تدهور للأوضاع فى إقليمى دارفور وكردفان بالسودان.. أكثر من 1200 وفاة بسبب المجاعة.. مقتل 7 مدنيين بينهم 5 أطفال فى قصف للدعم السريع على مدينة الأبيض.. والجيش السودانى يكبد الميليشيا خسائر هائلة بقصف مطار نيالا

يشهد إقليمى دارفور وكردفان تدهورا مقلقا فى الأوضاع مع اشتداد المواجهات العسكرية بن القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع.
ويعانى الإقليميون من تدهور كبير فى الأوضاع الإنسانية، خاصة مع سيطرة ميليشيا الدعم السريع على أجزاء واسعة من دارفور وكردفان، إذ تفرض حصارا مشددا وتعيق وصول المساعدات، وفقا لوسائل إعلام سودانية.
شنت ميليشيا الدعم السريع، قصفا مدفعيا عنيفا على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كرفان، وهو ما أدى لمقتل سبعة مدنيين على الأقل بينهم خمسة أطفال.
تتعرض مدينة الأبيض لقصف جوى ومدفعى من الدعم السريع استهدف منشآت مدنية من بينها استاد المدينة علاوة على المنطقة الصناعية ومستشفى الضمان كما شمل القصف مواقع عسكرية منها قيادة الفرقة الخامسة مشاه والمستشفى العسكرى.
وقالت مصادر محلية أن سبعة مدنيين قتلوا بينهم خمسة أطفال من أسرة واحدة جراء سقوط قذائف مدفعية أطلقتها الدعم السريع نحو الأجزاء الشمالية من مدينة الأبيض.
وجاء القصف المدفعى للدعم السريع، ردا على قصف بالمدفعية الثقيلة شنته الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش بالأبيض على مواقع للدعم السريع قرب مدينة بارا.
كما أفادت المصادر أن مدفعية الجيش الموجهة استهدفت مدافع للدعم السريع جنوبى بارا، فضلا عن هجمات للمسيرات التابعة للجيش، استهدفت مركبات قتالية للدعم السريع فى عدة مناطق منها “التقور” و”أم قلجي” القريبة من بارا.
وفى سياق متصل، تمكن الجيش السودانى من تكبيد الدعم السريع خسائركبيرة فى صفوفها، بعد أن عاود الطيران المسيّر التابع للجيش السُّودانى، قصف مواقع استراتيجية لقوات الدعم السريع، فى مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
ومنذ أسابيع، استأنف الجيش السودانى عملياته الجوية فى إقليم دارفور حيث ظلت الطائرات المسيّرة تستهدف بإستمرار مواقع تابعة للدعم السريع، فى مدينة نيالا التى تم تحويلها مركز قيادة عسكرية وسياسية للقوات.
وكشفت مصادر محلية أن مسيّرات تابعة للجيش السودانى، قصفت مطار نيالا ومواقع بالقُرب فجر الجمعة، وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوى 5 انفجارات قوية وتصاعد للنيران من موقع بالقرب من المطار الدولى.
وأفاد الشهود، أن مقاتلات الجيش عاودت مجدداً فى المساء لتستهدف مواقع متفرقة فى نيالا حيث دوت ثلاث انفجارات قوية على الأقل فى وسط وجنوب وشرق المدينة.
وقال أحد الشهود، أنه رأى سيارات الإسعاف تنقل أعدادًا كبيرة من الجرحى والقتلى لعناصر الدّعم السريع تم استهدافهم فى جامعة نيالا.
وحوّلت قوات الدّعم السريع، عدد من المؤسسات المدنية فى نيالا من بينها مقار جامعة نيالا لمراكز تدريب المقاتلين، بما فى ذلك التدريب على تشغيل المسيّرات وفقًا لمصادر عسكرية.
ومن جهته كشف مسئول فى مجموعة عمل أوروبية معنية بالعمل الإنسانى، أن القتال المستمر فى كردفان ودارفور أدى إلى وفاة أكثر من 1200 شخص جوعًا فى الأشهر الأخيرة.
ولا يوجد أرقام دقيقة حول أعداد القتلى جراء الحرب السودانية، فبينما تشير بعض التقديرات إلى أن عدد القتلى بلغ نحو 20 ألفًا، تتحدث تقديرات أخرى عن أكثر من 130 ألف قتيل.
واعتبر المسئول الغربى أن أزمة الجوع فى الإقليمين المضطربين حاليًا تُعد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بعد اشتداد المعارك بين الجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ورأى أن تلك المواجهات المحتدمة وضعت الإقليمين تحت رحمة تداعيات خطيرة، فى مقدمتها الوفاة جوعًا، إضافة إلى النقص فى إيصال الغذاء وتوفيره.
وأكد فى حديثه أن ملايين السودانيين يُعتبرون حاليًا فى المرحلة الخامسة من المجاعة.
وسابقًا، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا المجاعة فى بعض مناطق دارفور، مثل مخيم زمزم، مع إشارتها إلى احتمالية إعلان المجاعة فى مناطق أخرى بكردفان وجميع ولايات دارفور.
واضطر آلاف المحاصرين فى مدينة الفاشر ومعسكرى أبو شوك وزمزم، ومناطق فى كردفان، إلى تناول أوراق الأشجار وعلف الحيوانات.
وخلفت تلك المواجهات عملية نزوح جماعى هى الأكبر فى القارة، حسب المسئول، مؤكدًا أن عمليات النزوح نفسها تسبب مشكلات أخرى مثل توقف الإنتاج والزراعة والعمل المعيشى اليومى.
وأكد المسئول أن السودان يعانى من مشكلات مرتبطة بالحرب، بدايةً بمنع وصعوبة توصيل المساعدات الإنسانية بسبب العراقيل الأمنية والسياسية، ونقص التمويل، وتدهور الوضع الصحى، ومؤشرات خطيرة، وتفشى الأوبئة.
Trending Plus