إيران وإسرائيل وأمريكا.. صواريخ وجواسيس ومصالح متقاطعة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص

بالرغم من المباغتة والتدقيق فى هجمات إسرائيل على إيران 13 يونيو الجارى، فقد سارعت طهران بلملمة نفسها، وأطلقت صواريخ طويلة المدى، نجحت بعضها فى إصابة أهداف داخل إسرائيل، ومع التعتيم داخل الاحتلال فقد بدت الخسائر أكبر من المرات السابقة، الأمر الذى ربما يشير إلى أن المواجهة هذه المرة يمكن أن تكون أقوى وأكثر خطرا على إسرائيل، مع الأخذ فى الاعتبار أن الضربة التى وجهتها إسرائيل تركزت فى تنفيذ اغتيالات نوعية ضد قيادات عسكرية ونووية كبرى، على رأسهم قائد الحرس الثورى اللواء حسين سلامى، ورئيس هيئة الأركان اللواء محمد باقرى، وقائد مقر خاتم الأنبياء العسكرى اللواء غلام على رشيد، وأستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقارى، والعالم النووى مهدى طهرانجى، والعالم النووى فريدون عباسى، مستشار الإمام خامنئى، ورئيس المجلس القومى الإيرانى، الأميرال على خشمانى».


وهو ما يمثل ضربة موجعة تقوم على معلومات وترتيبات واختراقات، وجواسيس يمثلون خلفية لوحة معقدة، الرد الإيرانى لم يخلُ من تهديد وتأثير كبير يختلف عما سبق فى مواجهات أخرى، ومع تعتيم إسرائيل فقد حققت الصواريخ الباليستية الإيرانية دمارا، فى مناطق مهمة، ومقرات بجانب سقوط عشرات الجرحى، وبعض الأنباء عن مقتل عسكريين كبار، وهى أنباء غير مؤكدة، وقالت صحيفة هآرتس إن الصواريخ الإيرانية دمرت 9 مبانٍ بشكل كامل فى رمات جان وسط إسرائيل، ومبنى من 32 طابقا فى تل أبيب، وأيضا تضرر مئات الأشخاص، وقال رئيس بلدية رمات جان، إن 100 شخص باتوا بلا مأوى بسبب الهجوم الصاروخى الإيرانى.


الرد الإيرانى كان قويا، لكنه ليس كافيا لمعالجة التأثيرات الكبيرة للضربة الإسرائيلية، والتى تكشف مثل سوابق العمليات الإسرائيلية عن اختراقات ربما تكون مستمرة داخل المعسكر الإيرانى، وليس فقط داخل إيران، العمليات العسكرية الإسرائيلية كاشفة عن اختراق معلوماتى كبير، الغارات الجوية استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية حساسة فى عمق الأراضى الإيرانية، منها منشآت نطنز وأراك وفوردو النووية، ومراكز القيادة للحرس الثورى، ومنشآت لتطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة، وتزامنت مع هجوم سيبرانى واسع شلّ الدفاعات الجوية الإيرانية مؤقتا، جعل هجمات طائرات «F-35» بدون اعتراض فعال.


مع الأخذ فى الاعتبار أن المواجهة الإيرانية ليست مع إسرائيل فقط، لكن مع الولايات المتحدة التى تدعم إسرائيل طوال حرب الإبادة التى تشنها على غزة وفى المنطقة طوال أكثر من 18 شهرا، ومع إعلان الرئيس ترامب بعدم اشتراك أمريكا فى ضرب إيران، فقد أعلن وقوف واشنطن مع تل أبيب، بجانب الإمدادات التى تقدمها أمريكا لإسرائيل، بجانب المسيرات والقاذفات، والتى تم إسقاط اثنتين منها، وأسر طيار أو أكثر من جانب الدفاع الجوى الإيرانى.


المفارقة أن الهجمة التى شنتها إسرائيل على إيران، بقدر ما كشفت عن اختراقات معلوماتى، طرحت أسئلة حول عجز الأجهزة والقوات الإسرائيلية عن التوصل طوال أكثر من 18 شهرا لمكان احتجاز المحتجزين الإسرائيليين، والعجز عن استعادتهم بالحرب مثلما أعلن نتنياهو، وهو ما يدفعه إلى محاولة الهروب للأمام بتحقيق انتصارات فى إيران أو مع حزب الله، للتغطية على عجزه، بينما هناك تفسيرات أخرى تشير إلى أن نتنياهو يضحى بالمحتجزين مقابل تنفيذ إبادة وتجويع وتدمير وتصفية عرقية للفلسطينيين فى غزة، متخذا من «7 أكتوبر» ذريعة لاستمرار الإبادة، والضغط لتنفيذ تهجير قسرى بعد جعل غزة مكان غير قابل للحياة.


وتشير التحليلات ذاتها إلى أن أهداف نتنياهو تلتقى مع إرادة ترامب الذى يستغل العمليات الإسرائيلية للضغط على طهران، من أجل التوقيع على الاتفاق النووى، ودعا ترامب إيران لفرصة ثانية لتوقيع اتفاق وتجنب مزيد من الدمار، الرئيس الإيرانى جدد التأكيد أن بلاده سترد على الهجمات، لكنها لا تريد الانخراط فى حرب واسعة، وهو ما يضع المنطقة فى وسط تقاطعات وأهداف متعددة، تدخل ضمن ترتيبات المصالح، وتوازنات تضمن استمرار توتر يضاعف الحاجة إلى السلاح، بجانب أن هذه المواجهة التى تدور بين جيشين يحتلان الترتيب 15 و16 فى جيوش العالم بقوة متقاربة، تتقاطع مع مصالح وترتيبات، تغير من قدرات الدول وطريقة استعمالها.

p
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى