العثور على الصندوق الأسود الثاني للطائرة الهندية.. وتسجيلات تكشف آخر كلمات الطيار

أعلن مسؤولون هنود عن العثور على الصندوق الأسود الثاني التابع لرحلة طيران الهند رقم 171، في خطوة يُتوقع أن تتيح إعادة بناء دقيقة ولحظية لما جرى قبيل الكارثة الجوية المروعة.

وكانت الطائرة الهندية المنكوبة  "بوينغ 787 دريملاينر" المتجهة إلى مطار غاتويك، تقل 242 راكباً من بينهم 169 هندياً و53 بريطانياً و7 برتغاليين وكندي واحد، أمّا الناجي الوحيد، فهو بريطاني من أصل هندي.

وقد تحطمت بعد لحظات فقط من إقلاعها من مطار أحمد آباد في ولاية غوجارات شمال غربي الهند، يوم الخميس الماضي، ثم سقطت  على الأرض واصطدمت في منطقة ميغاني السكنية المكتظة بالسكان، وذلك بعد دقائق فقط من مغادرتها المدرج.

ويسجّل جهاز تسجيل صوت قمرة القيادة (CVR) جميع الأصوات داخل كابينة القيادة، بما في ذلك أحاديث الطيارين، والاتصالات اللاسلكية، والتنبيهات الصوتية، والأصوات الميكانيكية المحيطة.

ومن المتوقع أن يساعد هذا الجهاز المحققين على فهم ما حدث في اللحظات الحرجة التي سبقت واحدة من أسوأ كوارث الطيران في العالم خلال العقد الأخير.

عادةً ما تكون الطائرات مزوّدة بصندوقين أسودين – وهما جهازان صغيران لكن قويان، مصنوعان من مواد صلبة مثل التيتانيوم أو الفولاذ، ومغلفان بمواد مقاومة للحريق لتحمّل الظروف القاسية أثناء الحوادث، وفقاً لصحيفة "دايلي ميل".

أحد الجهازين يُسجل بيانات الرحلة مثل الارتفاع والسرعة، بينما يُسجل الآخر الأصوات داخل قمرة القيادة، ما يتيح للمحققين سماع ما قاله الطيارون ورصد أي أصوات غير معتادة.

وكان قد تم العثور على الصندوق الأسود الأول يوم الجمعة، على سطح أحد المباني في موقع الحادث، بعد مرور 28 ساعة فقط على سقوط الطائرة، من قِبل مكتب التحقيقات في حوادث الطيران بالهند (AAIB).

وأعلنت السلطات أنه أصبح من الأسهل الآن تحديد السبب الدقيق وراء الحادث بعد العثور على كل من جهاز تسجيل الصوت (CVR) وجهاز بيانات الرحلة (FDR).

ويرجّح خبراء الطيران أن طائرة بوينغ 787 دريملاينر ربما فقدت طاقتها فجأة في أخطر لحظة من الرحلة، أي بعد الإقلاع مباشرة.

ومن بين الأسباب المحتملة التي يتم التحقيق فيها: تغير مفاجئ في اتجاه الرياح أو اصطدام الطائرة بطائر، ما أدى إلى توقف المحركين عن العمل في وقت واحد.

في لحظة مأساوية، سقطت طائرة تابعة لشركة "إير إنديا" كانت متجهة إلى لندن، على مبنى سكني مخصص لأطباء متدربين في مدينة أحمد آباد، ما أدى إلى مقتل 297 شخصاً، منهم ركاب وطاقم الطائرة وسكان على الأرض، ومن بينهم طفل كان نائماً بجوار "كشك شاي" تملكه أسرته.

ويقود التحقيق فريق من مكتب التحقيقات الهندي في حوادث الطيران، فيما وصل اليوم خبراء من شركة بوينغ إلى مدينة أحمد آباد للمشاركة في التحقيقات، وفقاً لما نقلته قناة NDTV.

وأكد مسؤولو الطيران الهنود أن آخر كلمات الطيار قبل لحظات من ارتطام الطائرة بالمباني القريبة من مطار سردار فالابهاي باتيل الدولي كانت نداءات استغاثة عاجلة.

وبحسب المصادر، صرخ الكابتن سميت سابهاروال، الذي كان يمتلك أكثر من 8200 ساعة طيران، قائلاً بشكل يائس: "القوة الدافعة لم تتحقق... نسقط... ماي داي! ماي داي! ماي داي!"