أخبار الزمان.. قصة حام بن نوح كما رواها المسعودي

المعرفة ليست مضرة، وليس من الضرورى أن نصدق كل ما نعرفه، لكنه بصورة ما يفيدنا ذلك فى فهم طرق التفكير، لذا أحب العودة لقراءة كتب التراث وتأمل ما فيها، خاصة كتب التاريخ، التى تلقى الضوء على بدايات الحياة على لأرض، ومن هذا المنطلق نقرأ معا ما كتبه المسعودى فى كتابه أخبار الزمان:
حام بن نوح عليه السلام
يقول أهل الأثر إن نوحًا عليه السلام دعا عليه بتشويه الوجه وسواده، وأن يكون ولده عبيداً لولد سام.
فولد له بعد كنعان كوش، فكان أسود، فهم أن يقتل امرأته فمنعه سام، وذكره دعاء أبيه عليه فغضب، ونزع الشيطان بين الأخوة وحمل بعضهم على بعض، وكان آخر أمر حام أن هرب إلى مصر، وتفرق بنوه، ومضى على وجهه يؤم المغرب حتى انتهى إلى السوس الأقصى، الى موضع يعرف اليوم بأصيلا، وهو آخر مرسى تبلغه مراكب البحر من نحو الأندلس إلى ناحية القبلة، وليس بعده للمراكب مذهب.
فيقال إن بنيه اغتموا لمكانه، وندموا على تركه، فخرجوا على أثره يطلبونه في النواحي التي قصدها، فيقال إن منهم طوائف وقعت عليه، فكانوا معه إلى أن مات وقطنوا ذلك البلد وسكنوا به وهم أصناف السودان، فكل طائفة من ولده بلغت موضعاً في طلبه فانقطع خبره عنهم أقاموا بذلك الموضع وتناسلوا فيه، ولم يصل اليه إلا بنوه فقط.
ولما مات حام خرج بعضهم من ذلك الموضع فأقاموا بمكان البربر، وكان عمر حام أربعمائة سنة وإحدى وأربعين سنة.
ولما مات دفنه بنوه في صخرة منقوبة في جبل أصيلا.
Trending Plus