مشاهد الدمار فى تل أبيب

عادل السنهوري
عادل السنهوري
عادل السنهوري

ما يحدث منذ مساء الجمعة أو الساعات الأولى من صباح السبت الماضى هى الحرب التى قررت إسرائيل نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية إشعالها بالهجوم الجوى وبأحدث الطائرات الأمريكية فى العالم على قادة وعلماء ومواقع عسكرية ونووية إيرانية.

لا أحد ينكر حجم الكارثة العسكرية التى لحقت بإيران فى الساعات الأولى من انكشاف جوى كامل أمام الطيران الصهيونى واختراق أمنى مذهل للداخل الإيرانى من فرق التجسس التابعة للموساد الإسرائيلى أدت إلى اغتيال قادة الجيش الإيرانى وأهم علماء الطاقة النووية الإيرانية فى ضربة واحدة وهو ما أصاب كل قطاع كبير من الرأى العام العربى والإسلامى بالاحباط واليأس واستراجاع ذكرى الهزائم التى لحق بالمنطقة على امتداد أكثر من 75 عاما منذ النكبة الأولى وحتى يونيو 67 إلى غزو لبنان وضرب المفاعل النووى العراقى والجوم على قيادات منظمة التحرير فى تونس، وصولا إلى كسر شوكة المقاومة فى الجنوب اللبنانى وتدمير غزة.

دولة بحجم إيران وتاريخها وحضارتها وقوتها العسكرية التى كانت حتى نهاية السبعينات سادس أكبر قوة عسكرية فى العالم واعتبرها خبراء عسكريون اقوى قوة عسكرية فى الشرق الأوسط حتى عام 2015، تصبح فجأة منكشفة تماما أمام طيران عدوها يمرح ويسرح فى سمائها ويفعل ما يريد فى ظل نظام امنى مخترق تماما حتى يتم اغتيال كل هؤلاء القادة والعلماء داخل غرف نومهم، حتى بات واضحا أن نظام " الجمهورية الإسلامية" بات على المحك وربما إلى انهيار بعد أن فقد مصداقيته تماما أمام حلفاء الخارج قبل أنصار الداخل.. فالدولة التى صدقنا فى قوتها العسكرية وضخامة جيشها وانتاجها المحلى من المعدات العسكرية تنهار بهذه السهولة – أيا كانت التبريرات من دعم أميركى وأوروبى أو حتى عربي- ويتساقط قادتها وعلماءها الكبار بطريقة مشابهة لما حدث مع قادة حزب الله..!

حسب المعلومات لم يتوقع قادة إيران وقوع هجوم وشيك وتعاملوا معه باستخفاف واعتبروه مجرد دعاية إسرائيلية تهدف إلى الضغط على إيران لتقديم تنازلات فى برنامجها النووى خلال المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية. واطمئن القادة لهذا التبرير، وهذا الاطمئنان قد دفع هؤلاء القادة إلى تجاهل الاحتياطات التى كان قد تم التخطيط لها مسبقا، فعقدوا اجتماعًا طارئا للحرب فى قاعدة عسكرية بطهران، وقتلوا عندما استهدفت إسرائيل القاعدة. علاوة على تدمير جزء كبير من قدرات الدفاع الإيرانية، بما فى ذلك الرادارات وأنظمة الدفاع الجوى، وأعاقت وصول إيران إلى ترسانتها من الصواريخ الباليستية، كما تعرض الجزء السطحى من منشأة نطنز الكبرى لتخصيب اليورانيوم لأضرار جسيمة.

الضربة الإسرائيلية تأتى فى توقيت غير جيد بالمرة بالنسبة لإيران فقد فقدت أذرعها العسكرية فى المنطقة وخاصة الذراع القوى، حزب الله، واحتواء الحوثيين والغرض منها هو إكراه طهران على الخضوع للمشروع الصهيونى الجديد لإعادة فرض واقع جديد للشرق الأوسط.

ربما جاءت الصواريخ الإيرانية هذه المرة أقوى من سابقتها وتركت تأثيرا واضحا على الداخل الإسرائيلى لكنها لم تكن كافية -حتى اللحظة- لردع العدو الإسرائيلى على التوقف عن مواصلة غاراته وهجماته على المواقع العسكرية الإيرانية واعلانه بأن طهران " لم تعد محصنة من الضربات"، ومع ذلك استعادت إيران بعض الردع والثقة بعد الكشف عن حجم الدمار الذى لحق بمنشآت عسكرية ومدنية داخل تل أبيب لم تكشف إسرائيل بالكامل عنها.

عموما مشاهد الخراب والدمار أراحت صدور الكثيرين رغم عدم معرفة حقيقة الأهداف التى أصبتها بالكامل وأهميتها فى الصراع الأكبر بين الجانبين.

فهل ستكتفى إيران بهذا القدر أم انها ستواصل كما اعلن قادتها العسكريين مسيرة الردع- أو بعض منه- داخل العمق الإسرائيلى المحدود جغرافيا. وهل أعدت العدة وحسبت الحسبة لما هو قادم. فالحرب ليست ضد إسرائيل وحدها واستمرار الحرب يدفع المنطقة بأكملها إلى حرب شاملة والى فوضى خلاقة وخاصة منطقة الخليج ذات الأهمية الاستراتيجية القصوى للدول الكبرى وخاصة أميركا وفرنسا وبريطانيا مع وجود كبرى القواعد العسكرية البرية والبحرية فى دول المنطقة فى البحرين وقطر والكويت والسعودية والبحرين.

وهل تواجه إيران وحدها ما سوف يؤدى اليه توسع كتلة الحرب وأطرافها. وهل يترك الجيران والحلفاء إيران وحدها تواجه مصير السقوط والهزيمة. هنا نشير إلى تصريحات وزير الدفاع الباكستانى بضرورة الوقوف إلى جانب إيران الدولة الجارة والشقيقة والصديقة ولا يمكن النظر اليه والتعامل معه الا باعتباره تصريح فقط لا يرتقى إلى حيز الفعل والتنفيذ. وماذا عن الموقف الصينى والروسى والكورى الشمالى.

استمرار الحرب دون التوصل إلى حسم عسكري- وهو مستبعد- سيؤدى إلى اندفاع الأوضاع إلى حافة الهاوية والفوضى وعدم الاستقرار، فليس هناك نهاية لحرب بالسلاح وحده. أو كما قال الكاتب الأميركى المعروف توماس فريدمان فى مقاله بالنيويورك تايمز يوم الجمعة الماضى، بأنه من السابق لأوانه، أن نقول كيف ستتغير لعبة الأمم فى الشرق الأوسط بسبب الصراع الإسرائيلي-الإيرانى فى 2025. كل ما يمكن قوله الآن هو أن الاحتمال الإيجابى للغاية — وهو أن هذا يُحرك سلسلة من الدومينو تنتهى بإسقاط النظام الإيرانى واستبداله بنظام أكثر ليبرالية وعلمانية وتوافقية — والاحتمال السلبى للغاية وهو أن يشعل هذا الصراع المنطقة بأكملها ويدفع الولايات المتحدة إلى التدخل، كلاهما مطروح على الطاولة.

والساعات والأيام المقبلة هى التى ستحدد مصير الحرب بين إسرائيل وإيران ومصير الحرب فى المنطقة.

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وفاة سائق وإصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة على الطريق الصحراوي بسوهاج

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

الزمالك يبدأ إجراءات تأسيس شركة الكرة

إيران: مقتل 71 شخصا جراء العدوان الإسرائيلي على سجن "إيفين" بطهران

جامعة القاهرة تعلن تصنيع "EZVent" أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل


الأهلي يرحب برحيل حسين الشحات وأفشة فى الميركاتو الصيفى

مقترح فى الزمالك بعدم خوض الفريق تدريباته بميت عقبة.. اعرف السبب

المصري يخطط لإنشاء مشروعات استثمارية لتوفير موارد ثابتة للنادي

رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

انتظام 3 صفقات جديدة فى تدريبات حرس الحدود استعدادا للموسم الجديد


رئيس وزراء الهند يبدأ هذا الأسبوع جولة خارجية تشمل زيارة 5 دول

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

شركة فوسفات مصر الحكومية بالوادى الجديد تستكمل جهودها للحصول على شهادة الأيزو ISO/IEC 17025 بمجال تحاليل الخام و المياه.. تجهيز المعامل بأحدث المعايير وتنفيذ أكبر مجمع لإنتاج الأسمدة بالشرق الأوسط.. صور

محمد فضل شاكر يغنى لوالده ويدعو له بالفرج فى حفله بمهرجان موازين

توقف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في مونديال الأندية لسوء الأحوال الجوية

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

محمد صلاح يهرب من عدسات المصورين فى بودروم التركية.. وقناع وقبعة للخصوصية

كيف كشفت النيابة العامة تفاصيل حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية؟

ملخص وهدف مباراة بالميراس ضد بوتافوجو فى كأس العالم للأندية

كريم محمود عبد العزيز وشقيقه وزوجته يصلون العرض الخاص لمملكة الحرير

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى