إسرائيل تشعل الإقليم.. مصر من أوائل الدول حذرت من التصعيد والتوتر في المنطقة.. الرئيس السيسي: اتساع الصراع يحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة.. والدولة المصرية قادت تحركات دبلوماسية مكثفة لإطفاء حرائق الإقليم

تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من عدم الاستقرار منذ السابع من أكتوبر 2023 بعد إطلاق حماس لعملية "طوفان الأقصى" باقتحام مستوطنات إسرائيلية وقتل وأسر عدد من الإسرائيليين، وذلك في ردا على تجاوزات الاحتلال واستفزازاته في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وهو ما ردت عليه إسرائيل بعملية عسكرية شاملة واستهداف عدد من دول الإقليم.
وتعد الدولة المصرية الوحيدة التي حذرت من اتساع رقعة الصراع بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتحرك الاحتلال لاستهداف الجنوب اللبناني واحتلال جزء من الأراضي السورية، وفتح عدة جبهات لدول جوار فلسطين المحتلة مما قد يدفع إلى فوضى في الإقليم، وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي نهاية أكتوبر 2023 من اتساع رقعة الصراع بسبب الأحداث في غزة، قائلا: اتساع الصراع يحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة، مؤكدا: مصر دولة قوية جدا لا تمس.
حرص الرئيس السيسي على إطلاع زعماء وقادة العالم على خطورة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، مشيرا خلال استقباله لوزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن في أغسطس الماضي، إلى أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب الجارية في غزة "والاحتكام لصوت العقل والحكمة وإعلاء لغة السلام والدبلوماسية".
وحذر عبد الفتاح السيسي خلال الاجتماع من "خطورة توسع نطاق الصراع إقليميا على نحو يصعب تصور تبعاته"، مؤكدا أن "وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون بداية لاعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين".
لم تكتفي الدولة المصرية بالتحذير من اتساع رقعة الصراع لكنها عملت على إطفاء حرائق الإقليم بالوساطة لوقف إطلاق النار في غزة وتكللت تلك الجهود بالنجاح مطلع العام الجاري، فضلا عن دورها في القضية اللبنانية من خلال اللقاءات والاتصالات والتحركات التي دعمت الموقف اللبناني وعززت صموده في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المجرم الذي استهدف المدنيين جنوب لبنان.
في يوليو الماضي، أعربت مصر عن متابعتها بقلقٍ بالغٍ للعملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، والتي تزيد من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات، مشددة على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل صون أمن واستقرار المنطقة، محذرةً مما سبق وأن أشارت إليه من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة، على إثر تطورات أزمة قطاع غزة، وبما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار.
ودعت الخارجية المصرية كافة الأطراف لضبط النفس والتهدئة، وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية، مطالبة كافة الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم؛ من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي.
وأعادت مصر التأكيد على موقفها الراسخ والداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية بدون أية عوائق إلى القطاع، وذلك على ضوء أن تلك هي الخطوة الرئيسية والضرورية لاحتواء التوتر، والركيزة الأساسية لإقرار التهدئة الشاملة في المنطقة، وحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
وفي مطلع أغسطس الماضي، حذر الدكتور بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة من خطورة توسيع رقعة الصراع في المنطقة، مؤكدا على ضرورة العمل على تحقيق وقف إطلاق النار في غزة في أقرب فرصة ممكنة واستئناف عملية السلام، جاء ذلك خلال الإتصال الهاتفي الذى تلقاه الوزير عبد العاطي من "ميهول مارتن" نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والدفاع لجمهورية أيرلندا.
كان وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي قد أكد في تصريحات سابقة أن مصر لطالما كانت الدولة الوحيدة التى حذرت مرارًا وتكرارًا من المخاوف من اتساع رقعة الصراع والتصعيد فى المنطقة، لافتا أن مصر كانت في طليعة الدول التى تحركت بكل قوة واستضافت اجتماعا دوليا فى القاهرة، وكانت هدف الاجتماع بحضور العديد من دول العالم وكان الهدف الأساسي منها هو التوصل الى وقف فوري لإطلاق النار ووقف القتل الممنهج للمدنيين.
Trending Plus