الكارثة الطبيعية الأكثر فتكا.. 80% من الزلازل تحدث فى الحزام النارى.. المعدل السنوى ثابت فى المتوسط على مدار الـ20 عاما الأخيرة.. ومعهد الفلك: الاهتزازات الأرضية ظاهرة طبيعية ومصر لم تدخل الحزام الزلازلى

تعتبر الزلازل أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا، فهى تتسبب في أضرارًا فادحة، وهذه الظاهرة هي انعكاسًا لتكتونية الصفائح، التي تعرض بعض بقع الأرض لخطرًا محتمل ودائم، حيث تتركز الزلازل على طول امتداد الفوالق وهى كسر يحدث في الصخور على الحدود الفاصلة بين الصفائح التكتونية، وفى بعض بقاع العالم تحتك هذه الصفائح الضخمة، وتشهد حركة تصادم وتغمر الواحدة الأخرى وتتكدس الطاقة على طول الفوالق، وعند الوصول إلى حدود مقاومة الصخور نشهد كسورًا وتتحرر الطاقة المكدسة ويهز الزلزال الأرض، و بعد الهزة الرئيسية تحدث هزات ارتدادية، تكون في بعض الأحيان مدمرة، وهى تشير إلى اصلاح في الكتل القريبة من الفالق.
وتقع مناطق الزلازل الأكثر نشاطاً في آسيا والشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأمريكا، وتقاس الزلازل بدرجتها وشدتها، ويعتبر مقياس ريختر الأكثر شيوعًا ويحدد درجة الزلازل، أي الطاقة المحررة خلال حدوث الزلزال، ونظريًا لا حدود لهذا المقياس، أما على أرض الواقع فلم يتخطى زلزال 9.5 منذ ذلك الذى هز تشيلى عام 1967 ، ويحدد المقياس الأوروبى شدة الزلازل، ويتألف المقياس من 12 درجة فلا نشعر بزلزال من الدرجة الأولى في حين قد يشوه زلزال من الدرجة الثانية عشر المكان برمته، وبإختصار يسجل كل عام .
تتكون الكرة الأرضية من مجموعة من الطبقات عمودياً، التي تتألف من صخور وأتربة ومعادن وحمم وغيرها وصولا إلى مركز الأرض، و تسمى القشرة القارية أو الرصيف القارى وهى الطبقة الصخرية التي تشكل القارات وجزء من المياه، وهى باختصار البقعة التي نعيش عليها، و أسفل هذه الطبقات بأعماق توجد الصفائح التكتونية "الحواف" و تتحرك إما لتكون متباعدة عن بعضها، أو مصطدمة مع بعضها، أو منزلقة عبر حدودها.
يتكون سطح الأرض من حوالى 15 صفيحة تكتونية، تختلف أحجامها، وبعض الصفائح يضم أجزاء من القارات وبعضها يضم أجزاء من المحيطات، و هذه الصفائح في حركة دائمة بإتجاهات مختلفة، وتلتقى في نقاط أو حدود تسمى الصدوع، وحركة الصفائح واحتكاكها مع بعضها البعض في الصدوع تسبب انتاجا وتحركيا لطاقة كبيرة، وعندما يزداد حجم الطاقة عن قدرة تحمل الصخور تؤدى إلى موجات اهتزازية فوق قشرة الأرض تختلف تبعاتها حسب اختلاف قوة التصادم وهى ما نشعر به "الزلازل" الذى يسبب كوارث ودمارا قد يبيد دولًا بأكملها.
الأحزمة الزلزالية
على مدار الأزمنة تشكلت أحزمة زلزالية، أبرزها الحزام النارى، الذى يمتد على طول 40 ألف كيلو متر، من تشيلى إلى المكسيك، مروراً بالساحل الغربى للولايات المتحدة الأمريكية، إلى الأجزاء الجنوبية من ألاسكا ثم يمتد ويشمل اليابان والفلبين وغينيا الجديدة ونيوزلاندا، يشبه حدوة الحصان ويسمى حزام النار لأنه يضم أكثر من 450 بركاناً ويحدث فيه نحو 80% من زلازل الأرض الأعنف في العالم، بينها زلزال تشيلى الكبير عام 1960.
وهناك حزام الألبى، الذى يقع في منطقة تمتد لأكثر من 15 ألف كيلو متر، من جاوة وسومطرة في أندونيسيا، نحو المحيط الأطلسى، ويعبر جبال الهيمالايا وإيران والقوقاز و الأناضول والبحر الأبيض المتوسط ، وفى هذا الحزام تقع نحو 17% من أكبر الزلازل في العالم.
