التصعيد الإيراني الإسرائيلى.. بين التحول الدراماتيكى والسيناريوهات المحتملة

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

التصعيد الإسرائيلى الإيرانى أخذ تحولًا دراماتيكيًا على كل المستويات، وذلك بإعلان صريح من الطرفين التخلي عن سياسات الاحتواء وضبط النفس والحروب القصيرة، وتبنى نهجًا أكثر جرأة يعتمد على استعراض القوة من خلال المواجهة المباشرة، بل وصل الأمر أن هذا التحول بات لا يقتصر على المؤسسات الأمنية والعسكرية، بل امتد إلى تفكير العديد من النخب والرأى العام الداخلى فى البلدين، ما يعنى الدفع نحو مستقبل غامض تتخلله المواجهة بدلاً من الاحتواء.

أما الحديث عن السيناريوهات، فما حدث من قبل الهجوم الإسرائيلى الاستباقى أوقف قطار المفاوضات مع الولايات المتحدة، وأجبر الطرفين يالذهاب إلى التصعيد بالرد والرد على الرد، وبالتالي دخلت إسرائيل في مواجهة مباشرة بلا عودة، فيما وضعت إيران نفسها أمام عدة احتمالات كلها أسوأ من بعضها، حتى ولو استخدمت كل وأوراقها الفاعلة وأبرزها خطوة لإغلاق مضيق هرمز، لكن الخطر - حال قامت إيران بهذا - أن العالم كله سيتحول ضدها.

لذلك، فإن تحقيق سيناريو التهدئة مرهون بإدراك إسرائيل، أن إيران قادرة على إلحاق الضرر بها، لأن البرنامج النووى الايرانى لايمكن تدميره بالكامل، وأن النظام الإيرانى لن ينهار بسهولة، وبالتالى التصعيد الايرانى قد يمتد لأهداف أخرى تضر بالمصالح الأمريكية بشكل عام وبالممرات الملاحية التجارية، لخلق أزمة اقتصادية يعانى منها الجميع، إذن، فرصة التهدئة ترتبط بأحد نظريات التفاوض المسماه "مأزق الضرر المتبادل" مع عدم القدرة على تحقيق الأهداف بالكامل، وعدم القدرة على الخروج من هذه المعضلة إلا بمساعدة طرف ثالث.

أما سيناريو التصعيد، سيؤدي – حتما - إلى دفع إيران، لتغيير طبيعة تعاونها الدولي، عبر تسريب التقنية النووية كوسيلة للانتقام، خصوصاً إلى حلفائها، أو حتى جهات غير دولية يصعب تتبعها، وبهذا يتحول الصراع من صراع دولة إلى صراع شبكي لا يمكن احتوائه، نقول هذا، لأن المتتبع، يجد أن هجمات اليوم الرابع ركزت على البنى التحتية في كلا البلدين، وتوعدت إيران بتنفيذ ضربات صاروخية أشد تدميراً ضد أهداف حيوية في إسرائيل، وبالتالى، ما يحدث يؤكد أن طرفى الصراع أجريا استعدادات سابقة كثيرة، فلكل منهما قائمة أهداف محسوبة، وعلى الرغم من أنهما يحاولان إخفاء حقيقة الأضرار.

وبالتالى، معطيات الميدان تقول، إنه من الصعب تصور تراجع إسرائيل، وكذلك من الصعب تصور استسلام إيران، لأن أى خطوة سياسية الآن من جانب إيران، ستكون في جوهرها ومجملها، استسلام، ما يدفع إسرائيل إلى مواصلة تدمير كل القدرات الإيرانية، والعمل في الوقت نفسه على تصعيد قيادة سياسية قادرة على التفاهم أو الحوار.

ما يعنى، أن إسرائيل كسبت ميدانيًا وحققت إنجازات وليست انتصارات، ودخلت مرحلة استنزاف أمني واقتصادى.. فيما حققت إيران انتصارات رمزية، لكن خسرات العديد من قاداتها فضلا عن خسائر اقتصادية كبيرة واضرار على مستوى المنشآت النووية والصارويخة تحتاج وقت كبير وجهود كبيرة لتعويضها.

وأخيرا.. نقول: لا زال نتنياهو لا يملك تفويضاً بحرب مفتوحة طويلة، ويصعب أيضا على إيران خوض نزاع طويل يهزُّ ركائز هيبتها واقتصادِها ويكشف ضعفات نظامها، لذا، فمن المؤكد أن الرئيس الأمريكى ترامب هو من يمتلك مفاتيح الحل، وهو وحده من يستطيع ترجيحَ كفة إسرائيل.. إذن مستقبل التصعيد مرهون بقرار ترامب والولايات المتحدة..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تأهل الدنمارك والسويد لنصف نهائي مونديال اليد للناشئين

الرئيس السيسى يصدّق على تعديل بعض أحكام قانون التعليم

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49


رابطة الأندية: مراقب مباراة الأهلي ومودرن لم يدون ملاحظات على جمهور الأحمر

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

تووليت فى حفل ختام مهرجان العلمين بدورته الثالثة مع كايروكى

تنسيق الجامعات 2025.. فتح باب تقليل الاغتراب لطلاب الثانوية العامة

وزيرة التنمية المحلية تعتمد حركة محليات محدودة تشمل 12 سكرتيرا عاما ومساعدا


كولومبوس الأمريكى يخطر الأهلى بموعد إرسال القسط الأول من صفقة وسام أبو على

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى