"الدقاق".. أقدم مصانع استخلاص الذهب فى البحر الأحمر يحتفظ بأركانه بعد قرابة القرن.. شيده الإنجليز بداية الثلاثينيات.. كان يستقبل أحجار الكوارتز من جبال الصحراء الشرقية.. وما زال يحتفظ بآثاره القديمة فى مرسى علم

تمتلك صحراء محافظة البحر الأحمر، والتى تعتبر جزءا من الصحراء الشرقية، كميات كبيرة من المعادن المختلفة بل والتى ذات قيمة كبيرة مثل معدن الذهب الذى ظهر فيها واستخرج منذ آلاف السنين فى عهد الفراعنة، وبدأ استخرجه من بعدهم الكثير والكثير وأصبح الآن استخراجه هو الشغل الشاغل فى المناطق الجنوبية للبلاد خاصة الجنوب الشرقي في البحر الأحمر والجنوب الغربي فى قنا وأسوان.

وفى حقبة الاحتلال الإنجليزي لمصر، والذين عملوا جيدا على نهب ثرواتها آنذاك وصل عدد من الإنجليز لصحراء مرسى علم، وعملوا على استخراج خام الذهب هناك واستقر الكثير منهم وكونوا منظومة كبيرة تعمل على استخراج الخام النفيس من باطن الأرض من خلال عمل منظم، وتركوا عدة آثار لهم مازال الكثير منها موجود حتى الآن ومنها المغارات التى بنوا محيطها، وكذلك أهم مبنى أثرى تركوه بمرسى علم وهو مصنع الدقاق والذى كان يصنع سبائك الذهب.

من جانبه قال وائل عيسى أحد أبناء مرسى علم، إن الدقاق علامة أثرية على أرض مرسى علم ومعروف أنه أنشأه الإنجليز في بداية الثلاثينيات لاستخلاص الذهب من أحجار الكوارتز، والذى يعد من أقدم منشآت استخلاص الذهب، إذ يقترب عمره اليوم من مائة عام، ولا يزال يحتفظ بجميع أركانه حتى الآن.

وأضاف وائل عيسى إن المصنع كان جزءاً من حياتهم اليومية، حيث نشأوا وهم يشاهدونه كعلامة مميزة للمدينة، مضيفا  أن المصنع كان يطحن أحجار الكوارتز الممزوجة بالذهب باستخدام طواحين تعمل بنظام الدق، ومن هنا جاءت تسميته بـ"الدقاق".

وأوضح:  أن كبار السن الذين عاثرو الدقاق اثناء عمله اكدو أن  المصنع كان يستقبل أحجار الكوارتز من مناجم جبل السكري وأم الروس وحنجليه منذ أواخر الثلاثينيات وحتى نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، ووكانت الخامات تطحن وتستخلص منها الذهب داخل المصنع، ثم تسبك  داخل فرن تابع لمبنى الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية، الذي توسع لاحقاً ليشمل مكتبة علمية وقاعات لمختبرات جيولوجية، ويستقبل حالياً الرحلات العلمية المتخصصة.

وكشف  إلى أن المصنع بات ملكاً للهيئة العامة للمساحة الجيولوجية، ويعد من أبرز المعالم الجيولوجية والتاريخية في مرسى علم، مطالباً بترميمه وتوثيقه ليكون مزاراً سياحياً يجذب الزائرين المهتمين بالسياحة الجيولوجية، لا سيما في ظل إحاطته بالمنشآت الحديثة.

ومن جهة أخرى، أوضح أحد العاملين بهيئة الثروة المعدنية أن من أبرز المعالم التاريخية أيضاً “البنقلو”، وهي استراحة خشبية أُنشئت في الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات خلال فترة إشراف الإنجليز على مناجم الذهب، وقد أقام بها الملك فؤاد خلال زياراته لجنوب مصر، واستخدمت  لاحقاً كمقر لمدير عام المناجم حتى قيام ثورة يوليو، ثم كاستراحة لكبار الزوار قبل انتشار الفنادق والمنتجعات السياحية بالمدينة.
 

فرن سبك الذهب بعد استخراجه

مصنع استخراج الذهب قديما

مصنع الدقاق بمدينة مرسى علم

مصنع الدقاق من الخارج