واشنطن تنفى اشتراكها فى ليلة سقوط جنرالات طهران.. أوروبا تدعو للتمسك بالدبلوماسية.. مدريد تحذر من تجاوزات نتنياهو وتصعيده للحرب.. صحف عالمية: ترامب أمام اختبار كبير.. واستهداف حقول النفط ضمن خيارات رد إيران

فى الوقت الذى بدت فيه أمريكا وبعض الدول الأوروبية على علم بـ الهجمات الإسرائيلية على إيران، إلا أنها حرصت أن تنأى بنفسها عن "المشاركة" فيها، رغم أن واشنطن تعهدت، كالمعتاد، بحماية إسرائيل إذا لزم الأمر.
فى الولايات المتحدة، نفت إدارة ترامب مشاركتها فى الضربات الإسرائيلية. وقال موقع أكسيوس، إن إدارة ترامب أبلغت الحكومة الإسرائيلية أن الولايات المتحدة لن تشارك بشكل مباشر فى أى ضربة عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وفقا لما ذكره مصدران أمريكيان ومصدر إسرائيلى مطلع على تلك المناقشات. كما قال الرئيس ترامب إن إسرائيل أطلعت بلاده مسبقا على هجماتها ضد إيران ولم تتفاجأ. لكنه قال أيضا إنه سينتظر رد إيران، وسيدافع عن إسرائيل إذا لزم الأمر.
وأصدر وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو بيانًا سعى فيه إلى نفى أى دور للولايات المتحدة فى الهجوم.
وقال روبيو: "اتخذت إسرائيل الليلة إجراءً أحادى الجانب ضد إيران. لسنا متورطين فى ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هى حماية القوات الأمريكية فى المنطقة .. أبلغتنا إسرائيل بأنها تعتقد أن هذا الإجراء ضرورى للدفاع عن نفسها". وكان بيان الخارجية الأمريكية، ووفقا لـ CNN، خاليًا من أى تعبيرات نمطية تقدم الدعم لإسرائيل ودفاعها، وأوضح أن هذا سيكون صراع إسرائيل، وليس صراع ترامب.
وقالت سى إن إن إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران دون تدخل أمريكى وضد رغبات الرئيس دونالد ترامب المعلنة يضعه الآن أمام أحد أكبر اختبارات رئاسته التى مر عليها أشهر قليلة.
ففى الساعات التى سبقت شن الطائرات الحربية الإسرائيلية هجومًا على إيران فجر الجمعة، أوضح ترامب أنها نتيجة يأمل فى تجنبها وقال فى إشارة إلى جهوده الدبلوماسية لكبح طموحات طهران النووية: "لا أريدهم أن يدخلوا، لأن ذلك سيفسد الأمر".
ويقول ترامب إن الضربات تهدد بإحباط محاولاته الدبلوماسية مع طهران، حتى مع استعداد مبعوثه الخاص للمغادرة إلى عمان لإجراء جولة أخرى من المحادثات فى نهاية هذا الأسبوع، وهذا يلقى بظلاله على علاقته المتوترة أصلًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى اختلف معه بشدة لأشهر، وحثه مؤخرًا هذا الأسبوع على تأجيل الضربة.
وأشار التقرير الى أن هذا يضع ترامب أمام صراع عالمى آخر دون حل سهل، وهذه المرة مع احتمال وقوع عشرات الآلاف من القوات الأمريكية فى مرمى النيران الإقليمية، وسيجد ترامب نفسه الآن عالقًا بين تيارات متعارضة متنافسة من داخل حزبه حيث سارع العديد من الجمهوريين إلى تقديم دعمهم لإسرائيل يوم الخميس، بمن فيهم السيناتور ليندسى جراهام - وهو من صقور إيران المخضرمين - الذى كتب على موقع X: "اللعبة مستمرة".
ولم يبد ترامب أى إشارات فى أعقاب الهجمات مباشرة على استعداده لاستخدام الأصول العسكرية الأمريكية للمساعدة فى الدفاع عن إسرائيل من الرد الإيرانى المتوقع، كما فعل سلفه جو بايدن عندما تبادلت إسرائيل وإيران إطلاق النار العام الماضى.
