الخوف فى العقيدية اليهودية.. كتبهم المقدسة كشفت مشاعرهم في التيه والجوع

يفاجأ البعض بخوف الصهاينة المحتلين، بعد مشاهدتهم في الملاجئ بسسب الهجمات الإيرانية، وكأنهم يرون عجبًا من الأمر، ولا يعلم هؤلاء أن الخوف سمة أساسية في "اليهود" ولعل من يتأمل تاريخ تشردهم في الصحاري والبلدان ويقرأ كتبهم يعرف هذا الخوف، حتى كتبهم المقدسة تؤكد ذلك.
الخوف في التيه
بعد الخروج من مصر، دخل بنو إسرائيل في رحلة التيه في البرية، التي استمرت أربعين سنة، وهي المرحلة التي ترد تفاصيلها أساسًا في سفر الخروج.
مظاهر الخوف
الخوف من العطش والجوع والهلاك
في سفر الخروج 16: 2-3:
"فتذمر كل جماعة بني إسرائيل على موسى وهارون في البرية، وقال لهما بنو إسرائيل: ليتنا متنا بيد الرب في أرض مصر... إذ كنّا نجلس عند قدور اللحم".
يظهر هنا الخوف من المجاعة والتشكيك في القيادة، ويعبّر عن أزمة ثقة بالخلاص الإلهي.
الخوف من المجهول ومن السقوط:
في سفر العدد 13–14: بعد إرسال الجواسيس لاستطلاع أرض كنعان، عاد عشرة منهم بتقارير مرعبة عن عمالقة الأرض، فارتعد الشعب ورفض دخولها:
"قد رأينا هناك الجبابرة بني عناق، فصِرنا في أعيننا كالجراد وهكذا كنّا في أعينهم" (عدد 13:33).
وهذا الخوف أدّى إلى رفضهم لدخول الأرض الموعودة، وهو ما استدعى غضب الرب، وحُكم عليهم بالتيه أربعين سنة.
الخوف في فترات الأسر – الخوف من الذوبان والتيه الروحي
تعرّض بنو إسرائيل إلى أسرين رئيسيين في تاريخهم القديم:
السبي الآشوري (722 ق.م) لشعب مملكة إسرائيل (الشمالية).
السبي البابلي (586 ق.م) لمملكة يهوذا (الجنوبية)، وتدمير الهيكل الأول.
مظاهر الخوف في النصوص:
الخوف من محو الهوية والانقطاع عن الوعد الإلهي:
في مزمور 137: 1-4:
"على أنهار بابل هناك جلسنا، بكينا عندما تذكرنا صهيون... كيف نرنّم ترنيمة الرب في أرض غريبة؟"
مشاعر الاغتراب والخوف من النسيان والتلاشي واضحة، والرعب من أن يُقطع العهد.
الخوف كعقاب إلهي:
في سفر إرميا، يصوَّر السبي البابلي كعقاب من الله بسبب خطايا الشعب، والأنبياء يذكّرون بأن هذا الخوف نتيجة مباشرة للعصيان:
"لذلك أُعطي هذه الأرض إلى نبوخذنصر ملك بابل عبدي..." (إرميا 27:6).
الخوف في الحروب
يُسجل العهد القديم عشرات الحروب التي خاضها بنو إسرائيل، سواء في مرحلة الخروج والتيه، أو لاحقًا عند دخول أرض كنعان، ثم في زمن الملوك (شاول، داوود، حزقيا...).
مظاهر الخوف
الخوف في حروب التملك
عند دخول أرض كنعان، أمر الرب يشوع بأن لا يخاف، رغم تفوق الأعداء العددي والعسكري:
"تشدد وتشجع! لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يشوع 1:9).
Trending Plus