غزة المحاصرة.. 74 شهيدًا في يوم جديد بينهم أطفال ونازحون في نقاط توزيع المساعدات.. الاحتلال يعتقل سكان الضفة الغربية ويغلق الأقصى وكنيسة القيامة.. واستشهاد 16 ألف طالب وحرمان 788 ألفاً من التعليم
لليوم الـ620 من الإبادة الجماعية، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة والضفة الغربية، مخلفًا المزيد من المجازر بحق المدنيين، لا سيما في محيط مناطق توزيع المساعدات التي تحولت إلى مصائد موت وقتل جماعي، في ظل صمت دولي وتواطؤ أمريكي سياسي وعسكري.
وشهد قطاع غزة منذ فجر اليوم استشهاد 74 مواطنًا، بينهم 50 شهيدًا على الأقل سقطوا في مجزرتين مروعتين قرب نقاط توزيع المساعدات جنوب القطاع، تحديدًا في منطقتي التحلية بخانيونس والعلم برفح، بينما أصيب المئات، معظمهم من الأطفال وكبار السن، بحسب وزارة الصحة.
كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بقصف من طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، بينما أصيب 6 آخرون برصاص مماثل قرب محور "نتساريم" جنوب غزة، إلى جانب 15 جريحًا وصلوا إلى مستشفى العودة جراء إطلاق الاحتلال النار على المواطنين المنتظرين للمساعدات في شارع صلاح الدين وسط القطاع.
وواصلت قوات الاحتلال عمليات النسف والتدمير الممنهجة للمباني السكنية شمال غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على شرق مدينة غزة، وغارات جوية عنيفة على المناطق الغربية من رفح.
مراكز المساعدات تتحول الى بوابات للموت
كما تحولت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية التي تشرف عليها مؤسسة "غزة للإغاثة الإنسانية" ذات التمويل الإسرائيلي-الأمريكي إلى مصائد موت جماعي، حيث بلغ عدد الشهداء منذ بدء توزيع المساعدات في 27 مايو أكثر من 300 شهيد، وعشرات الجرحى، وسط تأكيدات أممية أن هذا الاستهداف المتكرر يهدف إلى التهجير القسري والتطهير العرقي.
وحذرت وزارة الصحة من انهيار النظام الصحي، إذ تشهد أقسام الطوارئ والعناية المركزة والعمليات اكتظاظًا غير مسبوقًا، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، وعجز عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى والشهداء.
كما حذرت وكالة "الأونروا" من أن استمرار منع دخول الوقود منذ أكثر من 100 يوم يهدد بـتوقف كلي للعمليات الإنسانية، في قطاعات حيوية كالصحة والمياه والاتصالات.
اعتقالات واسعة في الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية، نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت 30 مواطنًا على الأقل، بينهم أطفال وأسرى محررون، شملت أيضًا تحقيقات ميدانية عشوائية ومداهمات واقتحامات لبيوت المدنيين.
وتأتي هذه الحملات في ظل تصعيد غير مسبوق من الاحتلال الإسرائيلي، يتضمن التدمير المتعمد للبنى التحتية، وتحويل المنازل لثكنات عسكرية، إضافة إلى الإعدامات الميدانية والاغتيالات، ضمن سياسة ممنهجة لإخماد أي حالة مقاومة شعبية.
إغلاق القدس لليوم الخامس
وفي القدس، يواصل الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم الخامس على التوالي، ومنع دخول المصلين، حتى من سكان البلدة القديمة، بينما يسمح للمستوطنين بأداء طقوس دينية قرب الحرم القدسي.
وسجلت إصابات بالرصاص الحي في صفوف المدنيين المقدسيين خلال اقتحامات متفرقة في بلدات الطور وبير نبالا والرام، تزامنًا مع تحويل أحياء في القدس إلى ثكنات عسكرية، وفرض حصار عبر أكثر من 84 حاجزًا دائمًا تعيق حركة المواطنين وتفصل المدينة عن محيطها الفلسطيني.
ورغم إعلان سلطات الاحتلال عن فتح مدارس كملاجئ، أكدت تقارير هندسية أن الكثير منها غير مؤهل إنشائيًا ولا آمن للاستخدام المدني، في وقتٍ يفتقر فيه معظم سكان القدس لغرف أمان تحميهم من القصف.
التعليم تحت القصف.. أكثر من 16 ألف طالب شهيدًا
في سياق متصل، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أن 16,607 طلاب استشهدوا، وأُصيب 26,271 آخرين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، بينهم 16,470 طالبًا في غزة، فيما استشهد في الضفة الغربية 137 طالبًا، كما طال العدوان 914 معلمًا وإداريًا قضوا تحت القصف، وأُصيب أكثر من 4,363.
وتعرضت 352 مدرسة حكومية لأضرار جسيمة، منها 111 مدرسة دمرت كليًا، بالإضافة إلى استهداف عشرات المدارس التابعة لـ"الأونروا" ومؤسسات التعليم العالي، فيما لا يزال 788 ألف طالب محرومين من التعليم، للسنة الثانية على التوالي في القطاع.
Trending Plus