مدحت وهبه يكتب.. كيف استعدت الدولة لتحقيق الأمن الغذائى ومواجهة الأزمات العالمية؟.. توجيهات الرئيس السيسي بإنشاء مخازن استراتيجية لزيادة مخزون السلع الأساسية.. دعم زراعة المحاصيل المرتبطة بالمنتجات الاستراتيجية

دائما ما يرتبط مفهوم الأمن الغذائي بالأمن القومي، ولذلك اتخذت الدولة المصرية العديد من الخطوات الاستباقية لتعزيز مفهوم الأمن الغذائي بداية من عام 2014 ، وبدأت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للحكومة ممثلة في وزارة التموين والتجارة الداخلية بالتعاون مع الوزارات المعنية بالعمل على زيادة الاحتياطي الاستراتيجي من كافة السلع الغذائية بما يضمن احتياجات المواطنين لفترات طويلة من المنتجات لاسيما سلع " السكر وزيت الطعام والمكرونة والأرز والدواجن واللحوم الطازجة والمجمدة" بجانب العديد من السلع الأخرى حتى أصبح متوسط مخزون السلع يتجاوز الـ 6 أشهر بعدما كان لا يتعدى شهر ونصف وشهرين .
إجراءات الدولة المصرية تمثلت في عدة إجراءات، أهمها العمل على دعم وتشجيع المزارعين للتوسع في زراعة المحاصيل المرتبطة بالسلع الاستراتيجية، منها القمح المخصص لإنتاج الخبز المدعم،حيث تحرص وزارة التموين والتجارة الداخلية على إنتاج كميات من الخبز تتراوح من 250 مليون الى 270 مليون رغيف يوميا بسعر 20 قرشا للرغيف ،في حين ان التكلفة الفعلية للرغيف يقرب من 150 قرشا، إلا أن القيادة السياسية حريصة على استمرار دعم الخبز ،ويستفيد منه ما يقرب من 70 مليون مواطن مقيدين على البطاقات التموينية ، كذلك العمل على زيادة سعر القمح المحلى وتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة القمح مما ساهم في زيادة معدلات توريد القمح المحلي وبالتالي تقليل فاتورة استيراد القمح من الخارج .
كما اتخذ الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية على مدار الـ 10 أشهر الماضية عدة إجراءات لزيادة المخزون منها العمل على زيادة معدلات انتاج السلع الاستراتيجية مثل السكر من بنجر وقصب السكر، أيضا تنوع مصادر استيراد رؤوس المواشي الحية وزيت الطعام وتوفير جميع السلع الأساسية بكميات كبيرة تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية .
ويعد ملف الأمن الغذائي وتوفير السلع الأساسية أحد أهم الملفات التي تصدرت اهتمامات القيادة السياسية طوال الفترة الماضية، ولأول مره منذ عشرات السنوات بدأت الحكومة ممثلة فى وزارة التموين والتجارة الداخلية بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى تنفيذ أكبر مشروع قومى لإنشاء مستودعات استراتيجية للمنتجات الغذائية وفق أحدث التكنولوجيا لإدارة عمليات تخزين السلع، وبما يضمن سلامة وجودة المنتجات بجانب أيضا تأمين مخزون استراتيجي من المنتجات الغذائية على مدار العام حيث تنفذ وزارة التموين مستودعات استراتيجية حاليا في عدة محافظات " الفيوم والسويس والأقصر "، ضمن المرحلة الأولى للمشروع وتستهدف هذه المستودعات الاستراتيجية مضاعفة المخزون من سلع غذائية على مستوى المحافظات، وكذلك تقليل الفاقد والهالك من المنتجات وأيضا تقليل حلقات التداول وكذا مراعاة التوزيع والتنوع الجغرافي لتلك المستودعات ورفع كفاءة المخزون السلعي وضمان الحفاظ على جودته وسلامته بجانب متابعة المخزون السلعي من خلال الربط الإلكترونى لكافة المستودعات الاستراتيجية الأمر الذى يساهم فى إمكانية التخطيط المستقبلى "المكاني" والزمني" للاحتفاظ بالسلع بشكل آمن كذلك العمل على سهولة التداول الداخلي والحفاظ على جودة السلع.
وفى اطار الحرص على إنشاء المشروعات التجارية لتوفير السلع الغذائية بكميات كبيرة للمواطنين ، تستمر وزارة التموين في تنفيذ المراكز والمناطق التجارية على مستوى محافظات والعمل على تذليل أي عقبات تواجه المطورين، مع أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق هذا الهدف، كما تم التعاقد على شراء كميات كبيرة من رؤوس من المواشي الحية لطرح اللحوم الطازجة بمنافذ المجمعات الاستهلاكية، وأيضا توفير الدواجن المجمدة وطرح المنتجات بأسعار أقل من الأسواق الأخرى.
ويعد تأمين مخزون استراتيجي من السلع الأساسية وتوفيرها للمواطنين بكميات كبيرة بأسعار مناسبة والحد من المغالاة، أحد أهم المحاور التي تصدرت اهتماما وزارة التموين والتجارة الداخلية على مدار الأشهر الماضية تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية باستمرار العمل على تخفيف العبء على المواطنين سواء من خلال صرف السلع التموينية والخبز المدعم أو طرح السلع بمنافذ المجمعات الاستهلاكية وفروع الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية وإطلاق مبادرات تخفيض أسعار المنتجات .
Trending Plus