فى وداع الأراضى المقدسة.. الحجاج يوثقون لحظاتهم الأخيرة بذكريات لا تُنسى.. صور ودموع وهدايا مشاهد الختام فى المدينة المنورة.. وبين الروضة الشريفة وهدايا العودة نهاية روحانية لرحلة الحج

مع اقتراب نهاية رحلة الحج لهذا العام، عاش الحجاج في أيامهم الأخيرة بالأراضي المقدسة لحظات مفعمة بالمشاعر المختلطة. مشاعر الامتنان والسكينة ترافقت مع حرصهم على توثيق التجربة التي لطالما انتظروها بالصور ومقاطع الفيديو، لتبقى الذكريات حيّة وتُشارك مع من لم تسمح له الفرصة بعد.
في الساعات التي سبقت مغادرتهم، تفرغ كثير من الحجاج لالتقاط الصور في محيط الحرم النبوي، حيث القبة الخضراء تلوح في الأفق، وحمائم المدينة تحلّق وتحط بسلام يعكس روحانية المكان.
لم تكن الصور مجرد توثيق، بل كانت محاولة للاحتفاظ بجزء من القدسية التي شعروا بها، والتعبير عن فرحة أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
داخل الروضة الشريفة، ازدحمت القلوب بالدعاء والأمنيات. اللحظات التي قضاها الحجاج هناك بدت وكأنها خارج الزمن، محاطة بهدوء المدينة ونفحات الإيمان.
كثيرون حرصوا على تسجيل تلك اللحظات، إما بالصوت أو الصورة، أو حتى بتدوين مشاعرهم على أوراق سترافقهم في طريق العودة.
بعيدًا عن الجانب الروحي، لم ينسَ الحجاج اقتناء الهدايا التذكارية التي ترتبط بالمدينة ومكة المكرمة.
مياه زمزم كانت في مقدمة ما حملوه معهم، معبأة في عبوات أنيقة توزع على الأهل والأصدقاء، كما كان هناك إقبال كبير على شراء السبح المصنوعة من أحجار مختلفة، وسجاجيد الصلاة المطرزة بأشكال هندسية وزخارف مستوحاة من الفن الإسلامي.
لم يكتفِ الحجاج بالهدايا التقليدية، بل حرصوا على اقتناء تمور المدينة، خاصة العجوة التي تحظى بمكانة خاصة دينية وتاريخية.
العلب المزينة التي تحتوي على التمر شكّلت جزءًا من استعدادات المغادرة، فيما اختار آخرون شراء العطور المميزة برائحتها الشرقية، أو الكتب الدينية التي وجدوها في أروقة مكتبات الحرمين.
وفي الفنادق المحيطة بالحرم، بدت المشاهد مفعمة بالحيوية، أطفال يلتقطون الصور مع عائلاتهم، نساء يرتدين عباءات مزخرفة يتبادلن الهدايا، رجال يراجعون جوازات السفر وتذاكر الطيران.
الجو العام كان أشبه بالاحتفال، لكنه احتفال بنهاية رحلة استثنائية، لا تُقاس بأي تجربة أخرى.
عدد من الحجاج تحدثوا عن إحساسهم بالفخر والسعادة، رغم التعب البدني والإرهاق، أحدهم قال إن أكثر ما أثر فيه هو لحظة رمي الجمرات، بينما قالت حاجة إن دخولها الروضة الشريفة كان حلمًا تحقق بعد سنوات من الانتظار.
في الأيام الأخيرة، تزايدت أيضًا زيارات الحجاج للمواقع التاريخية في المدينة المنورة، مثل مسجد قباء وجبل أحد ومقبرة البقيع. هذه الأماكن التي تحمل في طياتها قصصًا من السيرة النبوية، أضفت بُعدًا ثقافيًا ومعرفيًا على الرحلة، خاصة للحجاج القادمين من دول غير عربية.
وعلى الرغم من الزحام، أبدى الحجاج ارتياحهم للتنظيم والخدمات، سواء الصحية أو الإرشادية أو اللوجستية. كثير منهم أشادوا بالتسهيلات التي قُدمت، من وسائل النقل إلى الترجمة إلى التنظيم داخل الحرم.
المشهد الختامي الذي حمله الحجاج معهم كان جامعًا بين الرضا والحنين، بين اكتمال الشعائر وشوق العودة مجددًا.
فرحة الختام لم تكن مجرد نهاية، بل بداية لتجربة جديدة يعيشونها بروح مختلفة. البعض قرر تدوين تجربته في مذكرات شخصية، وآخرون تعهدوا بالعودة في أعوام قادمة برفقة أبنائهم أو والديهم.
رحلة الحج لهذا العام اختُتمت بمشاهد لا تنسى، تداخلت فيها المشاعر مع الصور، والهدايا مع الذكريات، والروحانية مع إنسانية اللقاء، في تجربة تبقى حاضرة في الذاكرة مدى الحياة.
Trending Plus