ترامب يواصل سياسة ملاحقة المهاجرين رغم أحداث لوس أنجلوس.. الرئيس الأمريكي يوجه بسرعة ترحيلهم من المدن التى يديرها ديمقراطيون.. وتقرير يحذر: عدد المغادرين لأمريكا قد يتجاوز القادمين إليها لأول مرة منذ 50 عاماً

على الرغم من الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها مدينة لوس انجلوس الأمريكية الأسبوع الماضى بسبب سياسات إدارة ترامب المتعلقة بالهجرة، وبرغم المظاهرات الواسعة التي شهدتها مدن مختلفة فى الولايات المتحدة وشارك فيها ملايين رفضا لـ ملاحقة المهاجرين، يبدو أن الرئيس ترامب عازم على مواصلة سياسته الرامية لأكبر ترحيل جماعى للمهاجرين.
حيث قالت وكالة أسوشيتدبرس إن ترامب وجه مسئولى وكالة الهجرة الفيدرالية بجعل الأولوية لترحيل المهاجرين فى المدن التى يديرها الديمقراطيون، وذلك بعد احتجاجات كبرى شهدتها لوس أنجلوس ومدن كبرى أخرى ضد سياسات الهجرة التى تطبقها إدارته.
ودعا ترامب فى منشور على منصة "تروث سوشيال" مسئولى إدارة الهجرة والجمارك إلى بذل كل ما فى وسعهم لتحقيق الهدف العام للغاية المتمثل فى تنفيذ أكبر برنامج ترحيل جماعى فى التاريخ.
وأضاف أنه للوصول إلى هذا الهدف، يجب على المسئولين أن يوسّعوا الجهود لاعتقال وترحيل الغرباء الموجودين بشكل غير قانونى فى المدن الأمريكية الكبرى مثل لوس أنجلوس وشيكاغو ونيويورك، حيث يقيم ملايين وملايين من المهاجرين غير الشرعيين.
وجاء إعلان ترامب بعد أسابيع من تشديد إجراءات الهجرة، وبعد أن قال ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفى البيت الأبيض، والمهندس الرئيسى لسياسات الهجرة فى إدارة ترامب، إن ضباط دائرة الهجرة والجمارك سيستهدفون إجراء ما لا يقل عن 3 آلاف اعتقال يوميًّا، بعد أن كانت حوالى 650 يوميًّا خلال الأشهر الخمسة الأولى من فترة ترامب الثانية.
وفى نفس الوقت، وجّهت إدارة ترامب مسئولى الهجرة لوقف الاعتقالات فى المزارع والمطاعم والفنادق، بعد أن أعرب الرئيس عن قلقه إزاء التطبيق العنيف للإجراءات على هذه الصناعات، وفقًا لما ذكره مسئول أمريكى مطلع على الأمر، والذى رفض الكشف عن هويته.
يأتى هذا فى أعقاب مظاهرات حاشدة شهدتها مختلف المدن الأمريكية يوم السبت الماضى تحت شعار "لا للملوك"، والتى أعرب فيها ملايين المحتجين عن رفضهم لسياسات إدارة ترامب، لا سيما ملاحقة المهاجرين.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إنه لأول مرة منذ نصف قرن على الأقل، ربما يتجاوز عدد المغادرين للولايات المتحدة عدد من يصلون إليها، وهو ما يعد تحول كبير فى أنماط الهجرة سيكون له تداعيات كبيرة محتملة على الاقتصاد الأمريكى.
ويتوقع خبراء الاقتصاد فى مراكز الأبحاث بواشنطن أن تؤدى سياسات الهجرة التي يتبناها ترامب يقود هذا التراجع، من الإغلاق شبه الكامل للحدود الجنوبية إلى تهديدات للطلاب الدوليين وخسارة الوضع القانوني للعديد من القادمين الجدد، وفقا للتقرير الى سيصدر قريباً.
كما أن الزيادة من ترحيلات المهاجرين، والذى كان هدف مداهمات أماكن العمل التي أثارت الاحتجاجات فى لوس أنجلوس ومدن أخرى، تلعب دوراً فى ذلك.
كما أن خروج المهاجرين يمكن أن يرفع التضخم، وهو الخطر الذى كان خبراء الاقتصاد يتوقعونه بالفعل من سياسات ترامب الخاصة بفرض الرسوم الجمركية. ويمكن أن يجدد نقص العمالة الذى عانت منه الولايات المتحدة خلال وباء كورونا. وعلى المدى الأبعد، يمكن أن يكون للأمر تداعيات على السياسة المالية، لأن عدد أقل من المهاجرين سيدفع ضرائب وسيدعم برامج الاستحقاق، بحسب ما قالت ويندى إيدلبيرج خبيرة الاقتصاد. وتوضح إيدلبيرج أنه على مدار عامل كامل، نعتقد أنه من المحتمل أن تكون الهجرة سلبية، وستكون هذه المرة الأولى التي يحدث فيها هذا منذ أكثر من 50 عاماً.
وتعمل إيدلبيرج وزميلتها تارا واتسون فى معهد بروكينجز (يسار وسط) مع ستان فيجر من معهد انتربريز المحافظ على الدراسة البحثية المقرر صدروها هذا الشهر. وتشير توقعاتهم إلى زيادة محتملة للهجرة السلبية فى عام 2025، مقارنة بأخر توقعات صدرت عن خبراء الاقتصاد فى ديسمبر الماضى.
وقال كوش ديساى، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن أكثر من 1 من بين كل 10 بالغين فى أمريكا لا يعملون أو لم يحصلوا على تعليم عالى ولا يتابع أي تدريب مهنى. وأضاف فى بيان: إنه لا يوجد نقص فى العقول أو الإيدى الأمريكية لتنمية القوى العاملة لدينا. وتمثل أجندة الرئيس ترامب لتوفير فرص عمل للعمل الأمريكيين التزام هذه الإدارة بالاستفادة من هذه الإمكانات غير المستغلة مع الوفاء بالالتزام بتطبيق قوانين الهجرة.
Trending Plus