مصر الواعية الجادة فى مواجهة قوافل «اللايكات» والمزايدة الدونية

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

كل من يعرف مصر، يعلم أنها تتحرك فى القضية الفلسطينية من واقع مسؤوليتها ونفوذها وتأثيرها، وليست مطالَبة بتقديم أعذار أو تفسيرات، خاصة إلى تيارات ولجان اعتادت أن تمارس المزايدة اللاإرادية، ومنذ اللحظات الأولى ليوم 7 أكتوبر، كانت مصر حاسمة فى إعلان موقفها بناء على معطيات، وليس بناء على خيالات أو مزايدات تخاطب الإعلام، وتبحث عن تصفيق مدفوع، فقد كان موقف مصر واضحا بعد أيام من عملية 7 أكتوبر، كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يحذر من التهجير أو التصفية، ولم تكن ظهرت هذه المخططات، ومصر تتحرك من واقع خبرة ومسؤولية، وموقف مصر واضح بإصرارها على رفض تصفية القضية الفلسطينية، خاضت مصر أكثر من حرب داخل هذه الحرب وأعلنت حرصها على فتح معبر رفح ودخول المساعدات الإنسانية وتحويل العريش لمكان تلقى ودخول المساعدات بكميات كبيرة، وواجهت أكاذيب الاحتلال بعد احتلال المعبر من الجانب الفلسطينى، والدفع نحو التهجير، وهو ما انتبهت إليه مصر وأعلنت موقفا حاسما وخطوطا حمراء.

كل من يعرف مصر وقيادتها وقواتها المسلحة، يعرف أنها قادرة على اتخاذ مواقفها بشكل مستقل، وأنها لا تخضع للتهديد أو التلويح، ولا تخضع للمزايدة، وواجهت القاهرة خطط التهجير من خلال عقد الفعاليات، أولاها مؤتمر القاهرة، بعد أيام من الحرب، وصولا إلى قمة بغداد والبحرين، وقمة القاهرة الطارئة، والتى كانت تقدم عملا عربيا فى حده الكافى لمواجهة الحرب، انطلاقا من مسؤولية تاريخية، وتصدت لأكاذيب الاحتلال والمنصات المعادية لمصر، والتى كانت تردد ما يطرحه الاحتلال حول قضية التهجير، وتزعم الدعوة لفتح الحدود لأسباب إنسانية، بينما هم يتبنون وجهة نظر الاحتلال، ومن هنا ربما يكون من المفيد ظهور نتوء القافلة التى تزعم اختراق الحصار وتحرير القدس وإغاثة الملهوف، والحقيقة كان من الممكن تقبل هذه الأمور باعتبار القافلة «إياها» اجتهادا إنسانيا، لولا ظهور نتوءات ووجوه «مسجلة إرهابا، ومزايدة، وتمويل»، وبالطبع تدخل فيها أعداد بحسن نية أو سذاجة أحيانا، تشير إلى رغبات إنسانية، لكن هذه الرغبات الإنسانية فى الواقع تفتح الباب لعصابات التمويل والتهجم، والارتزاق، وظهور روابط ووجوه سبق لها أن شكلت مجالس ثورية تتبع إسرائيل أو حلفاءها.

ومعروف أن مصر استقبلت وفودا دبلوماسية كثيرة، وأوصلتها لمعبر رفح لمشاهدة الواقع، حيث تم منع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، من الدخول، وجاء وزراء خارجية إسبانيا وإيطاليا وأوروبا ومنظمات إنسانية ومدنية، وحقوقية، وتم تأمينهم وتقديم التسهيلات لهم، داخل أطر العمل الدبلوماسى والتزام القانون، وهو ما يفترض التعامل معه من أى طرف هدفه إنسانى، وليس إرهابيا أو فوضويا، لكن إذا ظهرت روابط الإخوان أو المرتزقة، وباقى ميليشيات المزايدة، فهنا يمكن الربط بين الأحداث، وتحركات الميليشيات تحت الأرض أو فوقها، وربما يكون من ميزات هذه الأحداث أنها تكشف وعيا عاليا لدى المواطن المصرى الطبيعى، أكبر كثيرا من بعض النشطاء العمقاء، ومدعى الثورية والمهلبية، ممن يكررون نفس الهبل بحسن نية، أو بسوء طوية ومزايدة ومكايدة، يطلبون «لايكات» أو إعجابا من جمهور أصابه الصدأ من العزلة والعيش فى الافتراض، من دون أن يروا رموز منصات الارتزاق وقد عادوا من الموت ليمارسوا دونيتهم ومزايدتهم المحفوظة، الشعب المصرى العادى يجمل وعيا أنضجته التجارب، ويربط خيوط الأحداث أفضل كثيرا من محترفى العمق النشط الممزوج بلطم وشعور بالدونية.

