اليوم السابع داخل متحف السيرة النبوية.. حين يتحول التاريخ إلى حياة تمشي أمامك.. تجربة بصرية وروحية في قلب المدينة المنورة.. الذكاء الاصطناعي يروي أعظم سيرة ويبرز ملابس الرسول وشكل الحجرة النبوية

متحف السيرة النبوية
متحف السيرة النبوية
المدينة المنورة ـ محمود عبد الراضي

بخطوات هادئة ونبض متسارع، تقترب من أبواب متحف السيرة النبوية في المدينة المنورة، فتشعر أن الزمن يتراجع قليلًا، يخلع عنك القرن الحادي والعشرين، ويستبدله بنفحات القرن السابع الميلادي، حيث بدأ النور يتسلل إلى الجزيرة العربية، وحيث وُلدت السيرة، لا كقصة تُروى، بل كواقع عاشه خير خلق الله.

المتحف لا يقع بعيدًا عن المسجد النبوي، بل على بعد خطوات معدودة منه، كأنما ليبقى الظل الروحي حاضرًا، ويستكمل رسالة المكان الذي شهد حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما إن تعبر بوابته، حتى تبدأ رحلتك لا نحو جدران وأقسام، بل نحو قلب التاريخ.

"اليوم السابع" أجرت معايشة ميدانية داخل هذا المعلم الحضاري المهيب، الذي لا يُشبه المتاحف التقليدية بقدر ما يُشبه آلة زمن تنقلك من اللحظة إلى العصر النبوي بكل ما فيه من تفاصيل، حتى يخال لك أنك لست زائرًا، بل شاهد عيان على ما كان.

متحف السيرة النبوية (1)
متحف السيرة النبوية

 

أول ما يلفت الانتباه ليس مرشدًا سياحيًا، ولا دليلًا ورقيًا، بل "بشير"  شخصية افتراضية تم تصميمها بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تستقبلك بصوت دافئ ومعلومات دقيقة، يحدّثك لا كآلة، بل كرفيق درب في هذه الرحلة الوجدانية.
يشرح لك عن أقسام المتحف، ويقودك من لحظة لأخرى، كأنك في صحبة من يعرف الطريق إلى كل حكاية.

تبدأ جولتك وسط فضاءات مدروسة بعناية، لا تعيد فقط سرد الوقائع، بل تُجسّدها أمامك.
شاشات ضخمة تعرض مشاهد تحاكي الحياة في عهد النبوة، ومجسمات ثلاثية الأبعاد تمثل الحجرة النبوية بكل تفاصيلها الداخلية والخارجية، حتى تكاد تشم عبير البساطة والنقاء الذي كان يملأ بيت الرسول الكريم.

متحف السيرة النبوية (2)
متحف السيرة النبوية .. غار ثور

 

ثم تنتقل إلى مشهد آخر، حيث غار حراء مطلًا عليك في محاكاة دقيقة، يروي لحظات التأمل والبحث الأولى التي سبقت البعثة.
تشعر وأنت تقف هناك أن الجبل نفسه يهمس لك بما دار في جنباته، وأنك في حضرة البداية، لا على هامشها.

ولأن السيرة لا تُروى بالكلمات فقط، فإن المتحف أعاد تشكيل مكة والمدينة كما كانتا، بمنازلهما، جبالهما، أزقتهما، وأماكن الصحابة، في مشاهد بصرية تنقلك إلى الزمن كما كان، لا كما تخيلته كتب التاريخ.

متحف السيرة النبوية (3)
متحف السيرة النبوية .. غار حراء 

 

في أحد الأركان، تقف أمام ملابس الرسول صلى الله عليه وسلم، أو ما يُحاكيها بناء على الدراسات الموثقة، اللون، النسيج، التصميم، كلها عناصر أعيد تجسيدها بأمانة تاريخية، فتشعر أن بينك وبين النبي مسافة نفس، لا قرون.
ترى كذلك متعلقات شخصية، وأدوات استخدمت في الحياة اليومية آنذاك، من آنية إلى أدوات كتابة، من مشرب إلى بردة، وكلها تروي جانبًا من حياة الإنسان الذي غيّر مجرى البشرية.

ولأن السيرة لا تنفصل عن المجتمع الذي نشأت فيه، خصص المتحف مساحة لعرض مظاهر الطب في العهد النبوي، من الأعشاب المستخدمة إلى طرق العلاج، ومن دور الحجامة إلى أدوات التداوي، ليس عرضًا للمعلومة فحسب، بل عرض لحضارة إنسانية لم تُهمل الروح ولا الجسد.

متحف السيرة النبوية (4)
متحف السيرة النبوية .. طريق الهجرة

 

أما الجانب العسكري من السيرة، فلم يُغفل، بل جُسّد في عرض متكامل لغزوات النبي، بدءًا من بدر ومرورًا بأحد والخندق، وانتهاء بفتح مكة.
ليس فقط خرائط ومسارات، بل مشاهد حيّة تروي الإستراتيجيات والأسلحة والعَبرة التي حملتها تلك المواقف.

وما يميز المتحف أكثر من محتواه، هو الروح التي تسري في جنباته، إنه ليس مكانًا للعرض فقط، بل مكان للتأمل، والتفاعل، والفهم، متحف يخاطب العين والقلب والعقل في آنٍ واحد، ويترك فيك أثرًا لا يُمحى، بجهود كبيرة للدكتور عبد اللطيف بن محمد العبد اللطيف الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنظيم الاعلام وبدر الميموني مدير العلاقات العامة بالمدينة المنورة.

متحف السيرة النبوية (5)
 الزميل محمود عبد الراضى من داخل متحف السيرة النبوية 

 

إنها تجربة تستحق أن تُعاد، لا لأنك لم ترَ كل شيء، بل لأنك تخرج منها وأنت تشعر أنك التقيت شيئًا منك، في زمنٍ كنت تظن أنك بعيد عنه.
وكأن هذا المتحف لا يُعرّفك فقط بسيرة النبي، بل يُعيد تعريفك بنفسك، ويضعك في مواجهة روحك، لا جدران الماضي.

متحف السيرة النبوية في المدينة المنورة ليس مجرد وجهة سياحية، بل بوابة روحية نحو فهم أعمق للتاريخ، وفن حديث في رواية أعظم قصة عرفها الإنسان.

متحف السيرة النبوية (6)
متحف السيرة النبوية

 

متحف السيرة النبوية (7)
 مجثم للمدينة فى متحف السيرة النبوية 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نبيل الكوكي يطالب لاعبي المصري بنقاط الحدود للحفاظ على قمة الدوري

الإسماعيلى يتسلح بالتفوق فى المواجهات المباشرة أمام الطلائع في الدورى

أخبار مصر.. فتح باب قبول تحويلات الطلاب إلى كليات جامعة القاهرة للعام الجديد

كهربا يتحدى ربيعة.. موعد مباراتي القادسية والعين في دوري أبطال الخليج

دوناروما يرحب بالانضمام إلى مانشستر سيتي بسبب جوارديولا


القاهرة فى الظل 37 درجة.. الأرصاد تحذر من استمرار ارتفاع درجات الحرارة

طبيب الأهلي يحدد موعد عودة مروان عطية للتدريبات الجماعية

مواعيد مباريات اليوم.. فولهام مع مانشستر يونايتد وأوفييدو ضد ريال مدريد

إصابة شخصين إثر حادث انقلاب سيارة فى الصف

طلائع الجيش يستضيف الإسماعيلي في مواجهة مثيرة بالدوري الليلة


عرض أولى حلقات مسلسل أزمة ثقة على قناة ON و Watch it اليوم

سون يسجل أول أهدافه في الدوري الأمريكي بطريقة خيالية.. فيديو

ريال مدريد يخشي مفاجآت ريال أوفييدو في الجولة الثانية من الدوري الإسباني

مع ارتفاع درجات الحرارة.. كيف تتجنب حرائق التكييفات خلال موسم الصيف

فتح باب قبول تحويلات الطلاب إلى كليات جامعة القاهرة للعام الجديد

رحيل صادم للممثل الشاب بهاء الخطيب..سقط أثناء لعبه كرة القدم وذبحة صدرية أودت بحياته.. تشييع جثمان الراحل في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة.. ونجوم الفن ينعونه ويشيدون بموهبته وأخلاقه وحبه وتشجيعه لأصدقائه

مساعدات استثنائية للأسر الفقيرة بقانون الضمان الاجتماعى تصرف فى 7 حالات

تشييع جثمان بهاء الخطيب في البدرشين ودفنه بمقابر ميت رهينة

وسام أبو علي يسجل ظهوره الأول في الدوري الأمريكي ويربك معلق المباراة بهدف.. فيديو

إعلان القائمة.. موعد مباراة بيراميدز ومودرن سبورت بالجولة الرابعة للدورى

لا يفوتك


شيرين .. عبثيات "البخت المايل"

شيرين .. عبثيات "البخت المايل" الأحد، 24 أغسطس 2025 12:00 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى