اسأل يوتيوب والذكاء الاصطناعى عن النووى والجواسيس والبقدونس!

الكاتب الصحفى أكرم القصاص
الكاتب الصحفى أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

«إذا ضاع منك حذاء أو سيارة، ابحث فى جوجل، وإذا افتقدت عزيزا أو صديقا فتش عن المواساة فى الشبكة العنكبوتية».. كتبت هذا قبل حوالى 15 سنة أو أكثر وضمنها كتابى «عولم خانة»، كنت أحاول قراءة عالم الإنترنت والمواقع، لم يكن العالم قد توسع فى هذا البحر «السيبرانى»، لكن بدا وقتها أننا بالفعل أمام عالم يموج بالتحولات،  وقد استعدت كل هذا وأنا أحاول قراءة مسرح العبث العالمى، وبشائر حرب دمار شامل، فهل يمكن لعالم التواصل الاجتماعى أن يجيب عن أسئلة كبرى، أم أننا بحاجة لراحة من كل هذا الهراء العالمى، الذى ربما يسبق يوم القيامة، لكنها ليست القيامة الموعودة، بل الدمار الذى يصنعه البشر ويسعون لنشره فى العالم من حولنا.

طبعا من أهم مظاهر مواقع التواصل أنها تمنح كلا منا الحق فى الإدلاء برأيه فى أى من الموضوعات المطروحة والصراعات والأحداث، بالطبع هناك الكثير من الأخبار والشائعات والتحليلات التى تتفوق فيها تحليلات واستنتاجات الفود بلوجرز على آراء المحللين المختصين أو الخبراء، لأن الواقع أن الجاذبية فى عالم الإنترنت هى للآراء «السبايسى» المزدحمة بالتوابل والشطة والمنكهات. نشاهد ونرى الكثير من الهبدات والتخريجات العبقرية لكبار صناع «الفوتشينى الاستراتيجى»، وتسود التهاجيص أكثر بين من يريدون كلاما معينا، حيث نجد مشجعى إيران يحتفون بالصواريخ الليلية، التى تطلقها قواعد إيرانية، بينما يشكك خصوم طهران فى كل هذا ويضربون مثلا بحجم اختراق المعلومات، الذى يصل إلى اغتيال رؤساء أركان وقادة وزعماء فى بيوتهم وغرف نومهم.

الحرب التى تشنها إسرائيل على إيران وردود الفعل هى أحد فصول مسرح العبث العالمى، وتظهر الولايات المتحدة فى الحرب داعمة ومؤيدة ومساعدة ومشاركة مع إسرائيل، بينما تنفى كل هذا، ويفضل الرئيس الأمريكى ترامب كتابة تويتات ومحوها، والإدلاء بتصريحات وعكسها، ويتشاجر مع إيلون ماسك الملياردير المتوحد، ويتبادلان التهديدات بالفضح، بينما العالم يقف على شفا حرب عالمية اشتعلت من سنوات وتتواصل بلا توقف، لدرجة أن الحروب أضحت أقرب لمباريات كرة قدم تدور، ويتبادل الألتراس لكل فريق التصفيق أو التصفير، وقد انتقلت عدوى الأهلى والزمالك إلى مواقع التواصل، ويغيب العقل وسط انحيازات تختفى خلفها الأسئلة.

وطالما كان ذلك، فقد حلت بعض الموضات والابتكارات التى تميز عالم السوشيال ميديا محل العقل الطبيعى، مثل لجوء الناس إلى الذكاء الاصطناعى للبحث عن إجابات للأسئلة، التى تبدو مستعصية على العقل العادى، وعندما نسأل الذكاء الاصطناعى عن أسباب نجاح إسرائيل فى اختراق إيران والتفوق الاستخبارى، يقول كلاما كثيرا يختمه بعبارة «بشكل عام» يعكس نجاح إسرائيل فى اختراق المنظمة الاستخباراتية الإيرانية قدرتها على دمج الأساليب التقليدية لجمع المعلومات الاستخباراتية «مثل تجنيد العملاء» مع التقنيات الحديثة «مثل الهجمات السيبرانية والطائرات بدون طيار»، بالإضافة إلى التخطيط طويل المدى والقدرة على تنفيذ عمليات معقدة فى عمق الأراضى المعادية، لكن نفس الذكاء الاصطناعى يشير إلى أنه بالرغم من نسب اعتراض الدفاعات الإسرائيلية المعلنة، فإن الهجمات الإيرانية تسببت فى أضرار كبيرة لم تعتد عليها إسرائيل من قبل، مما يثير مخاوف جدية حول قدرة الدفاعات الإسرائيلية على التعامل مع هجمات صاروخية واسعة النطاق فى المستقبل.

