القادة فى الملاجئ والشعب فى مواجهة الصواريخ.. هجوم إيران يفضح "الطبقية الأمنية" فى إسرائيل.. ملاجئ محصنة للوزراء وعائلاتهم.."يسرائيل هيوم": 40% من سكان تل أبيب يفتقدون الحماية والمبرر إدارة القيادات للحرب

ملاجئ الإسرائيلين
ملاجئ الإسرائيلين
كتبت: هناء أبو العز

بينما كانت صافرات الإنذار تدوي في شوارع تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى، هرع المدنيون بحثًا عن مأوى يقيهم وابل الصواريخ الإيرانية، بينما كانت الحكومة الإسرائيلية قد اتخذت قرارها بالفعل: الملاجئ المحصنة محجوزة فقط للنخبة، للوزراء والقادة، لا للشعب.

فلم يكشف الهجوم الإيراني الأخير فقط هشاشة الدفاعات الجوية، بل فضح منظومة تمييز ممنهجة تضع حياة النخبة فوق حياة الناس،  ففي حين يحتمي الوزراء في ملاجئهم المحصنة ويؤمنون أسرهم في شقق سرية، يترك المواطنون يواجهون الموت بصدر عار.

ومع تصاعد حدة الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف عمق إسرائيل يومي 13 و14 يونيو، كشفت وسائل إعلام عبرية عن إخلاء عائلات وزراء ومسؤولين كبار إلى ملاجئ تحت الأرض وشقق سرية، بعيدًا عن منازلهم الرسمية، تحسبًا لأي استهداف مباشر من قبل طهران.

وبحسب تقرير نشرته "القناة 13" العبرية، فإن عمليات الإجلاء تمت بتنسيق أمني محكم، وجرى نقل أسر أعضاء في "الكابينت" السياسي والأمني إلى أماكن بديلة، بعضها في مجمعات سكنية محصنة، وأخرى في شقق لا علاقة لها بمساكنهم الأصلية، والسبب؟ "حماية القيادة لضمان استمرارية إدارة الدولة في ظل الحرب".


رد الفعل الشعبي لم يتأخر كثيرًا، فقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بموجة من الانتقادات الحادة، واتهم نشطاء وجمعيات حقوقية الحكومة بـ"التمييز الطبقي" و"التمييز الأمني"، بعد أن ترك ملايين الإسرائيليين دون حماية حقيقية، في ظل نقص كبير في الملاجئ العامة والخاصة، خصوصًا في المناطق الفقيرة والقرى العربية.


صحيفة "يسرائيل هيوم" نقلت شهادات لمواطنين علقوا في الشوارع خلال دوي صفارات الإنذار، بعد أن رفضت بعض المباني السماح لهم بالدخول إلى الملاجئ، مما أجبرهم على الاتكاء على الأرصفة أو الاحتماء خلف سيارات، وأحدهم قال غاضبًا: "الدولة تخلت عنا.. ببساطة لا مكان لنا نحتمي فيه".

وعبر ناشطون وجمعيات حقوقية بمواقع التواصل، قائلين إن المدنيين يستحقون حماية مماثلة خصوصًا في ظل ضعف قدرة الدفاع الجوي على درء كل الصواريخ.

ودعا منتقدون إلى توزيع دقيق وعادل للاستفادة من الملاجيء العامة، بما في ذلك وضع أولويات وفق معايير واضحة (مثل الأطفال والمرضى).
وفي حين أن المباني الأحدث في إسرائيل غالبًا ما تكون في المناطق الأكثر ثراءً وتحتوي على ملاجئ للقنابل داخل الشقق الفردية، فإن المناطق الأخرى في البلاد تفتقر إلى هذه الملاجئ أو تحتوي فقط على ملاجئ للقنابل في الأحياء.

كما اشتكى إسرائيليون من نقص الملاجئ الآمنة، متهمين حكومة بنيامين نتنياهو بالتقصير، وذلك على إثر موجات الرد الإيراني التي طالت مركز دولة الاحتلال، وتسبب في هروب مئات الآلاف إلى أماكن محصنة، فضلا عن تسببها بدمار كبير في المباني والمنشآت.

ورغم أن قوانين الدفاع المدني الإسرائيلي تلزم بوجود ملاجئ في كل مبنى جديد منذ تسعينيات القرن الماضي، تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن أكثر من ثلث سكان إسرائيل لا يملكون أي نوع من الحماية في منازلهم، بينما نحو 50% من الملاجئ العامة غير صالحة للاستخدام.

وتشير تقارير رسمية، أن عدد الملاجئ في البلاد يصل إلى مليون ملجأ، بينها 700 ألف خاص،  إلا أن هذا الرقم لا يعكس حقيقة التوزيع غير العادل، فالملاجئ الأكثر تطورًا تقع في المناطق الراقية أو التي يسكنها اليهود الأشكناز، بينما تفتقر القرى العربية والبلدات الطرفية لأي بنية تحتية للحماية.

ومنذ تأسيس إسرائيل عام 1948، والملاجئ تعد عنصرًا أساسيًا في خطط الطوارئ، خصوصًا بعد هجمات صاروخية مثل حرب الخليج 1991 وهجمات حزب الله في 2006، ومع ذلك، فشلت الحكومة في توفير شبكة حماية شاملة لكل السكان، رغم وجود الجبهة الداخلية المسؤولة عن إدارة هذه المنشآت وتدريب المواطنين على استخدامها.

وفي ظل تصاعد التهديدات، كشفت تقارير إسرائيلية، منها ما نشرته صحيفة "هآرتس"، أن الغرف المحصنة لم تصمم لمواجهة ضربات مباشرة، بل لحماية مؤقتة من الشظايا والصواريخ بعيدة المدى، وأشار تقرير مراقب الدولة في أبريل 2023 أن  قرابة نصف الملاجئ العامة غير مؤهلة للطوارئ، مما يثير الشكوك حول جدوى هذه البنية "الورقية".

وتتضارب تصريحات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، ففي حين يتحدث بعضهم عن أن الملاجئ قادرة على التصدي لمختلف التهديدات بما في ذلك الصواريخ الباليستية، يقر آخرون بأنها مصممة خصيصا لمواجهة صواريخ سكود قادمة من العراق كما حصل في 18 يناير  1991، ولا تستبعد بعض هذه التصريحات أن تتسبب الضربات المباشرة للملاجئ في قتل من بداخلها.

وتتحدث مصادر إسرائيلية عن أن بعض الملاجئ باتت تضم صالات ترفيه، معابد، بل وأماكن للرقص، في مفارقة صارخة بين رفاهية القادة وتعرض المدنيين للموت في العراء.

كما أن التمييز لا يقتصر على المناصب، بل يمتد إلى الجغرافيا، فمعظم القرى العربية في الداخل الفلسطيني، تصنف كمناطق مفتوحة، وتفتقر للملاجئ، بل لا تطلق فيها صفارات الإنذار أحيانًا، كما حدث في مناسبات سابقة. ويعتبر مسؤولون عسكريون أن هذه المناطق "تُستخدم" كمواقع لإسقاط الصواريخ المعادية، في انتهاك صارخ لأبسط معايير الحماية.

كما توجد غرف محصنة تابعة للأجهزة الحكومية، وبعد عملية طوفان الأقصى التي   غزة في السابع من أكتوبر 2023، أصبحت معظم الاجتماعات الأمنية والحكومية في تل أبيب تجرى داخل هذه القاعات المحصنة.

وتنص اللوائح التنظيمية على مواصفات خاصة لبناء الملاجئ، تشمل استخدام الخرسانة المسلحة في الجدران والأسقف، وتصميم الأبواب والنوافذ من المعادن المصفحة، لجعلها قادرة على مقاومة الانفجارات وتحمل الشظايا الصاروخية.

كما تشمل أنظمة التهوية والتكييف للاستخدام العادي والطارئ، ويتوفر بعضها على معابد وحانات وأماكن للرقص وغيرها، وتتحدث بعض المصادر الإسرائيلية عن وجود ملاجئ محصنة ضد الهجمات بالأسلحة الكيميائية.

ويعتبر الإسرائيليون الملاجئ خط الدفاع الأخير أثناء الحرب بعد منظومة الدفاع الجوي ذات المستويات المتعددة والمخصصة لاعتراض الهجمات الصاروخية داخل وخارج الغلاف الجوي.

وتنظم الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تدريبات دورية للسكان حول التصرف عند دوي صفارات الإنذار وكيفية الولوج إلى الملاجئ والمدد الكافية حسب كل منطقة للوصول إلى الملجأ الأقرب، والتصرف في حال عدم توفر ملجأ قريب.

وتتضمن توصيات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تخزين كميات من المياه والأطعمة والمستلزمات الطبية الأساسية تكفي لعدة أيام في الملاجئ الخاصة والمشتركة، بينما توفر الملاجئ العامة المياه فقط.

وحسب المدينة والموقع تتراوح المدة المتاحة للعثور على الملاجئ الأقرب ودخولها ما بين 10 ثوان و60 ثانية بعد دوي صفارات الإنذار.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

27 مصابا بينهم 2 فى حالة خطرة جراء الهجوم الإيرانى على عدة مدن فى إسرائيل

حرائق غير مسبوقة بمواقع عدة فى تل أبيب جراء الهجوم الصاروخى الإيرانى.. فيديو

وسائل إعلام إسرائيلية: عدة مواقع فى تل أبيب تعرضت لدمار كبير.. فيديو

وحدات إلكترونية خصصت بالميادين لتسهيل تراخيص المركبات.. اعرف أماكنها

إذاعة جيش الاحتلال: منظومة الدفاع الجوى فشلت فى اعتراض 10 صواريخ إيرانية


ترتيب مجموعة الأهلى فى كأس العالم للأندية بعد تعادل بالميراس ضد بورتو

بالورقة والقلم.. ماذا قدمت الدولة المصرية لفلسطين والفلسطينيين؟

إيران تضبط مصنعا جنوب طهران استُخدم فى تجميع مسيرات إسرائيلية الصنع

مجموعة الأهلى.. تعادل بالميراس ضد بورتو فى كأس العالم للأندية 2025

إعلام عبرى عن مصادر إسرائيلية: نعلم مكان اختباء المرشد الإيرانى على خامنئى


مواعيد مباريات اليوم فى كأس العالم للأندية 2025

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس

باريس سان جيرمان يكتسح أتلتيكو مدريد برباعية فى كأس العالم للأندية.. فيديو

موعد مباراة الأهلي وبالميراس البرازيلي فى كأس العالم للأندية 2025

إيران تطلب من الإسرائيليين مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة " لإنقاذ حياتهم "

إسرائيل تعلن مقتل رئيس الاستخبارات الإيرانية ونائبه

بايرن ميونخ يحقق انتصارا تاريخيا ضد أوكلاند سيتى 10-0 فى كأس العالم للأندية

فارق رهيب.. القيمة التسويقية للأهلى وبالميراس البرازيلى قبل لقاء المونديال

بايرن ميونخ يضيف ثامن الأهداف ضد أوكلاند سيتى من ركلة جزاء فى الدقيقة 72

ضبط جزار لذبحه المواشي بطريقة مخالفة بمنطقة السيدة زينب.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى