التصعيد بين إيران وإسرائيل.. تخوفات وتداعيات

التصعيد الدائر بين إسرائيل وإيران قد يصل إلى مرحلة اللاعودة، ويتحول إلى حرب وجود، سواء بالنسبة للنظام الإيرانى الذى تلقى عدة ضربات صعبة ومدمرة على كل الأصعدة والمستويات، خلاف دعوة نتنياهو وخطابه للشعب الإيراني بضرورة التحرك والتحرر، في ظل هدفه الاستراتيجي بالقضاء على محور المقاومة بشكل كامل، وأيضا حرب وجود بالنسبة لإسرائيل لأن صمود إيران يعني إضعاف إسرائيل، وهزيمتها، ونزع سلاح الردع منها التي دائما ما تتغنى به، خاصة أنها لأول مرة تدخل منذ عقود طويلة في حرب مباشرة مع قوى إقليمية، والكل يعلم أنها لا تستطيع خوض حرب طويلة الأجل، فضلا عن إيران حتى الآن ما زالت في إطار المستوى الأول من التصعيد، ولم توظف كل أوراقها الفاعلة حتى الآن فى مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي.
صحيح، إسرائيل نجحت في تحقيق عدة انتصارات ميدانية - حتى الآن -، بدأت بعمليات متفرقة فى طهران، مثل اغتيال قيادات عسكرية وعلمية ذات وزن وثقل كبير، إلى النجاح فى تحقيق عمليات استراتيجية دقيقة، مثل ضرب جزء من مجمع نطنز لتخصيب المواد النووية، ثم استهداف مصفاة تبريز النفطية في أصفهان، وكذلك استهداف بعض البنى التحتية، لكن في المقابل إيران قد امتصت صدمة الضربة الاستباقية بتعيين قادة جدد محل القادة التي اغتيالهم ثم الرد من خلال مواجهة مفتوح بالتخلى عن استراتيجية الكم في إطلاق الصواريخ كما كان معتاد من قبل، إلى استراتيجية الكيف تم تنفيذها بدقة عالية - حتى الآن - وحققت خسائر وأوقعت قتلى ومصابين في تطور كبير بعيدا عن قواعد الاشتباك، وما يؤكد فداحة الخسارة الإسرائيلة هذه المرة قرار نقل الطائرات المدنية وشركات الملاحة لقبرص واليونان، فضلا عن تداول صور لانهيار مبان بالكامل.
لكن الأخطر، والذى يجب أن ينتبه إليه المجتمع الدولى، أن طول مدة الحرب قد تغرى إسرائيل بالتوسع في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وقتها ستصعد إيران باستخدام أوراق القوة، مثل غلق مضيق هرمز، ما يؤثر على التجارة العالمية لحيوية المضيق الذى تتراوح ننسبة التجارة العالمية به من 20% إلى 30%.
فضلا عن خطر آخر لا يقل خطورة، أن ضرب المنشآت النووية قد يسفر عن تسربات إشعاعية تهدد الدول المجاورة حسب اتجاهات تيارات الرياح، لذلك السؤال المطروح وبقوة الآن، هل تستطيع إسرائيل تدمير أو إلحاق ضرر كارثى بمشروع إيران النووي يؤدى إلى تأجيله لسنوات؟.. فى - اعتقادى -أن إسرائيل وحدها لا تستطيع تدمير المشروع النووي، لأن ذلك يستلزم مساعدات عسكرية أمريكية ضخمة، في ذات الوقحت إيران جادة، فإذا ما تدخلت أمريكا وساعدت إسرائيل في قصف المفاعلات النووية فإن إيران سوف تقلب المنطقة بالكامل وسوف تلجأ إلى غلق هرمز واستهداف مصالح أمريكا وحلفائها في المنطقة، وهنا يحدث ما يتخوف منه الجميع.
Trending Plus