شات جى بى تى يحول صورك إلى تماثيل معدنية ثلاثية الأبعاد واقعية

في الوقت الذي يشهد فيه الذكاء الاصطناعي قفزات غير مسبوقة في ميادين الكتابة والتصميم والبرمجة، برز اتجاه فني جديد يقوده "شات جي بي تي" من شركة OpenAI، يتمثل في تحويل الصور الفوتوغرافية إلى تماثيل معدنية ثلاثية الأبعاد تحاكي النحت الواقعي بدقة مذهلة.

هذا الابتكار لا يعتمد على أدوات نحت تقليدية، بل يتم بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي، الذي بات قادرًا على تحويل أي صورة إلى مجسم معدني يتسم بالواقعية في الشكل والخامة والإضاءة.

كيف يصنع شات جي بي تي التمثال المعدني؟

1. بدء العملية من وصف مكتوب وصورة

يبدأ المستخدم بتقديم صورة شخصية أو فنية، إلى جانب وصف نصي دقيق يوضح نوع المعدن المطلوب، طريقة الانعكاس، ملمس السطح، وحتى الإضاءة المرغوبة، يقوم شات جي بي تي بتحليل هذا الوصف وتحويله إلى أوامر رقمية تُستخدم في بناء النموذج.

2. تحليل الصورة وتحويلها إلى مجسم ثلاثي الأبعاد

يقوم النظام بتحليل ملامح الصورة باستخدام تقنيات الرؤية الحاسوبية، دون تغيير في الأبعاد أو تشويه للشكل. يتم الحفاظ على الحواف الحادة والانحناءات الطبيعية بدقة عالية، مع احترام الاتجاه الأصلي للصورة.

3. توليد سطح نحتي معدني واقعي

في هذه المرحلة، يتم إنتاج تمثال رقمي بمظهر معدني حقيقي، حيث تظهر الانعكاسات مثل المرآة في المناطق المحدبة، بينما تتفاوت بين المطفأ والخشن في المناطق الغائرة. يُراعي النموذج انكسارات الضوء وتشوه الانعكاسات بحسب الانحناء، تمامًا كما في الأعمال المعدنية الحقيقية.

4. إضافة تفاصيل تعزز الواقعية

لزيادة المصداقية البصرية، يتم تضمين:
• خدوش دقيقة تظهر فقط عند الإضاءة.
• انبعاجات خفيفة وتشوهات طبيعية تُشبه المعدن المشدود أو المنفوخ.
• لمسات أكسدة خافتة بلون أزرق أو بنفسجي في التجاويف والثنيات.

5. ضبط الإضاءة لتكامل النتيجة

تُستخدم إضاءة ناعمة ومنتشرة لإظهار التدرجات الدقيقة في السطح. وتُضاف توهجات خفيفة على الحواف حيث ينكسر الضوء، ما يمنح التمثال مظهرًا حيًا يعكس البيئة المحيطة.

6. إخراج العمل بصيغة عالية الجودة

التمثال النهائي يُخرج بصيغة رقمية عالية الدقة، بألوان معدنية محايدة (مثل #C0C0C0)، ويمكن استخدامه في مجالات الواقع الافتراضي، الطباعة ثلاثية الأبعاد، أو حتى كأعمال NFT.

ماذا يعني ذلك للفن الرقمي؟

ما يقدمه شات جي بي تي ليس مجرد محاكاة رقمية، بل تجربة فنية جديدة تُلغي الحواجز بين الفن والتكنولوجيا. يمكن لأي شخص اليوم، دون خبرة نحت أو أدوات تصميم، أن يحوّل صورته أو فكرته إلى تمثال نحتي معدني نابض بالحياة، باستخدام الكلمات فقط.

هذا الدمج بين الوصف النصي والتصميم البصري يُعيد تعريف مفهوم الإبداع، ويفتح المجال أمام فنانين وهواة ومصممين لاكتشاف آفاق جديدة من التعبير الفني.