المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران في مهب الريح بسبب هجمات إسرائيل.. طهران: المباحثات مع واشنطن أصبحت "بلا معنى".. وقرارنا بشأنها "لم يتضح بعد".. تل أبيب تعلن تصفية 9 علماء وخبراء في المشروع النووي الإيراني

دخلت المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران نفقا مظلما، بعد أن كان مقررا عقد الجولة السادسة، بين واشنطن وطهران، الأحد في سلطنة عمان، لكن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، جعلت تلك المفاوضات في مهب الريح، واعتبرت الخارجية الإيرانية، السبت، أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة أصبحت "غير ذات معنى" مشيرة إلى أن القرار بشأن هذه المحادثات "لم يتضح بعد"، لكن وزير الخارجية العماني، الذي تتوسط بلاده في المفاوضات، يجرى اتصالات مع عدد من نظرائه، لاحتواء التوتر والتصعيد العسكري في المنطقة جراء الهجمات الإسرائيلية على إيران.
وذكر بيان للخارجية العمانية، السبت، أن البوسعيدي "أجرى اتصالات بعدد من نظرائه بالدول الشقيقة والصديقة أكد، خلالها، أهمية وقف العدوان وردع المعتدي باستخدام الوسائل السلمية المستندة إلى القانون الدولي والعدالة لحقن الدماء ووقف التدمير وعدم سقوط المزيد من الضحايا، حفاظًا على أمن المنطقة واستقرارها وحماية للمصالح العليا لشعوبها".
فيما نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قوله، السبت: "تصرف الطرف الآخر (الولايات المتحدة) بطريقة تجعل الحوار بلا معنى". وأضاف: "لا يمكنك ادعاء التفاوض وفي الوقت نفسه تقسم العمل بالسماح للنظام الصهيوني (إسرائيل) باستهداف الأراضي الإيرانية"، وفق تعبيره.
وقال إن إسرائيل "نجحت في التأثير" على العملية الدبلوماسية، وإن الهجوم الإسرائيلي "ما كان ليحدث لولا موافقة واشنطن".
واتهمت إيران الولايات المتحدة في وقت سابق بالتواطؤ في الهجمات الإسرائيلية، لكن واشنطن نفت هذا الادعاء وأبلغت طهران في مجلس الأمن الدولي، بأنه "من الحكمة التفاوض" بشأن برنامجها النووي.
وتنفي إيران أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم مخصص لأي شيء غير الأغراض المدنية، رافضة المزاعم الإسرائيلية بأنها تطور أسلحة نووية سرا.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرويترز إنه وفريقه كانوا على علم بالهجمات الإسرائيلية، لكنهم ما زالوا يعتقدون إن هناك مجالا للتوصل إلى اتفاق.
وتمكنت إسرائيل من قتل عددا من علماء إيران النوويين في الهجمات التي بدأت في شنها فجر الجمعة الماضية، وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قام بتصفية 9 علماء وخبراء بارزين في المشروع النووي الإيراني.
وأضاف الجيش ان العلماء والخبراء كانوا يسهمون في دعم خطة النظام الإيراني للحصول على أسلحة نووية.
بدوره قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه "إذا واصل خامنئي إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل فإن طهران ستحترق".
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية فجر الجمعة قادة عسكريين و عدة مواقع للبرنامج النووي الإيراني و منها منشأة نطنز، لكن إيران، إيران نفت السبت، تعرض مصفاة تبريز للنفط (شمال غرب البلاد)، لهجوم إسرائيلي.
وقالت العلاقات العامة لمصفاة تبريز للنفط الإيرانية - في بيان أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء - "إن المصفاة لم تتعرض لأي هجوم أو ضرر، وأن العمليات الإنتاجية مستمرة بشكل طبيعي ودون انقطاع".. وذلك رداً على الأخبار المتداولة بشأن تعرض المصفاة لهجوم إسرائيلي.
ودعت الإيرانيين إلى عدم الالتفات إلى الشائعات المتداولة بهذا الشأن، ومتابعة الأخبار فقط من المصادر الرسمية المعتمدة.
في السياق ذاته أشارت صحيفة ذا تايمز البريطانية إلى أن المنشأتين النوويتين الرئيسيتين في إيران تقعان منذ سنوات في أعماق كبيرة تحت الجبال، ما يجعل تدميرهما مهمة شبه مستحيلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، ورغم ذلك، لم تتراجع إسرائيل عن محاولة توجيه ضربات متكررة، في إطار حملة تهدف إلى منع طهران من تطوير قنبلة نووية.
ورأت الصحيفة أن هذه الضربات أثارت تساؤلات بين الخبراء: هل ستحقق هدفها فعلاً؟ أم أنها ستؤدي فقط إلى إبطاء البرنامج النووي الإيراني بشكل مؤقت؟
ولفت التقرير إلى أن الهجوم جاء بعد يوم واحد فقط من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لم تلتزم بتعهداتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.
واستندت ذا تايمز إلى تقييم وكالات استخبارات غربية وتقديرات إيرانية تشير إلى أن إيران لم تصنع حتى الآن قنبلة نووية، لكنها تملك المعرفة التقنية اللازمة للقيام بذلك.
Trending Plus