جداريات الحج تستقبل ضيوف الرحمن بعد عودتهم من أداء الفريضة.. جدران المنازل فى أسوان تتزين بصور المناسك.. رسومات عيد السلواوى عمرها أكثر من 60 سنة: بدأت فى سن العاشرة وسأظل أمارس موهبتى مدى الحياة.. صور

يقف على قدميه أعلى سقالة أو أريكة خشبية رغم تقدمه فى العمر، ليمارس هوايته فى رسم جداريات الحج، التى بدأها منذ الصغر حتى تجاوز عمره الـ70، ولا يزال يحافظ على هذا التراث المنتشر فى صعيد مصر، لاستقبال ضيوف الرحمن عقب عودتهم من أداء مناسك الحج فى الأراضى المقدسة بالسعودية.
هذه قصة عم عيد السلواوى، رسام جداريات الحج على حوائط منازل أهل الصعيد فى محافظة أسوان وجنوب مصر، فى قصة امتد عمرها لأكثر من 60 سنة مضت فى هذه المهنة التى يحافظ عليها وبدأها وهو فى سن السابعة.
وفى هذه الأثناء من كل عام، لا يزال عدد كبير من الحجاج وأسرهم فى صعيد مصر، يحافظون على تراث رسومات الحج على جدران المنازل، كنوع من الفرحة.
قال فنان الجداريات عيد السلواوى، إنه لم يسبق له الحج قبل ذلك، وعندما يبدأ فى رسم الجداريات يتخيل أنه مع الحجيج فى الطواف والوقوف بعرفة ورمى الجمرات، موضحاً أن الرسم على جدران المنازل يدخل السرور على أهل البيت فى المناسبات المختلفة سواء حج بيت الله الحرام، أو ليلة فرح أو تحطيب أو مزمار أو غير ذلك.
وتابع عيد السلواوى، الحديث عن نفسه قائلاً: اسمى الحقيقى أحمد ياسين على، وشهرتى عيد السلواوى، ويقيم فى قرية سلوا بحرى مركز كوم أمبو محافظة أسوان، وتعلمت الرسم منذ صغرى وكان عمرى وقتها 10 سنوات، عندما كنت أتابع عمى وهو يرسم على الجدران، ولم أكمل تعليم المرحلة الابتدائية وكان اهتمامى بالرسم وكنت أذهب للكتاب لأحفظ القران الكريم.
وأضاف الفنان الأسوانى، أن أول رسمه له كانت على جدران أحد منازل الجيران فى القرية لديهم، وكانت عبارة عن باخرة تحمل عدد من الحجيج وجمل بحمولته والكعبة والمدينة المنورة، فى إشارة إلى مناسك الحج، وبعدها تطور الأمر وتم إضافة بعض الرسومات للجدار من مناسك الحج مثل جبل عرفات، موضحاً أنه حتى اليوم يتم التحديث والتطوير فى الرسومات على الجداريات لإظهار الاختلاف وإضافة البهجة على الرسم.
وأشار، إلى أن رسوماته تشمل زفة الحاج بقدومه من الحج بالطبول والدف الكبير والرق سواء فى توديعه أثناء السفر أو استقباله أثناء العودة، وهناك أيضاً بعد المساحات التى يكتب فيها آيات قرآنية واستقبال الضيوف المهنئين للحجيج بعد عودتهم لمنازلهم مرة أخرى، لافتاً إلى أن المناسبات الأخرى فى الأفراح مثلاً يتم رسم المزمار البلدى والتحطيب وغيرها من مظاهر الفرحة على جدران المنزل.
وأوضح، أنه كان يحصل على بعض الألوان من شركة الحديد والصلب فى أسوان، من خلال سقوط البودرة الناعمة ذات اللون الأحمر على قضبان السكة الحديد، وكان يجمعها بعد مرور القطار، بينما كان يحصل على اللون الأزرق من الزهرة التى كانت تستعمل مسحوق بعد الغسيل، بينما كان يحصل على اللون الأخضر من ورق اللوبيا، وكان اللون الأسود يتصنع من غبار الفرن ويتم إضافة الصمغ العربى له.
ولفت إلى أن بعض السياح الآن يترددون عليه للاطلاع على موهبته فى فن رسم الجداريات وتراث استقبال الحجيج من خلال هذا الفن عبر الأجيال المختلفة، مضيفاً: إحدى السائحات الأمريكية انبهرت عندما علمت أنى أبدع فى مجال الرسم على الحوائط رغم أميتى وعدم إجادتى للقراءة والكتابة، وسعيد أنى وصلت للعالمية.
وكشف، عن أنه حريص على تعليم ابنه "طه" فنون الرسم، لذلك التحق بكلية الفنون الجميلة ليثقل الدراسة بالموهبة ويصبح فناناً عالمياً يكمل مسيرة والده ويتفوق عليه بالتعليم.
وعلق قائلاً: موهبتى لازم أحافظ عليها وأفضل أرسم ولو جالس على كرسى، لآخر يوم فى عمرى، وقريتى أصبحت معرض مفتوح لأعمالى، كل شارع وجدار منزل يحمل شغلى ورسوماتى، وأتمنى أحج بيت الله الحرام.

الفنان عيد السلواوى

بعض الرسومات لاستقبال الحجيج

تزين منازل الحجاج

جداريات الحج

جداريات الحجيج

رسم لجبل عرفات على منزل قرية

رسومات عيد السلواوى_1

منازل القرى

مناسك الحج على جدران منازل القرى
Trending Plus