تأهب أمني لانطلاق امتحانات الثانوية العامة.. الداخلية ترفع درجة الاستعداد القصوى وتخلق مناخا آمنا للتلاميذ.. جهود مكثفة لمنع الغش الإلكتروني.. وتأمين أكثر من 800 ألف طالب وسط إجراءات أمنية مشددة

أنهت وزارة الداخلية استعداداتها الأمنية النهائية لتأمين امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2024/2025، المقررة انطلاقها بعد غد الأحد.

وتشمل خطة التأمين الواسعة الانتشار الأمني المكثف بمحيط لجان الامتحانات على مستوى الجمهورية، من أجل توفير بيئة آمنة وهادئة تساعد الطلاب على أداء الامتحانات في أجواء مستقرة ومنظمة.

وفي إطار الخطة الموضوعة، تم اتخاذ تدابير مشددة لضمان سلامة عملية نقل أوراق الأسئلة إلى مقار اللجان الامتحانية، حيث تم تخصيص تمركزات أمنية ثابتة بالقرب من كل لجنة، استعدادًا للتعامل الفوري مع أي طارئ قد يعكر صفو الامتحانات أو يخل بالنظام العام.
وجرى التنسيق بين مختلف قطاعات الأمن العام والمرور والحماية المدنية، بما يضمن السيطرة الكاملة على الوضع وتأمين الطلاب والمراقبين وموظفي التربية والتعليم.

وامتدت خطة التأمين لتشمل كافة الطرق والمحاور المؤدية إلى لجان الامتحانات، إذ تم الدفع بأقوال أمنية متحركة ودوريات مرورية لتيسير حركة السير وتفادي الزحام، بما يضمن وصول الطلاب إلى مقار الامتحانات دون تأخير أو عوائق، خاصة في ساعات الصباح الباكر.

وتواصل قيادات مديريات الأمن في مختلف المحافظات تنفيذ جولات ميدانية لتفقد محيط اللجان والتأكد من مدى جاهزية القوات المكلفة بالتأمين.
وشددت التعليمات على ضرورة التعامل بحسم مع أي محاولات للخروج على القانون، وعلى أهمية تقديم الدعم الكامل للطلاب، سواء من خلال التعامل الفوري مع الشكاوى أو تسهيل دخولهم وخروجهم من اللجان بسلاسة.

من جانبها، كثفت وزارة التربية والتعليم من استعداداتها الإدارية والفنية لضمان سير الامتحانات بشكل منضبط وعادل.
وتبدأ الامتحانات بمادتي التربية الدينية والتربية الوطنية، تليها امتحان اللغة الأجنبية الثانية يوم الثلاثاء 17 يونيو، فيما تبدأ المواد الأساسية اعتبارًا من يوم الأحد 22 يونيو بمادة اللغة العربية، التي تعد من المواد ذات الكثافة العالية من حيث عدد الطلاب والمراقبين.

وتجري الامتحانات هذا العام وسط مجموعة من التحديات، أبرزها تطبيق الهيكلة الجديدة لنظام الثانوية العامة، واستمرار جهود الوزارة في مواجهة الغش الإلكتروني التي تشهد محاولات متكررة كل عام. كما تحرص الوزارة على تهيئة بيئة نفسية مناسبة للطلاب، من خلال إجراءات تنظيمية دقيقة ومتابعة لحظية من غرف العمليات المركزية.

ويبلغ عدد الطلاب المتقدمين للامتحانات هذا العام 813,875 طالبًا وطالبة، منهم 45,522 طالبًا يتبعون النظام القديم، و768,353 بالنظام الحديث، موزعين على 2,029 لجنة امتحانية في مختلف أنحاء الجمهورية. وتضم هذه اللجان 1,973 لجنة عادية، بالإضافة إلى عدد من اللجان الخاصة التي خُصصت لاستقبال الطلاب في ظروف استثنائية.

ومن بين اللجان الخاصة، توجد 9 لجان داخل السجون، و6 لجان في المستشفيات، إلى جانب 24 لجنة مجهزة للطلاب المكفوفين، و17 لجنة مخصصة لمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا. ويعكس هذا التوزيع حرص الدولة على ضمان تكافؤ الفرص لجميع الطلاب، بغض النظر عن خلفياتهم أو ظروفهم الصحية والاجتماعية.

ويؤكد مسؤولو وزارة التربية والتعليم أن الامتحانات هذا العام تشكل مرحلة حاسمة في مسار تطوير نظام التعليم في مصر، لا سيما في ظل الاعتماد على نظام التقييم الحديث الذي يهدف إلى قياس الفهم والاستيعاب بدلاً من الحفظ والتلقين. كما شددوا على أهمية التزام الجميع بالتعليمات واللوائح، وتعاون جميع الأطراف من أجل إنجاح موسم الامتحانات الحالي، بما يضمن تحقيق أقصى درجات الشفافية والنزاهة.

وتواصل الوزارة التنسيق مع كافة الجهات المعنية، بما في ذلك وزارة الاتصالات للتصدي لمحاولات الغش الإلكتروني، ووزارة الصحة لتوفير الخدمات الطبية الطارئة في محيط اللجان، بالإضافة إلى التنسيق مع المحافظات لضمان توفير المرافق الأساسية مثل الكهرباء والمياه دون انقطاع خلال فترات الامتحانات.

وتُعد امتحانات الثانوية العامة من أبرز المحطات التعليمية في حياة الطلاب المصريين، وتحظى بمتابعة دقيقة من أولياء الأمور والرأي العام، نظرًا لما تمثله من نقطة فاصلة في مستقبل الطلاب الجامعي والمهني، ما يستدعي أقصى درجات الجدية والتنظيم لضمان نجاحها في مناخ من العدالة والانضباط.