غزة تنزف: 70 شهيدًا فى يوم دام.. الاحتلال يستهدف الجوعى ويحول نقاط المساعدات إلى "مصائد موت" ويقصف المدنيين العائدين لبيوتهم.. قطع الاتصالات وتعذر وصول الطواقم الطبية.. ووزارة الصحة تحذر من ارتفاع أعداد الشهداء

في اليوم الـ619 من العدوان المتواصل، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في ظروف إنسانية كارثية، تغذيها آلة دعم سياسي وعسكري أمريكي، وتغيب عنها أي إرادة دولية لوقف المجازر أو حماية المدنيين.
واستفاق قطاع غزة، فجر اليوم، على مجازر جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن استشهاد أكثر من 70 فلسطينيًا، وأصيب أكثر من 350 آخرين، جراء غارات جوية إسرائيلية مكثفة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار متعمد على مدنيين مجوعين في مناطق متفرقة من القطاع، لا سيما في مخيم النصيرات ومحور نتساريم ومدينة رفح.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، وصل إلى المستشفيات 65 شهيداً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم شهداء جرى انتشال جثامينهم من تحت الأنقاض، فيما أكدت الوزارة أن العدد مرشح للارتفاع، نظراً لوجود ضحايا لا تزال جثثهم تحت الأنقاض، أو في أماكن لا تستطيع الطواقم الوصول إليها بفعل استمرار العدوان.
ولم تعد نقاط توزيع المساعدات ملاذًا للمحتاجين، بل أصبحت "مصائد موت"، ففي محيط ما تعرف بمراكز المساعدات الأمريكية، واصل جيش الاحتلال تنفيذ عمليات قتل ممنهجة بحق الجوعى، ففي "محور نتساريم" وسط القطاع، أطلق جنود الاحتلال النار على المواطنين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، مما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين وسقوط عدد كبير من الجرحى.
وفي غرب رفح، استشهد 10 مواطنين وأصيب أكثر من 60، خلال إطلاق نار مباشر على مواطنين اقتربوا من نقطة المساعدات الأمريكية.
وأكد شهود عيان أن عشرات الجثث لا تزال ملقاة في منطقة "الشاكوش" شمال غربي رفح، وعرف من بين الشهداء: محمود حسن درويش، صبحي محمد الشاعر، فاطمة إسماعيل الفقعاوي، مهند حسن موسى، خليل حاتم بدوان، فؤاد حسام أبو مطرود، إبراهيم الخطيب، نور الدين خليل مخيمر، أحمد كامل الغلبان، ومحمود محمد أبو حبيب.
وأشار شهود عيان إلى أن الاحتلال سمح للمواطنين بالوصول إلى المساعدات في منطقة "الشاكوش"، قبل أن تحاصرهم الدبابات وتطلق النار عليهم، فيما قامت جرافات الاحتلال بدفن عدد من الشهداء بطريقة همجية.
وفي مخيم النصيرات، استشهد عدد كبير من المواطنين وأصيب آخرون خلال انتظارهم المساعدات شمال المخيم، حيث فتحت الطائرات المسيرة من نوع "كواد كابتر" نيرانها تجاههم، كما استهدف تجمع آخر في شمال غربي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 9 مدنيين.
وفي شرق دير البلح، تعرض المواطنون المنتظرون للمساعدات لقصف وإطلاق نار، خلف عشرات الإصابات، في مشهد يتكرر يومياً وسط حالة من المجاعة واليأس.
جرائم مستمرة في أنحاء القطاع
وبالتزامن مع المجازر، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته الجوية والمدفعية في عموم القطاع، فاستهدف أحياء ومناطق في خان يونس وجباليا والشجاعية، ودمر عدداً كبيراً من المنازل، وارتكب مجازر جديدة بحق المدنيين.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل عائلة أبو مطر في حي الرمال، ما أدى إلى استشهاد سيدة وعدد من الإصابات، مع وجود مفقودين تحت الركام، بينما استشهد 5 مواطنين آخرين جراء استهداف منزل في دير البلح.
الضفة تشتعل.. اقتحامات واعتقالات وتنكيل
وفي الضفة الغربية، نفذت قوات الاحتلال حملات اقتحام واسعة في نابلس ورام الله والقدس وقلقيلية، أسفرت عن اعتقالات واعتداءات على المواطنين.
في نابلس، أصيب مواطنان بجروح خلال اقتحام مخيم عسكر الجديد، بينما اعتقلت قوات الاحتلال الشقيقين راغب ورامي البدوي.
وفي رام الله، اعتقل الطالب أسيد بياتنة من قرية أبو قش، كما داهمت القوات بلدة عزون شرقي قلقيلية واعتقلت الشابين حسام مجد ونضال حسين.
وفي القدس، اقتحمت بلدات العيسوية وعناتا وأبو ديس، واحتجزت شباناً ووزعت استدعاءات للتحقيق، فيما واصلت سلطات الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم الثالث على التوالي، في إطار "الطوارئ" المفروضة على المدينة.
قطع الاتصالات من جديد وعزل ممنهج لغزة
وفي خطوة متكررة، أعاد الاحتلال الإسرائيلي قطع خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية عن مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، بعد أقل من 48 ساعة على عودة الخدمة، وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية إن الهجمات ألحقت أضراراً بالغة في المسارات الرئيسة.
ووصفت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الانقطاع بأنه كارثي في ظل ظروف إنسانية مأساوية، فيما شدد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة على أن هذه الانقطاعات المتعمدة تهدف إلى عزل القطاع وتغييب الحقيقة وعرقلة وصول الطواقم الطبية والإنقاذ إلى الضحايا.
وسجلت حتى اليوم أكثر من 16 عملية قطع شاملة للاتصالات والإنترنت منذ بدء الحرب، أثّرت سلباً على عمل المستشفيات وخدمات الإسعاف والدفاع المدني.
أرقام وزارة الصحة بعد مرور 20 شهرًا على الحرب
وحتى ظهر الإثنين، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 55,362 شهيدًا، إضافة إلى 128,741 مصابًا منذ السابع من أكتوبر 2023، وفق وزارة الصحة.
فيما يبقى الوضع الإنساني كارثيًا مع استمرار القصف، ونقص حاد في الغذاء، وتهجير أكثر من مليوني إنسان، معظمهم دون مأوى أو مياه أو كهرباء.
Trending Plus