طبعا هذه عينات من إجابات الذكاء الاصطناعى، تبدو أكثر تماسكا، وتتكون من تجميعات ومعلومات متاحة فى تقارير متنوعة تتيحها مواقع كثيرة، لا شك سوف تتطور مع الوقت، ولكنها تبقى تجميعا، ومع هذا فإن كثيرين ممن يهبدون على مواقع التواصل يتفوقون على الذكاء الاصطناعى فى نقل وتشيير تقارير غريبة عن مخططات إسرائيل وانتصارات تل أبيب، وأنا هنا لا أتحدث عن معلومات طبيعية، لكن عن كميات من الهبدات تسود مواقع التواصل، وتتحدث بثقة عن أرقام أو معلومات أو مخططات تتفوق على الذكاء الاصطناعى، بأن هناك من يسعون إلى تقديم أنفسهم على أنهم خبراء يروجون الكثير من الشائعات وبوستات العنعنات المغسولة والمنشورة، ولدينا كم هائل من منتجات الربيع التفاعلى ونشطاء كل واشكر، بعضهم يمنح نفسه لقب خبير على طريقة الدكتور هبدون هبدى، أو الإعلامى المرتزقى، أو حافظ الفاهم عميق الطلة طويل التيلة أحمر «العقل»، كلها تكشف عن اختلاط الأنساب والأفكار بمياه الصرف الاستراتيجى، وأن بعض من يزعمون انتسابهم لنخب إعلامية أو أكاديمية لا يصلون فى هبداتهم إلى مستوى الهبيد البلوجر أو اليوتيوبر.

وبهذه المناسبة، لى صديق يعانى كثيرا من عدم قدرته على التفرقة بين البقدونس والكزبرة الخضراء، وهو ما يتسبب له فى أزمات عائلية، وقال لى إنه توجه بسؤال للذكاء الاصطناعى، وتلقى الرد كالتالى: «البقدونس والكزبرة كلاهما نباتان عشبيان يستخدمان فى الطهى، ولكن لهما اختلافات فى الشكل والمذاق والرائحة. البقدونس له أوراق أكبر ومسطحة وحواف مسننة، بينما الكزبرة لها أوراق أصغر وأكثر استدارة وحواف غير منتظمة. البقدونس له رائحة خفيفة ومنعشة، بينما الكزبرة لها رائحة قوية ومميزة»، وقال: إنه قضى ليلة فى مذاكرة إجابات الذكاء الاصطناعى، ولكنه فشل أيضا واشترى الكزبرة على أنها بقدونس، وقال لى: «أفضل أن أتحدث فى الحرب والأسلحة النووية عن مشكلة البقدونس»!.

p
اليوم السابع
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انتشال جثة خامسة من أسفل ركام المنزل المنهار فى السيدة زينب

الزمالك يصعد ضد زيزو.. اعرف التفاصيل

الرئيس السيسى يصدّق على قانون العلاوة الدورية للمخاطبين بـ"الخدمة المدنية"

وفاة اللواء منير يوسف شقيق الفنان الراحل حسن يوسف

الرئيس السيسى يصدّق على قانون قاعدة بيانات الرقم القومى الموحد للعقارات


القبض على عامل يخفى هاتف محمول لتصوير السيدات داخل حمام كافيه بالدقي

محسن أحمد عن منزل نور الشريف: فكرته زلزال والبيت بقى كوم تراب

الإسرائيليون يكدسون الأغذية خاصة الحليب وسط مخاوف التصعيد مع إيران

الجيش الأمريكى يُهيئ نفسه للانضمام للهجوم الإسرائيلي على إيران.. التفاصيل

حبس مدرسة حاولت تسريب امتحان الثانوية العامة فى الشرقية


مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد الهلال ومان سيتي مع الوداد بمونديال الأندية

3 حالات لإنهاء عقد الإيجار وعودة المكان لمالكه فورا حسب قانون الإيجار القديم

نتيجة الشهادة الإعدادية فى 7 محافظات بالاسم ورقم الجلوس

الشرط الجزائى يمنع الزمالك من فسخ عقد الجزيرى

ترامب: يجب أن نتحمل مسئوليتنا لتخليص العالم من "الشر العظيم"

روسيا: الهجمات الإسرائيلية على إيران غير قانونية

البنتاجون يرسل المزيد من المقاتلات إلى الشرق الأوسط

"تلغراف": الصين أرسلت سرا طائرات نقل إلى إيران

استكمال عمليات البحث عن مفقودين أسفل ركام عقار السيدة زينب المنهار.. صور

صن داونز فى الصدارة بفوز ثمين على أولسان الكورى بمونديال الأندية.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى