جرس إنذار للإعلام فى ظل التصعيد الإسرائيلى الإيرانى

لا زال التصعيد الإيراني الإسرائيلى نحو سيناريوهات خطيرة في ظل قدرة إيران على إطلاق دفعات من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية فضلاً عن الطائرات المسيرة، رغم قوة وإنجازات الضربة الإسرائيلية الاستباقية التي وضعت طهران ومعها قدراتها العسكرية والأمنية أمام اختبار غير مسبوق وسط حسابات معقدة ومركبة على المستويين الداخلي والخارجى، وذلك بعد أعوام من التهديد والوعيد، وتأكيد أن برنامجها النووي الخط الأحمر والذى دفعت ثمنا باهظا طيلة عقود.
صحيح، أننا لا زلنا أمام مشهد لا يزال غير مكتمل، لكن هناك فخ ينصبه الإسرائيليون دائما ولوحظ بشدة في مراحل العدوان على غزة والضفة الغربية، وهو اعتماد الإعلام الإقليمى على ما ينشره ويبثه الإعلام الإسرائيلى في تغطية الأحداث والحرب، فضلا عن أن إسرائيل – أصلا – تتجه دوما نحو سلاح المظلومية المصطنعة، والتي تعد مشروعا متكاملا تديره وحدات استخباراتية ومراكز أبحاث ولوبيات، وتروج له كبرى الصحف الغربية والأمريكية، ويتماهى معه ساسة ومؤسسات ومنظمات دولية، لذا يجب الانتباه، لأن المتتبع لمراحل الصراع الإسرائيلى منذ 1948 وحتى الآن، يجد أن إسرائيل لم تنتصر بجيشها فقط بل بروايتها وبإعلامها وأيضا باختراق العقول وبالحروب النفسية وتعزيز الشائعات من خلال التضليل كسلاح ردع تلجأ إليه دائما.
لذا، أقول: إن غياب أو تشويش الرواية الإعلامية الحقيقية، يعني عملياً خسارة المعركة الأخطر وهي معركة الوعي، لذلك تسعى إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة استخدام الإعلام وتوظيفه كأداة لتشكيل الرأي العام والتأثير على سير الأحداث، سواء من خلال إدارة تدفق المعلومات أو من خلال محاولة فرض روايتها الخاصة على الأحداث لصالح أهدافها.. لذلك، على الإعلام العربى والإقليمى أن لا ينسى أن الإعلام الإسرائيلي مُجند بشكل لصالح الأيديولوجيا القومية والدفاع المستميت عما تقوم به إسرائيل وأجهزتها خاصة في حالات المواجهة والحروب..
Trending Plus