الملحق الثقافى المصرى بفرنسا: الإقبال على معرض "لغز كليوباترا" يعكس عمق العلاقات

كليوباترا
كليوباترا
باريس (أ ش أ)

قالت الملحق الثقافى المصرى بفرنسا الدكتورة شاهندا عزت إن الإقبال الكبير الذى شهده الافتتاح الرسمى لمعرض "لغز كليوباترا " بمعهد العالم العربى فى باريس، يعكس عمق العلاقات المصرية الفرنسية على المستوى الثقافى.

 

وأضافت الدكتورة شاهندا - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس - أن المتعارف عليه أن الجمهور الفرنسي لديه شغف وولع بالحضارة المصرية، مشيرة إلى أن الإقبال الكبير على المعرض منذ افتتاحه، يعد ترجمة لعمق العلاقات المصرية الفرنسية على المستوى الثقافي، وتجسيدًا للزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر والتي شهدت جانبًا ثقافيًا مهمًا.

 

وتابعت "إذا تحدثنا عن مدى ولع الفرنسيين بالثقافة والحضارة المصرية، فها هو يتجسد أمامنا مع انبهارهم بالملكة كليوباترا، هذه الشخصية الأنثوية التي غيرت الكثير من نظرة العالم تجاه المرأة".

 

وأشارت إلى أن هذا المعرض يتضمن العديد من الأفكار الرائعة، حيث يصور كليوباترا من خلال أشكال تعبير مختلفة ومتنوعة، منها ما كتبه الكُتاب القدامى عن كليوباترا وحياتها وكيف تم تناولها بشكل صحيح أو وفقًا للأساطير التي نسجت حولها".

 

ولفتت إلى أنه كان هناك أشكالًا أخرى للتعبير عنها في السينما، وكيف تناولتها الأعمال السينمائية وكيف أصبحت رمزًا ليس فقط في السينما ولكن أيضًا بمجال الرسوم المتحركة، فهي تحولت إلى رمز وأيقونة ظاهرة بمجالات مختلفة للتعبير، وهو ما يدل على أهمية هذه الشخصية.

 

وقالت "ما جذب انتباهي هي الإشارة إلى أن كتابة تاريخ كليوباترا كانت كتابة ذكورية، بحيث أنه لم يُنظر لهذه الشخصية إلا من خلال جسدها .. لم يُنظر إليها كملكة استطاعت أن تغير في المفهوم نفسه الخاص بقيادة دولة عظيمة مثل مصر".

 

ونوهت بأن ما أثار إعجابها أكثر في المعرض هو الإشارة إلى كاتبة يونانية من القرن الـ20 وتحديدا في عام 1981، والتي تناولت ما كتبه المؤلفون في العصور الوسطى عن كليوباترا وإبرازها بهذه الصورة الحسية، واستطاعت أن تعدل عدة كلمات مستخدمة تبرز الناحية الحسية فقط، لتغيرها وتبرزها ليس كرمز للأنوثة الحسية فقط وإنما أيضا هذه المرأة كقائد او المرأة كمفكر.

 

وأضافت "أن هذه الفكرة العبقرية في حد ذاتها يمكن أن يتم تناولها في بحث مفصل ويتم المقارنة بين الصورة كما كانت ظاهرة في الكتابات القديمة والصورة بعد تعديلها كوجه مشرف للمرأة".

 

وشددت الملحق الثقافي المصري بفرنسا على أهمية القوة الناعمة في ربط الشعوب ببعضها البعض، قائلة "إن الثقافة، هذه القوة الناعمة والتعليم هما الأساس لكي نستطيع بناء جسور التواصل مع أي بلد آخر وإقامة علاقات قوية متينة".

 

وكان حفل الافتتاح الرسمي لمعرض "لغز كليوباترا" قد انطلق بمعهد العالم العربي بباريس، بحضور لفيف من المؤرخين والمفكرين والكُتاب والمهتمين بعلم المصريات وبالحضارة والثقافة المصرية القديمة، حيث أعربوا عن انبهارهم بهذا التاريخ وهذه الشخصية العظيمة الملكة "كليوباترا" آخر ملوك البطالمة في مصر، والتي حكمت مصر القديمة منذ أكثر من ألفي عام بعد وفاة والدها بطليموس الثاني عشر (من عام 51 وحتى 30 قبل الميلاد).

 

ويسلط المعرض الضوء على ملكة مصر "كليوباترا" هذه الشخصية التاريخية وعلى الأسطورة التي نُسجت حولها، وحرص معهد العالم العربي أن يبرز صورًا متعددة لكليوباترا، من خلال عرض كتب التاريخ ولوحات وأعمال مسرحية وسينمائية وغيرها من الانتاج الفني الذي ساهم في صناعة أسطورة كليوباترا.

 

ويبرز المعرض حياة كليوباترا السابعة، والتي وُلدت في الإسكندرية عام 69 قبل الميلاد، وورثت مملكة تخضع لنفوذ روما وفرضت نفسها بوصفها دبلوماسية بارعة للحفاظ على سلطتها.. إلا أن بعد وفاتها، صارت الدولة المصرية جزءا من الإمبراطورية الرومانية وطُويت صفحة من تاريخ المتوسط.

 

ولكن موت كليوباترا لم يغلق كتاب حكايتها، بل أعلن عن بداية أسطورة، ففي هذا الصدد سلط معهد العالم العربي الضوء على أشهر شخصية نسائية في التاريخ، وقد نسجت حولها أسطورة عظيمة لشخصية تجمع بين العاطفة والجمال والسياسة والذكاء.

وعلى الرغم من شهرة كليوباترا، فإن ندرة المصادر التاريخية وتناقضها تجعلها لغزا حقيقيا، حيث يحاول معهد العالم العربي من خلال هذا المعرض الكشف عن أحدث ما توصلت إليه المعرفة التاريخية والأثرية.

 

ويضم المعرض مجموعة منتقاة ليس فقط من القطع الأثرية، ولكن من اللوحات والمنحوتات والمخطوطات والمجوهرات والعملات المعدنية، والأزياء والصور الفوتوغرافية، إذ يضم نحو 250 عملا فنيا وقطعة أثرية من العصور القديمة وحتى يومنا هذا، منتقاة من متحف اللوفر، وقصر فرساي، ومتاحف أخرى في فرنسا وإسبانيا، والولايات المتحدة، وإيطاليا، وسويسرا.

 

كما يبرز المعرض الجانب الاقتصادي والسياسي لعصر محوري، حين كانت مملكة مصر - تحت الحماية الرومانية - وعاصمتها الإسكندرية، قلب العالم الهلنستي، ومركزا مزدهرا للدراسة والتجارة، فقد انتهجت كليوباترا، آخر ملوك السلالة البطلمية، سياسة إصلاحية أغنت بلادها، وبفضل حكمتها الاستراتيجية البارعة، ضمنت السلام خلال 20 عامًا من حكمها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التغيرات المناخية تضرب العالم.. مقتل 100 شخص فى كشمير ونيبال جراء السيول والانهيارات.. حرائق غابات تهدد مدنًا كندية.. أمطار فى تونس.. وإطلاق حملة لمكافحة حرائق الغابات بالجزائر ووزارة الداخلية تحذر المواطنين

القناة الناقلة لمباراة الزمالك والمقاولون العرب اليوم السبت بالدورى المصري

العين يواجه البطائح في افتتاح الدوري الإماراتي.. والإصابة تهدد مشاركة رامي ربيعة

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك يعلن قائمة مباراة المقاولون واستبعاد الجزيرى وبانزا

اعرف مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم السبت 16-8-2025


الكرملين يعلن انتهاء محادثات بوتين وترامب بألاسكا

بعد الإفراج عنه.. أزمة فيديو المتحف الكبير بين حقوق الملكية الفكرية والمواهب الشابة

محمد صلاح يبكي بعد هتافات جماهير ليفربول لـ دييجو جوتا (فيديو)

ضم عمرو ناصر واستبعاد المهدى سليمان وبانزا من قائمة الزمالك أمام المقاولون

محمد صلاح يعزز سجله التاريخى فى الدوري الإنجليزي بالمباريات الافتتاحية


محمد صلاح يسجل فى فوز ليفربول الصعب على بورنموث 4 - 2 بالدوري الإنجليزي

ريبيرو: الأهلي حقق الفوز على فاركو بالأسلوب الخاص بنا

حبس المتهم بسرقة هاتف بالإكراه من شاب أمام مستشفى الزيتون

تحية ورسالة ريبيرو لـ"ديانج" عقب مغادرة مواجهة الأهلى وفاركو.. فيديو

سجل هدفين.. زيزو رجل مباراة الأهلي وفاركو فى الدورى

الأهلي يصعق فاركو برباعية في الدوري ويحقق انتصاره الأول مع ريبيرو.. صور

تفعيل وضع الطيران .. أهداف الأهلى في الدورى حتى الآن من الرأسيات فقط "فيديو"

رئيس وزراء لبنان: لا أحد يريد الحرب الأهلية والتهديد والتلويح بها مرفوض تماماً

محمد شيكا يسجل أول أهداف كهرباء الإسماعيلية في بطولة الدورى .. فيديو وصور

طرح بوستر تشويقى لفيلم "أوسكار- عودة الماموث" والعرض أكتوبر المقبل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى