رادارات الاحتلال.
وكشف أحمد كامل البحيري، عن توقعاته لتطورات الأوضاع في المنطقة على صعيد الهجوم الإسرائيلي والرد الإيراني قائلاً: "أتوقع أيامًا طويلة وليس ليلة طويلة فقط، وهذا الأمر إطالته وقصره مرتبط بالإجابة على سؤال: هل ستقوم إيران فقط بالتركيز على إسرائيل فقط أم يتسع نطاق الرد على بعض الاستهدافات للمصالح أو القدرات الأمريكية أو محاولة غلق مضيق هرمز، وهو يحتاج لعملية بسيطة عبر زوارق بحرية".
وأضاف: "كل هذه الأمور سوف تحدد كيف ستتسع العمليات العسكرية وآثارها".
تابع: "الولايات المتحدة شريك رئيسي في الضربة، خاصة عندما تتحدث إسرائيل عن 200 طائرة قامت بتنفيذ عملية طهران، من بينها F35، حيث إن تل أبيب لا تمتلك هذا الكم من الطائرات، خاصة الـ F35 والـ F15، وهذا يعني اشتراك واشنطن في العملية العسكرية".
أردف: "بتحليل الأرقام للقدرات الإسرائيلية، هي لا تملك هذا الكم من الطائرات، خاصة الإمكانات الشبحية من طائرات الـ F35، وحجم الاستهدافات الدقيقة، بما يعكس اشتراك سلاح الجو الأمريكي في العمليات العسكرية".
اختتم البحيري في حديثه عن التحديات التي تواجه مصر قائلاً: "نحن منذ فترة في قلب العاصفة لكن الجديد الآن أن حدود مصر كلها ملتهبة سواء ليبيا أو السودان أو فلسطين أو حتى سوريا واليمن وبعض المناطق في إفريقيا".
وشدد على أن الجديد الآن هو رؤية دولة الاحتلال لمنظومة أمنية جديدة في الشرق الأوسط ولم تخفها تل أبيب أو واشنطن منذ عشر سنوات وتحديداً في 2015، قائلاً: في أعوام 2015 و2016 و2017 وهي ناتو الشرق الأوسط والتي رفضتها مصر حينها وقالت: الأولى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك الموقعة عام 1950، بالإضافة للرؤية الجديدة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة لمنظومة أمن البحر الأحمر، حيث ترغب كل من إسرائيل وواشنطن في إشراك دول غير مشاطئة للبحر الأحمر في منظومة البحر الأحمر الأمنية مثل إثيوبيا وإسرائيل، ومصر وجهة نظرها أن البحر الأحمر بحيرة عربية وسوف يظل كذلك".
واصل: "هناك ما يسمى بممر داوود الاستراتيجي وإعادة هندسة للسلطة الجديدة في الشرق الأوسط عبر تجديد الجهاديين، وهذا يعني أن الأمر غير قاصر على إحاطة مصر بالصراعات ولكن هناك رؤية جديدة للشرق الأوسط تقوده واشنطن وتل أبيب وموقف معارض مصري، ومن ثم ودون تهويل الحائل الراهن أمام تلك الرؤية هو الموقف المصري سواء في رؤى أمنية جديدة بدأت منذ ناتو الشرق الأوسط والذي تطور لناتو إبراهام وصولاً لموضوع التهجير، وبالتالي الموقف ليس فقط لإحاطة مصر بأزمات وإنما لمشروعات أمنية جديدة تهدد أمن مصر القومي والدول العربية".
وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية الدكتور حسين الديك، إنه أصوات صافرات الإنذار بدأت تدوي، مع بدء الرد الإيراني وبعض أصوات الانفجارات تسمع في ضواحي القدس.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة": "الشيء اللافت للنظر أنه منذ الصباح الباكر لم تدوي صافرات الإنذار في العاصمة الإسرائيلية أو مدن الاحتلال ولم يكن هناك رد إيراني وبقي حتى التاسعة والربع من مساء اليوم، والآن بعد وصول دفعة الصواريخ والانفجارات يبدو أن هناك تحولاً، وما نراه في سماء القدس الآن هو نوع من المبارزة بين الصواريخ الإيرانية والمضادات الدفاعية لدولة الاحتلال والقبة الحديدية".