شهد هذا الحزام أكثر الزلازل تدميرًا مثل زلزال باكستان عام 2005 ، والذى خلف نحو 80 ألف قتيل، و زلزال اندونيسيا عام 2004 والذى راح ضحيته نحو 230 ألف قتيل، ومن أبرز الدول المهددة في هذا الحزام، تركيا والهند وكازاخستان، ودول جنوب أوروبا المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ودول الشرق الأوسط مثل سوريا ولبنان ودول شمال افريقيا.
أما الحزام الثالث "الحزام الأطلسى"، ويمثل منطقة التقاء الصفائح القارية، ويحدث في عمق المحيط وبعيداً عن الأماكن الحضارية، وهو مسئول عن 3% من الزلازل الكبيرة في العالم، اذا أن أغلبها صغيرة، لكن آيسلاند كمثال تعرضت لزلزال كبيرة وصلت إلى 7 درجات على مقياس ريختر.
إحصاءات الزلازل
تظهر إحصاءات الزلازل على مدار العشرين عامًا الماضية حول العالم أن معدل الزلازل السنوي في المتوسط لم يرتفع أو ينخفض بل ظل ثابتًا وهذا بالتأكيد من حسن حظ البشرية، فهناك نحو نصف مليون زلزال يضرب الأرض سنويًا، ونحو 100 ألف من هذه الزلازل يمكنك أن تشعر بها، ومئة يمكن أن تكون ذات أثر ضار أو مدمر كما حدث في زلزال تركيا الأخير.
من الصعب حدوث زلزال فى كل أنحاء الجمهورية
أوضح الدكتور شريف الهادى رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية، أن مصر تشهد نشاطًا زلزاليًا يوميًا ومستمرًا، إلا أن أغلب هذه الزلازل تكون قوتها "1.2" درجة على مقياس ريختر، و لا يتم الإحساس بها من قبل المواطنين نظرًا لضعف قوتها وبعدها عن المناطق السكنية.
أضاف الهادى أن كل منطقة لها ظروفها الجيولوجية والتكتونية، واذا حدث زلزال كبير فمن الوارد أن يحدث في أماكن أخرى بعيدة عنه، وذلك نتيجة قلقلة الأرض في الأماكن التي تحدث بها فوالق نشطة تقع في باطن الأرض، مشيرًا إلى أن الزلازل الصغيرة نسبياً تعتبر مثال على تنفيس الأرض، حتى تخرج الطاقة من باطنها على مراحل وليس مرة واحدة.
وأوضح الهادى، أن هناك أماكن نشطة بشكل ضعيف يحدث بها زلازل كخليج السويس، ومن الصعب حدوث زلزال فى كل أنحاء الجمهورية ويشعر به الجميع، لأنه ليس شرطا أن يشعر الكل بالزلزال عند حدوثه، ونحن كمعهد نقوم بإذاعة وقوع الزلزال عندما يصل لأكثر من 3.5 ريختر، ونشاط الزلازل داخل مصر ضعيف جدا.
مصر لم تدخل حزام الزلازل
وتابع، نؤكد مرة أخرى حدوث الزلازل ظاهرة طبيعية، ومصر لم تدخل حزام الزلازل، و لا توجد أى مؤشرات لنشاط زلزالى عنيف قادم فمن خلال تسجيلات الشبكة القومية للزلازل ومحطاتها المنتشرة في الساحل الشمالي ونجوع مصر وخصوصاً المحطات الموجودة في الساحل الشمالى لم نسجل أى نشاط ملحوظ يشير لحدوث زلازل عنيفه بدول البحر المتوسط.
يذكر أن الحزام الزلزالي يبعد عن مصر مسافات تتراوح من 350 لـ450 كيلومترا، لكن حدث زلزال قوى بلغت قوته 8 درجات على مقياس ريختر ومركزه جزيرة كريت، وتسبب في حدوث تسونامي مدمر على الجزء الساحلى عام 1303، وأثر وقتها على مدنية الإسكندرية وأدى إلى تدمير منارة الإسكندرية، في ذلك الحين، واستمرت الهزات الأرضية حوالى 20 دقيقة، وتوالت توابعه لأكثر من 40 يومًا ، مما دفع السكان إلى الهروب من منازلهم خوفًا من تكرار الهزات، ولكن منذ ذلك الوقت لم نشهد هزات أرضية عنيفة ترتقى لتكرار هذا الأمر.
و الأكثر تأثراً بهذا الحزام الزلزالي كل الدول المطلة على شرق البحر المتوسط منها تونس وليبيا ومصر وفلسطين والأردن ولبنان وسوريا ، والحدود الغربية منها تركيا الدول المطلة على بحر إيجا.
Trending Plus