الناتو يختبر قوته البحرية والجماعية فى تدريبات "بولاريس 25" متعددة المجالات

أنهت مجموعة حلف شمال الاطلسى( الناتو) البحرية الدائمة الأولى (SNMG1) مشاركتها في تدريبات "بولاريس 25"، وهي تدريبات عسكرية كبرى جرت بين شمال المحيط الأطلسي والقناة الإنجليزية بقيادة فرنسا، وهدفت إلى تعزيز الجاهزية العملياتية لقوات الحلف في مواجهة سيناريوهات قتالية معقدة وعالية الكثافة.

واستمرت التدريبات خلال الفترة ما بين 12 مايو وحتى 15 يونيو، بمشاركة أكثر من 3000 عنصر من القوات العسكرية، وأكثر من عشرين سفينة سطحية، وأربعين طائرة، بما في ذلك وحدات من الجيش الفرنسي، والبحرية، والقوات الجوية وشملت الدول المشاركة البرازيل وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والنرويج والبرتغال وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، إلى جانب مجموعة المهام التابعة لحلف الناتو، بحسب بيان رسمى للقيادة العليا للقوات المتحالفة.

وتميزت التدريبات بجوانب تكتيكية متقدمة، حيث شملت إحدى مراحلها مواجهة بحرية تدريبية بين أسطولين افتراضيين يُعرفان بـ "الأزرق" و"الأحمر"، مدعومين بغواصات وفرقاطات وطائرات وأنظمة متعددة المجالات، ما أتاح للمشاركين تنفيذ اشتباكات واقعية عززت من مرونتهم واتخاذهم للقرار في بيئة عمليات معقدة تشمل البر والبحر والجو والفضاء السيبراني وقاع البحار والفضاء والحرب الإلكترونية.

وفي تصريحات له، قال العميد البحري أرين س. ورنار، قائد SNMG1 من البحرية الملكية الهولندية: "كانت تدريبات بولاريس 25 فرصة ثمينة عملنا خلالها كفريق واحد إلى جانب حلفائنا في مواجهة خصومنا ضمن سيناريوهات التدريب. إن التعاون والجهود الجماعية تجعلنا أكثر قوة في مواجهة أي تهديد، سواء في البحر أو في الجو."

وتضمنت التدريبات أيضًا عمليات برمائية ضخمة في مقاطعة ديفون البريطانية، بقيادة مشتركة بين المملكة المتحدة وفرنسا، وشهدت عمليات إنزال لقوات المارينز الملكية البريطانية والمشاة البحرية الفرنسية، إلى جانب جنود إسبان وإيطاليين، وبدعم من 11 سفينة حربية ومروحيات وتدريبات على السيطرة على رؤوس الشواطئ، في واحدة من أكبر هذه التدريبات منذ الحرب العالمية الثانية.

وطبقا للبيان، أكد حلف الناتو أن مشاركة مجموعة SNMG1 في هذه التدريبات تأتي في إطار التزامه الدائم بالردع، وضمان الأمن البحري، والاستقرار في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية. كما تمثل تدريبات بولاريس محطة هامة لتقييم جاهزية المجموعة وقدرتها على العمل ضمن قوة متعددة الجنسيات بانسجام وفاعلية.

وشدد الناتو، بصفته تحالفًا دفاعيًا، على التزامه الدائم بالسلام، مشيرًا إلى أن تدريبات من هذا النوع تبرز قدرته واستعداده لردع أي اعتداء، وتعكس التضامن بين الحلفاء.

وتعد مجموعة SNMG1 واحدة من أربع مجموعات مهام بحرية دائمة تابعة لحلف الناتو، وتخضع للقيادة العملياتية للقيادة البحرية للحلف (MARCOM). وتشكل هذه المجموعات القوة الأساسية البحرية لقوة الرد السريع للناتو (ARF)، وتوفر وجودًا بحريًا دائمًا لتنفيذ مهام الحلف، وتعزيز التكامل بين القوات البحرية للدول الأعضاء.