جمال عبد الناصر يكتب: صديقي الذي رأيته نجمًا قبل أن يراه الجمهور

موهبته المتدفقة، وأداؤه الصادق الذي لا يعرف التصنّع جعلا منه فنانًا من أبرز وجوه الفن المصري المعاصر، وهو ليس فقط ممثلًا موهوبًا، بل هو صديقي وزميلي في الدراسة، فقد تشاركنا رحلة الفن والتكوين في مركز الإبداع الفني تحت إشراف المخرج الكبير خالد جلال، وشاركته الوقوف علي خشبة المسرح ممثلا في عرض "أيامنا الحلوة " و"الإسكافي ملكا"، ولم يحالفني الحظ في مشاركته لي كممثل في عرض أخرجته "بنك القلق" فقد تعذر مشاركته لظروف تخرج عن إرادتنا نحن الإثنين.
منذ بداياته، لفت الفنان بيومي فؤاد الأنظار بقدرته الفريدة على الانتقال السلس بين التراجيديا والكوميديا، محافظًا على نَفَس إنساني عميق في كل ما يقدّمه، ولم يكن مجرد ممثل يؤدي أدوارًا، بل روحًا فنية تستحضر ذاكرة الزمن الجميل، حيث نشعر في حضوره بروح نجوم الأبيض والأسود: زكي رستم في صرامته النبيلة، عدلي كاسب في حضوره الهادئ، وحسن عابدين في دفء أدائه، والكوميديا الراقية التي يقدمها .
لكن بيومي فؤاد لم يقلد أحدًا منهم، بل صنع أسلوبه الخاص، القائم على البساطة والصدق والاحتراف، فكان قريبًا من القلب في كل شخصية لعبها، سواء أكان الطبيب المتردد، أو الأب الحنون، أو الموظف البسيط الذي يضحكنا ويبكينا .
أعماله السينمائية والتلفزيونية والمسرحية تشهد له بالتنوّع الغني، وقدرته على ترك بصمة لا تُنسى، حتى في الأدوار الصغيرة، وهذه موهبة نادرة، أن تكون حاضرًا بقوة دون ضجيج، وأن تسرق الكاميرا دون أن تسعى لذلك عمدًا.

الفنان بيومي فؤاد والكاتب الصحفي جمال عبد الناصر
في زمن باتت فيه السرعة تطغى على العمق، يظل بيومي فؤاد أحد أولئك الفنانين الذين كان يملك حلما وأصر علي الوصول إليه، فكل عام وأنت بخير يا بيومي، وكل عام والفن المصري أكثر بهاءً بك.
Trending Plus