8 مشاهد تكشف الممولين لـ«قافلة الصمود» وخريطة التكليفات لإثارة القلاقل فى مصر!

مصر ومنذ ظهور العصابات الصهيونية فى الأراضى الفلسطينية، وهى تقف بقوة بجانب الأشقاء، ودفعت أثمانا باهظة طوال العقود الماضية، وخاضت حروبا ضروس، أخرت تنميتها، وأوقفت مشاريعها الوطنية فى النهوض والتقدم؛ ومنذ تاريخ النكسة على الأمتين العربية والإسلامية 7 أكتوبر 2023 ومصر تتعرض لضغوط وتلويح بالتهديد والوعيد المبطن تارة، والصريح تارة أخرى، ما تنوء عن تحمله الجبال، ودشنت لعشرات اللاءات الصارخة والقوية فى وجه القوى الكبرى، وبدأتها بـ«لا لتصفية القضية الفلسطينية، ولا للتهجير القسرى، ولا لأى حل على حساب مصر والأردن، ولا لاحتلال غزة، ولا لوجود الناتو على الأراضى الفلسطينية، ولا بديل سوى حل الدولتين»، وغيرها من اللاءات.
ومصر وحتى تاريخه، تبذل جهودا مضنية من أجل الفلسطينيين، وتدفع ثمنا باهظا لمواقفها الشريفة و«لاءاتها» المستمرة، ورغم ذلك تتلقى طعنات التشكيك والتسخيف، من جماعة خائنة هنا، وتنظيم وقح هناك، وكتائب وذباب إلكترونى من كل حدب وصوب، حتى وصلنا لموضة العصر «قوافل المساندة والدعم» ظاهرها الإنسانية، وباطنها مخططات خطيرة، واللافت أن مثل هذه القوافل تزايد على مواقف مصر!
«قافلة الصمود» والتى انطلقت من شمال المغرب العربى مرورا بليبيا قاصدة سيناء، ربما تضم بعضا من أصحاب النوايا الحسنة، والمتمتعة بإنسانية وتعاطف مع الأشقاء الفلسطينيين فى غزة من جرائم إبادة، لكن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، وهناك 8 مشاهد تؤكد أن القافلة اُستغلت شر استغلال من تنظيمات معادية، وجماعات ساعية لإثارة الفوضى وتحقيق مآرب، وفى القلب منها، جماعة الإخوان.
المشهد الأول:
لماذا تحركت القافلة فى هذا التوقيت المتفجر والمشتعل فى المنطقة، والمواكب لشن إسرائيل حرب شرسة ضد إيران، تهدد استقرار المنطقة، وترسم سيناريوهات مزعجة ومؤلمة؟ ألا يستدعى التوقيت الانتباه ويرفع منسوب الشك والريبة عند كل مصرى وطنى غيور على وطنه؟
المشهد الثانى:
الضربة الإسرائيلية لإيران، كشفت عن وجود ما لا يقل عن 1500 عميل للموساد الإسرائيلى مزروعين فى إيران، واستطاعوا إنشاء قاعدة طائرات مسيرة مفخخة فوق الأراضى الإيرانية، ومع بدء الهجوم الجوى الإسرائيلى، انطلقت نحو قاعدة «أشفق آباد» قرب طهران مستهدفة منصات صواريخ أرض- أرض، وهو اختراق خطير للأمن القومى الإيرانى، كانت كُلفته باهظة، إذا ما وضعنا فى الاعتبار عملية قطع الرؤوس التى طالت أكثر من 20 قيادة عسكرية كبرى.
هذا الاختراق، يدفع المصريين إلى اليقظة ورفع منسوب الشك والريبة، والتحقق من كل شخص يريد الذهاب لمنطقة ملتهبة مثل الحدود الشمالية الشرقية لمصر، ودخول سيناء.
المشهد الثالث:
كشفت تقارير منشور بعضها فى وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلى استعان بأكثر من 10 آلاف مرتزق وضمهم لقوات الصفوة بجيش الكيان، أى أن فكرة استعانة العدو بالمرتزقة جزء من صميم عقيدته القتالية حاليا، وهو ما يرفع منسوب الوعى والشك، خاصة لو كان الطلب زيارة سيناء والذهاب على الحدود، فمن الضامن أن هناك عناصر أجنبية يمكن زرعها؟!
المشهد الرابع:
التأكيد على أن جماعة الإخوان استغلت القافلة وحاولت توظيفها واستثمارها، هو إشراف الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، على القافلة، وأن الدكتور جمال غول، عضو الاتحاد، مشارك فى القافلة، ولمن لا يعلم من هو هذا الكيان، فيكفى أن مؤسسه الإخوانى العتيد، يوسف القرضاوى، ولسان حال الجماعة.
الاتحاد أصدر بيانات إدانة وهجوم على مصر، وضرورة السماح للقافلة أن تذهب إلى سيناء، والوصول للحدود الملتهبة، والهدف والغرض واضحان.
المشهد الخامس:
جماعة الإخوان الجزائرية «حمس» إحدى الجهات المنظمة لـ«قافلة الصمود» أصدرت عدة بيانات على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى، تدين إيقاف القافلة فى شرق ليبيا، وتعبر عن تضامنها الكامل مع القافلة وأعضائها وتطالب بضرورة فتح الطريق أمامهم فورا.
المشهد السادس:
من المعلوم بالضرورة، أن فلسطين لها حدود مع ثلاث دول عربية أخرى، من الشرق سوريا ويبلغ طول الحدود بين البلدين 76 كيلو مترا، والأردن على حدود طولها نحو 360 كيلومترا، ومن الشمال لبنان على حدود طولها 79 كيلومترا، بجانب الحدود الغربية، البحر الأبيض المتوسط على ساحل طوله نحو 240 كيلومترا؛ فلماذا لم تذهب القافلة للدخول إلى فلسطين وغزة عبر هذه الدول، أو البحر، وهو نافذة مهمة؟ لماذا الإصرار على الذهاب إلى سيناء؟!
المشهد السابع:
القافلة تضم عددا كبيرا من الأجانب، والذين يمكن لهم السفر إلى إسرائيل مباشرة وعبر المنافذ الرسمية، فلماذا لم يذهبوا مباشرة إلى هناك، وممارسة كل طقوسهم من احتجاجات واعتصامات وإضرابات وغيره من هذه الطقوس؟
المشهد الثامن:
مئات الأشخاص من كل الجنسيات، يأتون برا وجوا وبحرا، بتأشيرات سياحية، وبشكل فردى، ثم يتجمعون عند نقطة متفق عليها، فى ترتيب وتنسيق عالى المستوى، يثير كل الشكوك والظنون؟ فهل هذا منطقى فى ظل ظروف إقليمية متفجرة وتهديدات خطيرة، لا أول لها ولا آخر؟!
هذه المشاهد الثمانية، مجرد غيض من فيض، كاشفة وبالأدلة عن أهداف هذه القافلة، ومن راعيها وممولها، وتوقيتها؛ لذلك فطن الشعب المصرى، قبل المؤسسات الرسمية، لحقيقة هذه القافلة، والزخم الإعلامى فى التغطية، من منابر بعينها معلوم توجهها وتعاطفها مع جماعة الإخوان.
الحقيقة أن القافلة تحمل شعار «النضال من فوق أراضى الغير» لكسر الحصار «بالتمنى» وتوريط الدولة الوحيدة، التى قالت لا فى وجه «شرطى العالم» أكثر من مرة.. ومصر لن تكون معبرا لمراهقى النضال المزيف.. ولا تحتاج شهادة من أحد، ليقيم موقفها تجاه القضية الفلسطينية.
وقولا واحدا، مصر هى من تقف أمام تصفية القضية، متحملة ضغوطا دولية، واتهامات وتشكيك وتسخيف من أراذل الناس، من عينة أعضاء القافلة المزعومة.
Trending Plus