بيرو تعيد الحماية الكاملة لخطوط نازكا القديمة بعد موجة انتقادات واسعة

بعد ردود فعل شعبية ومهنية غاضبة، أعلنت وزارة الثقافة في بيرو إعادة الحماية الكاملة لخطوط نازكا القديمة والنقوش الجيولوجية، وذلك بعد أن كانت قد قلّصت نطاق المنطقة المحمية فى قرار سابق أثار جدلًا واسعًا، وفقا لما نشره موقع صحيفة greekreporter.

وأكدت الوزارة، في بيان رسمي، أن الحدود الأصلية للموقع الأثري، والتي تمتد على 5,633.47 كيلومتر مربع، قد أُعيدت بالكامل، مما يضمن الحفاظ على هذه الرسوم الجغرافية الفريدة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1,500 عام.

قرار سابق أثار مخاوف بشأن سلامة الموقع

في مايو الماضي، أصدرت الحكومة قرارًا بتقليص المنطقة المحمية إلى 3,200 كيلومتر مربع فقط، بناءً على دراسات حاولت تحديد المناطق ذات القيمة الأثرية الأعلى، إلا أن علماء الآثار ومنظمات التراث الثقافي حذروا من أن هذا التقليص قد يعرض المواقع الأقل شهرة للخطر، ويفتح المجال أمام التعدين غير القانوني والزراعة العشوائية، مما يهدد سلامة الموقع.

أعرب إيني عمر بينديزو دي لا كروز، مدير كلية علم الآثار في جامعة سانت ألويسيوس غونزاغا الوطنية، عن قلقه من أن القرار السابق كان سيشكل سابقة خطيرة تؤثر على مواقع أخرى مثل كارال وماتشو بيتشو. وأشار إلى أن الاكتشافات الحديثة، مثل 29 رسمة جغرافية جديدة في منطقتي "إل إنخينيو" و"شانغويلو"، تؤكد الحاجة إلى حماية أوسع للموقع.

استجابةً للانتقادات أعلنت الحكومة عن تشكيل وحدة تنفيذية خاصة بنازكا، ستكون مسئولة عن إدارة الموقع، إلى جانب مراجعة عاجلة لخطة الإدارة الحالية خلال الأيام العشرة المقبلة، كما سيتم إشراك خبراء دوليين ومنظمة اليونسكو لضمان أن القرارات المستقبلية تستند إلى توافق علمي وشفافية عامة.

رغم الجهود المبذولة لتنظيم التعدين في المنطقة، لا تزال خطوط نازكا تواجه مخاطر الحفر غير القانوني والتخريب والتعديات على الأراضي. يُذكر أن الموقع، الذي يضم أكثر من 800 رسمة جغرافية ضخمة تصور أشكالًا حيوانية ونباتية وهندسية، قد حصل على تصنيف موقع تراث عالمي من اليونسكو عام 1994.

في ختام البيان، أكدت وزارة الثقافة التزامها بالحوار المفتوح وحماية التراث الثقافي لبيرو، مشددةً على أن جميع الوثائق الفنية المتعلقة بإدارة الموقع سيتم نشرها للعلن لضمان الشفافية.

خطوط نازكا والنقوش الجغرافية