نهر القيامة الجليدى بسويسرا يثير الرعب فى العالم.. انهياره يُشعل أزمة تغير المناخ وينذر بعواقب وخيمة.. خبراء: فنزويلا أول دولة تفقد كل أنهارها الثلجية.. ويحذرون: الأنهار الجليدية فى السويد والنرويج تذوب سريعًا

يعد الانهيار الأخير لـ نهر بيرش الجليدي في سويسرا تحذيرًا من العواقب الوخيمة التي يُمكن أن يُخلّفها تغير المناخ على المجتمعات التي تعيش بالقرب من الجليد، كما هو الحال في منطقة الهيمالايا، إحدى أكثر المناطق عُرضةً للخطر في العالم.
في 28 مايو، تساقطت سحابة ضخمة من الجليد والحطام من سفح الجبل باتجاه قرية بلاتن السويسرية مع انهيار النهر الجليدي.
أشار نيومان، مستشار الحد من مخاطر الكوارث في الوكالة السويسرية للتعاون الإنمائي، إلى أنه في هذه الحالة تحديدًا، لا يزال دور تغير المناخ "بحاجة إلى دراسة"، ومع ذلك، فإن تأثيره العالمي على الغلاف الجليدي - الجزء من العالم المغطى بالمياه المتجمدة - مُثبتٌ بوضوح، وفقًا للخبير.
وأشار الخبير إلى أن "تغير المناخ وتأثيره على الغلاف الجليدي سوف يؤثر بشكل متزايد على المجتمعات البشرية التي تعيش بالقرب من الأنهار الجليدية، وبالقرب من الغلاف الجليدي، والتي تعتمد بطريقة ما على الأنهار الجليدية وتعيش معها".
إذابة الانهار الجليدية فى السويد والنرويج
وتذوب الأنهار الجليدية في السويد والنرويج بمعدل سريع على نحو متزايد، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي المستمرة بسبب تغير المناخ في عام 2024 ، الذى سجله معهد كوبرنيكوس التابع للاتحاد الأوروبي رسميًا باعتباره العام الأكثر دفئًا في تاريخ أوروبا، وشهدت الأنهار الجليدية في هذه البلدان الشمالية ذوبانًا متوسطًا بلغ حوالي 1.8 متر، وهو معدل ينذر بالخطر يتجاوز المتوسطات التاريخية.
وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن هذا الفقدان الكبير للجليد يشكل مصدر قلق خطير بالنسبة للعلماء وخبراء البيئة. ويحذر علماء الجليد من أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يختفي العديد من هذه الأنهار الجليدية تماما في العقود المقبلة.
وأوضح عالم الجليد السويدي إريك هوس "علينا أن نعتني بهذه القمم الجليدية الصغيرة. إنها بالغة الأهمية لنا نحن البشر، للطاقة والزراعة وإمدادات المياه - لكل شيء! تعتمد بيئة الجبال والألب بأكملها على هذه المياه المتدفقة".
كما حذر الخبراء من فقدان الأنهار الجليدية السويسرية الجليد بمعدل قياسى ، مع محاولات كبيرة لإنقاذه ، حيث نشر الخبراء تقريرا يحذر من أن أكثر من 75% من الحجم الحالي سوف يضيع في حالة عدم تحقيق خفض جذري في الانبعاثات الملوثة.
وفقدت الأنهار الجليدية السويسرية ما يقرب من 40% من حجمها منذ عام 2000، وشهدت السنوات الثلاث الأخيرة أرقاماً قياسية. وفي الفترة ما بين عامي 2022 و2023 فقط، اختفى 10% من الجليد المتبقي، وفقًا لبيان SCNAT.
نهر القيامة يثير الرعب
كما أثار "نهر القيامة الجليدى" .. حالة من الرعب والقلق لدى خبراء العالم، وهو نهر ثويتس الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، والذى حصل على هذا الإسم بسبب قدرته على إغراق السواحل في جميع أنحاء العالم حال انهياره، وتشير إحدى الدراسات الأخيرة إلى أن النهر الجليدي قد يبدأ قريبا في الانهيار في المحيط مثل صف من أحجار الدومينو، حيث إن مساحة النهر تقترب من مساحة فلوريدا الأمريكية، ولكنه ليس وحده من تأثر بتغير المناخ ، وبدأ فى الذوبان.
وأطلق العديد من الخبراء تحذيرات من اقتراب ذوبانه حيث يفقد ثويتس سنويًا حوالي 50 مليار طن من الجليد، كما أن هذا النهر الجليدى يحتوى على ما يكفى من المياه لرفع مستوى سطح البحر من 60 سم إلى أكثر من 3 أمتار، وقال تيد سكامبوس، عالم الأبحاث الرئيسي في المعهد التعاوني لأبحاث العلوم البيئية (CIRES) ورئيس الاتحاد الدولى "يشكل ثويتس تهديدا كبيرا على المدى القصير".
فنزويلا أول دولة تفقد كل أنهارها الجليدية
أصبحت فنزويلا أول دولة تفقد آخر أنهارها الجليدية، بسبب التغير المناخي، وأكدت المنظمة الدولية للمناخ الجليدى (ICCI)، وهى التى تراقب المناطق المتجمدة والمثلجة فى العالم، على شبكة X أن آخر نهر جليدى فنزويلى، المعروف باسم هومبولت أو لا كورونا، أصبح "أصغر من أن يصنف على أنه نهر جليدى، لأنه بالفعل اختفى بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
وأشارت المنظمة إلى أنه بذلك تكون فنزويلا أول دولة فى سلسلة جبال الأنديز تفقد كل أنهارها الجليدية.
ورغم وقوعها فى وسط المناطق الاستوائية، كان لدى فنزويلا ما لا يقل عن 5 أنهار جليدية فى بداية القرن الماضى، وذلك بفضل ارتفاع جبال الأنديز التى يصل ارتفاعها إلى 5007 أمتار فوق مستوى سطح البحر.
Trending Plus