أردف: "الصواريخ الإيرانية تأتي من بعض أراضي دول الجوار من الأراضي السورية والأراضي اللبنانية، في ظل تحييد الأجواء الأردنية، كما أن الدفاعات الأمريكية في المنطقة تتحرك لمعالجة وتقليل آثار تلك الرشقات الصاروخية".
واصل: "هناك في الداخل الإسرائيلي دعم كبير للعملية العسكرية الإسرائيلية وهناك اصطفاف ووحدة في الشارع الإسرائيلي وإيمان بالضربة ضد إيران حتى المعارضة والرأي العام داعم للحكومة، وعادة في مثل هذه الظروف يتحد الشارع الإسرائيلي خلف المنظومة الأمنية الإسرائيلية والمجهود الحربي وخلف المؤسسة العسكرية حيث استطاعت إسرائيل نقل العملية في العمق الإيراني على أرض عدو الاحتلال وسلاح الجو الإسرائيلي يتجول في الأجواء الإيرانية".
ورداً على سؤال الحديدي: هل تتوقع أن يستغل رئيس الوزراء الإسرائيلي ما يحصل الآن لمزيد من وحشية الاحتلال في غزة عبر دفع المواطنين والتضييق عليهم ودفعهم للحدود؟، قال: هذا خيار وارد ومن خلال متابعتنا للفضائيات كل التركيز في وسائل الإعلام الاقليمية والدولية على العمق الإيراني، وما زال الشعب الفلسطيني يُذبح في قطاع غزة والحالة معقدة جداً، وربما يستثمر الاحتلال هذا الوضع العام والانشغال الدولي بالقضية الكبرى وهي إيران، لتنفيذ مخططات عجز عن تنفيذها خلال العشرين شهراً الماضية.
من جانبها قالت الإعلامية لميس الحديدي في معرض تعليقها على القصف الصاروخي الذي تتعرض له تل أبيب في رد إيران على الهجوم الإسرائيلي قائلة: "سنرى مدى فعالية صواريخ طهران ومدى قدرة القبة الحديدية لإسرائيل على صدها".
وأضافت خلال تقديم برنامجها "كلمة أخيرة" :هذا الهجوم الذي بدأته إسرائيل والآن تحاول إيران الرد، الخطورة هنا ليست في حجمه وأهدافه، لكن في حجم التشابك والتعقيد والتقنيات العسكرية الدقيقة التي نُفذت".
واصلت: لما نسمع عن العملية العسكرية فجر اليوم سنعرف أن الموساد الإسرائيلي كان له دور كبير جدًا في تنفيذ تلك العملية، حيث جرى تنفيذ أكبر عملية اختراق عسكري أمني داخل العمق الإيراني عبر إنشاء معسكر أسلحة داخل إيران، حيث نُقلت منظومة أسلحة كاملة إسرائيلية متطورة ومسيرات داخل إيران وهي من نفذت الاستهدافات والاغتيالات الدقيقة".
وعرضت الحديدي مقاطع عرضها جيش الاحتلال لعملائه داخل إيران قائلة: "الموساد زرع في إيران وله عملاء كثر، وهذه العملية ما كانت لتتم إلا باختراق أجهزة الموساد وتمركزه داخل إيران ونقله لمنظومة صواريخ كاملة، عملوا إنزال قوات داخل إيران! شيء سبب صدمة كبيرة للداخل الإيراني".
أردفت: "كل العالم يشاهد حجم الاختراق الأمني الإسرائيلي للداخل الإيراني عبر عملاء الموساد".
Trending Plus