ترامب يشهد تحقيق حلم "العرض العسكرى" فى فترة مضطربة.. إقامة استعراض الأسلحة والقوات ختم أسبوعا مليئا بأحداث صاخبة أبرزها احتجاجات لوس أنجلوس وحرب إيران وإسرائيل.. ومظاهرات حاشدة ضد دونالد فى مختلف أنحاء أمريكا

منذ فترته الرئاسية الأولى، كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يرغب بشدة فى إقامة عرض عسكرى لقوات الجيش الأمريكى يستعرض فيها قدراتها القوية. لم يتمكن ترامب من تحقيق ذلك خلال سنواته الأربع الأولى فى البيت الأبيض. لكن بعد أشهر قليلة من عودته إليه، تحقق حلمه. وكان الأكثر إسعادًا له بكل تأكيد أن العرض الذى أقيم بمناسبة الذكرى الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكى، تزامن مع الاحتفاله بـ عيد ميلاد ترامب الـ 79.
لكن هذا العرض جاء فى وقت عصيب داخل أمريكا وخارجها، وتتويجا لأحد أكثر الأسابيع اضطرابا فى رئاسة ترامب الثانية. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن العرض صادف يوماً غائماً فى نهاية أحد أكثر أسابيع رئاسته اضطراباً حتى الآن.
ففى بداية الأسبوع الماضى، اندلعت حركة احتجاجات قوية وعنيفة فى مدينة لوس أنجلوس، ثانى أكبر المدن الأمريكية، ضد سياسات الهجرة التى تنفذها إدارة ترامب، والتى أدت إلى مداهمات لأماكن العمل واعتقال للمهاجرين غير القانونيين.
وعلى مدار عدة أيام اتسعت الاحتجاجات وتحولت لمواجهات ومصادمات مع الشرطة دفعت رئيسة بلدية لوس أنجلوس إلى فرض حظر تجول فى المدينة خلال ساعات الليل. وتحول الأمر إلى أزمة بين الحكومة الفيدرالية وترامب من ناحية، وحاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطى جافين نيوسوم بعد أن قرر ترامب نشر ألفين قوات الحرس الوطنى، وهو ما اعتبره نيوسوم متعارضاً مع الدستور. ولم يكتفى ترامب بذلك، بل قرر نشر عدة مئات من قوات مشاة البحرية الأمريكية، وألفين آخرين من قوات الحرس الوطنى، وهدد باستخدام القوة فى ولايات أخرى إذا تكرر الأمر فيها.
ولم تكد الأمور تهدأ داخل أمريكا، حتى اشتعلت خارجها على بعد آلاف الأميال بعد أن قامت إسرائيل بتوجيه ضربات ضد أهداف عسكرية ونووية فى إيران، أحدثت دماراً واسعاً واغتيال لعدد من القيادات العسكرية والعلماء البارزين فى الجمهورية الإسلامية. وتحول الأمر إلى حرب بين إيران وإسرائيل بعد أن ردت ظهران باستهداف غير مسبوق لإسرائيل بوابل من الصواريخ الباليستية وفرط صوتية والمسيرات، والتى نجح الكثير منها فى اختراق القبة الحديدية وأحدث دماراً واسعا فى تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى.
وبينما لا تزال الحرب مشتعلة، أقام ترامب عرضه العسكرى فى نفس يوم المظاهرات الحاشدة ضده، والتى تم تنظيمها تحت شعار "لا للملوك" وشارك فيها الملايين من الأمريكيين فى مختلف المدن، احتجاجاً على سياسات ترامب ورفضا للاستبداد والسياسات المعادية للمهاجرين.
وقبل أقل من 24 ساعة من بدء العرض العسكرى، تعرضت النائبة ميلسا هورتمان، رئيسة مجلس النواب السابقة لولاية منيسوتا وزوجها للاغتيال أمام منزلهما، فيما أصيب مشرع أخر وزوجته فى الحادث الذى وصفه حاكم الولاية تيم والز بأنه أحد أعمال العنف السياسى.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إنه فى ظل كل هذا الاضطراب الداخلى والخارجى، خضع عرض الأسلحة مثل غيره من الأحداث الأخرى فى أمريكا، لتفسيرات متباينة. فقد رآه أنصار ترامب احتفالا بالاستقرار والنظام، بينما اعتبره المنتقدين تشجيعاً على العنف والسلطة الاستبدادية.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن ترامب الذى وقف على المنصة وحوله دبابتين، لم يتطرق إلى هذه الانقسامات خلال الخطاب الذى ألقاه واستمر سبع دقائق، ولم يأت فيه على ذكر التوترات التى تهمين على البلاد أو العنف السياسى الذى هيمن على الأخبار معظم اليوم. بل استعرض بدلا من ذلك بطولات المعارك والقوة العسكرية الجبارة للبلاد، والتى يستخدمها ترامب الآن لاحتواء الاحتجاجات فى لوس أنجلوس.
وقال: "لقد تعلم أعداء أمريكا مرارًا وتكرارًا أنه إذا هددتم الشعب الأمريكى، فإن جنودنا سينقضون عليكم". "ستكون هزيمتكم مؤكدة، وزوالكم نهائى، وسقوطكم شامل وكامل".
وأضاف: "نؤكد بيقين لا يتزعزع... كلما استدعى الواجب ومهما واجهنا من خطر، فإن الجندي الأمريكى سيكون حاضرا".
وفى حين حرص مسئولو الجيش على عدم لفت الانتباه إلى عيد ميلاد ترامب، غنى بعض أفراد الحشد بصوت مرتفع أغنية "عيد ميلاد سعيد" بعد انتهاء خطابه. كما تمنى له نائب الرئيس جيه دى فانس، الذي قدمه، ولى جرينوود، الذي غنى بعده، عيد ميلاد سعيدًا.
وخلال العرض العسكري الذى استمر ثلاث ساعات، شاهد ترامب جنودًا يرتدون الزى العسكري التاريخى يمرون على ظهور الخيل، وقاذفات القنابل تحلق فى السماء، وأعضاء فريق مظلات الفرسان الذهبيين يهبطون من السماء. صفق فى لحظات، ووقف ليحيى الجنود المارة فى لحظات أخرى، ووقف ليشاهد عرضًا ضخمًا للألعاب النارية فى ختام الحدث.
Trending Plus