الحقيقة الواقعة أن الاحتلال كان ينتظر «7 أكتوبر» ليتخذها ذريعة لشن حرب دمار، هدفها جعل الحياة فى غزة مستحيلة، وعلى مدار شهور الحرب، واجهت مصر حروبا وأكاذيب، من الاحتلال المتطرف، مسنودا من قنوات التمويل الصهيونى فى الخارج، والتى كانت تحارب مصر فى نفس جبهة إسرائيل، والمفارقة أن بعض مواطنينا - بسذاجة أو تبعية - كانوا يرددون مزاعم إسرائيل ويدعمون خطتها، ويدعون مصر لفتح المعابر حتى يخرج الفلسطينيون من غزة، كان الادعاء إنسانيا، بينما الهدف إسرائيليا، وصمدت مصر على كل الجبهات، وشنت حروبها بكل احتراف، لم تتورط فى حرب كانت فخا أطاح بكل من تورط فيها، واختلفت مصر مع ادعاءات الرئيس الأمريكى ومخططاته ووصل الأمر لتلويح «جيروزاليم بوست» باغتيال الرئيس، بجانب تهديدات وتلويحات ذهبت أدراج الرياح على صخرة مصر القادرة دائما على رسم مواقفها، من مسيرات المصريين وبيانات وخطابات الرئيس السيسى بتأكيد أن مسار الدولة الفلسطينية هو الطريق الوحيد للاستقرار والسلام، مع التأكيد على أن الدول القوية والكبرى مثل مصر تلزمها جيوش قوية وقادرة على الدفاع عن الأمن القومى بأبعاده الشاملة، جيش رشيد يحمى أمنها القومى، بتوازن وردع غير قابل للتصرف.

ربما من ميزات ظهور ذباب المزايدة، والسذاجة أن تتجدد تأكيدات شعب مصر بأغلبيته، أنه منتبه لما يجرى فى الشمال والجنوب والغرب والشرق، وما تقبل عليه المنطقة، ولا يحتاج إلى هلام الادعاءات الساذجة والعمق من أجل «اللايكات».

مقال أكرم القصاص بالعدد الورقى لليوم السابع

Trending Plus

اليوم السابع Trending

إيران تقصف تل أبيب بالصواريخ

إيران تقصف تل أبيب بالصواريخ الجمعة، 13 يونيو 2025 09:18 م

الأكثر قراءة

جوتيريش يدعو إلى عدم التصعيد وأن تسود الدبلوماسية بعد هجمات إيران على إسرائيل

وكالة تسنيم: سماع دوى انفجارات عنيفة فى منطقتى حكيمية وتهرانبارس شرق طهران

وكالة أنباء فارس: عودة تشغيل أنظمة الدفاع الجوى فى طهران

مقطع فيديو يكشف عن وضع دفاعات فى أحياء سكنية فى تل أبيب

قوائم المونديال.. تعرف على قائمة بالميراس فى كأس العالم للأندية


وزارة الصحة تكشف خدمات صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية

شاهد.. صواريخ الموجة الثانية من الهجمات الإيرانية على إسرائيل

انهيار مبان بشكل كامل في تل أبيب جراء الصواريخ الإيرانية

استهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية فى تل أبيب.. فيديو

صواريخ إيرانية تخترق الأجواء العراقية وتتجه نحو إسرائيل


ارتفاع عدد المصابين بسبب الصواريخ الإيرانية على إسرائيل إلى 63 شخصا

نقيب الفنانين العراقيين يطمئن على إلهام شاهين وهالة سرحان بعد تعذر رجعوهما لمصر

الإسعاف الإسرائيلى: 21 مصابا بينهم 2 فى حالة خطرة بسبب الهجمات الإيرانية

أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورياح.. حالة الطقس غدًا السبت 14 يونيو 2025

إعلام عبرى: دمار غير مسبوق فى منطقة تل أبيب الكبرى لم نعهد مثله من قبل.. صور

إسرائيل تحت قصف إيران.. لقطات لتصاعد الأدخنة وسط تل أبيب بعد سقوط صواريخ

هل تتأثر مصر بأي تسريب إشعاعى من المنشآت النووية فى إيران؟.. اعرف التفاصيل

لا يملكون أوراقا ثبوتية.. الداخلية الليبية تعلق على المشاركين فى مسيرات غزة

هل خلع المرشد الإيرانى عباءته؟ جدل واسع بعد أنباء ارتدائه البدلة العسكرية

توجيه هام من رئيس الوزراء لوزيري البترول والكهرباء بعد هجوم إسرائيل على إيران

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى