تل أبيب وطهران هجوم متوقع.. سيناريوهات التهديد والاختراق

ما جرى فى 13 يونيو 2025، كان متوقعا، ونقصد به الضربات التى شنها الطيران الإسرائيلى على مواقع نووية وعسكرية فى إيران، ما أدى إلى مقتل قادة عسكريين بارزين، وعلماء نوويين، فى حين توعد المرشد الإيرانى على خامنئى تل أبيب «بمصير مرير ومؤلم». ردا على الهجمات، بينما اعلنت تل أبيب، أنها نفذت «ضربة دقيقة واستباقية» ضد إيران، معلنة وجود تهديد وشيك من برنامجها النووى. لم يكن الأمر مفاجئا، بل إنه متوقع ومعلن ومسرب طوال الأسبوع الماضى كله، وفوجئ فقط من لم يصدق ما جرى فى الجبهة الإيرانية بعد 7 أكتوبر 2023، فيما عرف بعملية طوفان الأقصى، والتى ظهرت فيها إيران فى الخلفية ضمن عملية مباهاة واضحة، لكنها جولة تختلف عما سبقها، حرب تجاوزت العام ونصف العام، وتستمر، وتتضمن اختراقات واغتيالات نوعية ونية فى استمرار تصفية متواصلة لقيادات أمنية وسياسية فى غزة بعد حزب الله ثم إيران.
كانت إسرائيل ترد على ما أعلنته أطراف وفصائل من أن إيران كانت وراء هجمات طوفان الأقصى، وانتقاما لاغتيال قاسم سليمانى، وبالتالى فقد كانت عمليات إسرائيل تنقل الصراع إلى الجهة الأصلية، وردت إيران على هجوم القنصلية بإطلاق مسيرات وصواريخ، وقالت إن هجومها انتهى، وبدا الأمر فقط فى إطلاق صفارات إنذار فى تل ابيب ومناطق محتلة من دون تأثيرات ضخمة، وبدأت إسرائيل تحركات كشفت عن اختراق واضح لجبهة المعلومات الإيرانية ووكلائها، وصلت إلى قمتها يوم 27 سبتمبر 2024 باغتيال حسن نصر الله، وقبلها قصف القنصلية بمن فيها، اغتيال «هنية» فى طهران، ثم قتل الرئيس السابق «رئيسى».
السيناريو - أو الرد - الإيرانى، لم يتجاوز إطلاق الكثير من المسيرات والصواريخ والتهديدات، التى تشغل صفارات الإنذار، كان واضحا أن الاختراق تم، بل وصل إلى النخاع، ومنذ بداية عام 2024 تحركت إسرائيل لأول مرة فى مواجهة مباشرة مع إيران بعيدا عن الحرب بالوكالة التى رسمت حدود التعامل على مدى عقود، تحركت تل أبيب تجاه وكلاء إيران، بدأت باغتيالات مباشرة لرؤوس استخبارية وعسكرية داخل لبنان وسوريا، فى أبريل 2024 كانت الغارات الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية فى سوريا، والتى تمت خلالها تصفية عدد من كبار المستشارين الإيرانيين، ورجال من نخبة فيلق القدس، التابع للحرس الثورى، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدى، وآخرون، وسبقتها عمليات ضد أهداف إيرانية، واغتيالات فى جنوب لبنان للعارورى وغيره، وقتها تمسك حزب الله بعدم الرد خارج إطار الاشتباكات، ولم ترد إيران.
وكانت عملية اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، فى العاصمة الإيرانية طهران، إحراجا لإيران وأجهزتها، خاصة أن الاغتيال تم بعد يوم واحد من تنفيذ اغتيال الرجل الثانى فى «حزب الله» فؤاد شكر فى بيروت، بعد سلسلة اغتيالات نوعية نفذتها إسرائيل، دون أن يتجاوز الرد الإيرانى التصريحات والتوعد، والاكتفاء بإدارة صراع بالوكالة من خلال الحوثيين أو حزب الله.
بوضوح كانت هناك ثغرات لدى إيران واختراقات لأنظمتها الأمنية، وتوافر معلومات مؤكدة مع عملية 17 و18 سبتمبر والتى تضمنت انفجار آلاف من أجهزة «البيجر» كان يحملها قيادات من الحزب جنوب بيروت، وفى سوريا أصيب المئات من أعضاء حزب الله بصورة بالغة، قدروا بـ1500 جريح، ووفاة العشرات، وبعدها تم تفجير آلاف من أجهزة الاتصال المباشر «تلى توك» بشكل متزامن أدى لمقتل وإصابة العشرات، وكشف عن عمليات اختراق وتجسس وزرع متفجرات، كاشفة عن تقدم الاحتلال بخطوات فى حروب التقنية والجواسيس، بما قد يشير إلى أن الاحتلال ربما كان مستعدا للتعامل مع ما بعد 7 أكتوبر، بشكل أكثر من خصومه، كما أنه قرر التعامل المباشر بعيدا عن حروب الوكالة والتهديدات الدعائية.
ثم جاءت عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أمرا متوقعا، 27 سبتمبر 2024، بعد اغتيال أكثر من 400 قيادة كبيرة، كاشفا عن وجود اختراق وصل إلى نخاع العظام، وغرف عمليات الحزب، وبالتالى فلم يكن الأمر مفاجئا لمن يتابع التحركات، بل وحتى العمليات الأخيرة، تمت بعد استعدادات وإعلانات وبيانات، وتمت بناء على معلومات وأسفرت عن مقتل عدد من القادة والعلماء الإيرانيين، على رأسهم قائد الحرس الثورى الإيرانى اللواء حسين سلامى، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقرى، وقائد مقر خاتم الأنبياء، العسكرى، اللواء غلام على رشيد، وأستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقار، والعالم النووى مهدى طهرانجى، والعالم النووى فريدون عباسى، مستشار الإمام خامنئى، ورئيس المجلس القومى الإيرانى، الأميرال على خشمانى، وهو ما يمثل تحولا كبيرا فى موازين القوة والمعلومات.
كانت المنطقة من بداية 7 أكتوبر تشهد حربا متواصلة مختلفة، على عدة جبهات، حزب الله أعلن إسناد غزة فانهار، أغلب قيادات البيانات انتهت أو صمتت، ومن الصعب تجاهل أن ما يجرى نتاج مغامرات يستحيل اكتشاف ميزة واحدة لها غير إعادة تمثيل النكبة.

أكرم القصاص
تل أبيب
طهران
تل أبيب وطهران
الحرب بين اسرائيل وايران
حسين سلامي
ايران الان
إيران
محمد باقري
اسرائيل
اخر الاخبار
ايران اسرائيل
اسرائيل تضرب ايران
إسرائيل
قائد الحرس الثوري الإيراني
علي شمخاني
الحرب
حرب
ضرب إيران اليوم
ترامب
نتنياهو
الجيش الإيراني
ضرب إيران
حرب ايران واسرائيل
اليوم السابع بلس
Trending Plus