وأشار التقرير الى أنه بدون مساعدة أمريكية، قد لا تتمكن الدفاعات الجوية الإسرائيلية من الصمود فى وجه هجوم إيرانى كبير، وظلت الرسائل العامة الصادرة عن الإدارة الامريكية الى الآن عن حماية الموظفين الأمريكيين فى الشرق الأوسط وتحذر ايران فى الوقت نفسه من جر الولايات المتحدة الى الصراع.
ستارمر يدعو لضبط النفس والعودة للدبلوماسية
وعلى الجانب الآخر من الأطلنطى، قال رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر إن حكومته حثت "جميع الأطراف على التراجع وخفض التوترات بشكل عاجل" بعد الضربات الإسرائيلية على إيران، مضيفًا أن "الآن هو وقت ضبط النفس والهدوء والعودة إلى الدبلوماسية".
وقال: "التصعيد لا يخدم أحدًا فى المنطقة. ويجب أن يكون الاستقرار فى الشرق الأوسط هو الأولوية، ونحن نتواصل مع شركائنا لخفض التصعيد. الآن هو وقت ضبط النفس والهدوء والعودة إلى الدبلوماسية".
ونقلت صحيفة تليجراف البريطانية عن مصادر قولها إن المملكة المتحدة لن تحمى إسرائيل عندما ترد إيران على الهجمات التى شنتها عليها صباح اليوم الجمعة، والتى استهدفت منشآتها النووية وأسفرت عن مقتل عدد من علماء الذرة والقادة العسكريين.
وكتب مراسل شئون الدفاع لصحيفة التايمز على حسابه على منصة إكس: إن المملكة المتحدة لم تشارك فى ضربات إسرائيل على إيران ولن تحمى إسرائيل إذا ردت إيران مثلما فعلت من قبل، وفقا لما تم فهمه.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة تايمز البريطانية إن هناك خمس سيناريوهات محتملة للكيفية التى سيتم الرد بها على الضربات الإسرائيلية ضد إيران، من جانب طهران.
وهذه السيناريوهات تشمل إما توجيه ضربات صاروخية على القواعد الأمريكية وإسرائيل، أو مهاجمة حقول النفط فى المنطقة. ومنها أيضا إغلاق الملاحة فى الخليج الذى ممرًا رئيسيًا لشحنات النفط، حيث يمر ما يصل إلى 30% من النفط العالمى عبره، وقد يؤدى أى صراع إلى توقف حركة الشحن.
كما أشارت الصحيفة إلى أن إسران قد تلجأ إلى مهاجمة إسرائيل نفسها، مثلما فعلت العام الماضى بتوجيه ربات بصواريخ باليسيتية على الدولة العبرية. ويمكن أن ينضم وكلاء إيران فى المنطقة، ومنهم الحوثيين فى اليمن إلى الرد.
أوروبا بين ضبط النفس وإدانة إسرائيل
حث وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو على ضبط النفس بعد أن قصفت إسرائيل إيران فى سلسلة من الغارات الجوية، وقال جان نويل بارو على منصة X: "ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أى تصعيد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمى”.
كما حثت تركيا إسرائيل على وقف "أعمالها العدوانية". وقالت وزارة الخارجية التركية فى بيان: "على إسرائيل أن تضع حدًا فوريًا لأعمالها العدوانية التى قد تؤدى إلى مزيد من الصراعات".
ودعت نائبة رئيس الوزراء الإسبانى اليسارية، يولاندا دياز، التى لطالما انتقدت سلوك إسرائيل فى غزة، إلى "تهدئة عاجلة" بعد الضربات الإسرائيلية على إيران.
وكتبت على موقع بلو سكاى صباح الجمعة: "من الإبادة الجماعية فى غزة إلى قصف إيران: نتنياهو يجرّ العالم نحو تصعيد الحرب".
ودعا رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسى جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد ردا على الهجمات الإسرائيلية على إيران خلال الليل.
وقال الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، إنه "من الضرورى" أن يعمل حلفاء إسرائيل على تهدئة التوترات، وأضاف: "أعتقد أنه من الضرورى الآن للعديد من الحلفاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، العمل، فى هذه الأثناء، على تهدئة التوتر. أعلم أنهم يفعلون ذلك، وأعتقد أن هذا هو أولويتنا الآن"، مشيرًا إلى أنه كان إجراءً "أحادى الجانب" من جانب إسرائيل.
Trending Plus