شاهد.. آلاف الماليين يرممون واجهات مسجد جينيه "الترابي"

قام آلاف الماليين بتجديد واجهات مسجد جينيه الشهير في المدينة التاريخية وسط مالي والمُدرجة على قائمة التراث العالمي، خلال الاحتفال السنوي لحماية هذه الجوهرة المعمارية المصنوعة من الطين، وفقًا لما نشره موقع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.

ترميم مسجد جينيه التربى
على أنغام موسيقى الرقص وإيقاعات الطبول، قام سكان هذه المدينة بتغطية جدران المسجد الضخم بمآذنه الثلاث الرمزية بالجص.
ويحمي حفل الجص السنوي بالبانكو، وهو طلاء مصنوع من التراب والماء، لحماية المسجد من العوامل الجوية قبل موسم الأمطار، الذي قد يكون عنيفًا في منطقة الساحل.

مسجد جينيه الشهير
وبوجه مغطى بالطين، جاء أبوبكر صديقي جيتيه، وهو شاب من المدينة، للمشاركة في احتفالات هذه اللحظة: "هذا المسجد ملك لشعوب العالم،لا يوجد حدث أعظم في جينيه من تلبيس المسجد "، كما قال.
قالت باين يارو، إحدى النساء المسؤولات عن جلب الماء للرجال لصنع الطين: "تجصيص المسجد تقليدٌ متوارثٌ جيلاً بعد جيل "، بخلط الماء والتراب، بالإضافة إلى نخالة الأرز وزبدة الشيا ومسحوق الباوباب، صنع السكان بأنفسهم هذا الطلاء المميز للمباني ذات الطراز الساحلي السوداني.

ترميم مسجد جينيه
أُدرجت مدينة جينيه، التي يبلغ عدد سكانها حوالي أربعين ألف نسمة، على قائمة التراث المهدد بالانقراض في عام 2016.
يتفقد مافوني جينيبو، كبير البنائين، الجدران المطلية بالجص الحديث ويؤكد قائلاً : "أهمية هذا المسجد عظيمة، صورته مطبوعة على جميع الطوابع المالية ". وبعد أعمال الجص، أُقيمت مراسم مباركة في فناء المسجد، استمع خلالها المشاركون إلى آيات من القرآن الكريم، كما تبادلوا التمر والحلويات.

الماليين يجدودن واجهات مسجد جينيه
بُني المسجد في القرن الثالث عشر قبل أن يُدمر، وأُعيد بناؤه بالكامل عام 1907، وهو أكبر معلم ترابي في العالم وفقًا لليونسكو.
أما مدينة جينيه، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة، والتي حافظت على منازلها التقليدية المبنية من الطوب اللبن، فقد أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 1988.

مسجد جينيه مدرج بالتراث العالمى باليونسكو
كما تم وضعها على قائمة التراث المهدد بالانقراض في عام 2016، بسبب موقعها في منطقة تعاني من انعدام الأمن، حيث تعاني مالي منذ عام 2012 من العنف من قبل الجماعات الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ومن قبل الجماعات المجتمعية والإجرامية.
Trending Plus