"خد اقرأ هذه لعلها تعجبك".. لماذا يكتب يوسف السباعى مقدمة رواياته

تمر فى مثل هذه الأيام ذكرى ميلاد الكتاب الروائي الكبير يوسف السباعي، والذي لُقب بـ"فارس الرومانسية.. رائد الأمن الثقافي.. جبرتي العصر".. جميعها ألقاب أطلقت على الأديب الراحل يوسف السباعي، الضابط بالجيش المصرى الذى كان عاشقًا للأدب منذ طفولته، كما شغل منصب وزير الثقافة المصرية في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
ألف "السباعى" الذى ولد يوم 17 يونيو عام 1917 بالقاهرة، العديد من الروايات والمجموعات القصصية، منها ما تحول إلى أفلام، كـ "أرض النفاق، رُدَّ قلبي، السقا مات، إني راحلة، بين الأطلال، نحن لا نزرع الشوك".
ورغم أن مقدمة الروايات جزء لا يتجزأ من الرواية نفسها إلا أن يوسف السباعي كان له رأي خاص في كتابة مقدمة رواياته، فحسب ما جاء في مقدمة رواية "بين الأطلال"، يقول الكاتب الكبير يوسف السباعي: سألني أحدهم عما يدعوني إلى هذه المقدمة التي تعودت أن أبدأ بها كتبي وأنبأني أنها لا فائدة منها ولا داعي لها. وقد يكون على حق، فما حاولت من قبل أن أقرأ مقدمة كتاب، بل إني غالبًا ما أتجاوز عن بضع الصفحات الأولى، وأبدأ القراءة من أول الكتاب.
ويبدو لي أن هذا ما يفعله الكثير من القراء، ومع ذلك فإني مصر على أن أكتب المقدمة، إذ أحس برغبة في التحدث إلى قارئي، وأكره أن أجهد نفسي في كتابة كل هذه الصفحات، ثم ألقي بها إليه بلا كلمة واحدة بيني وبينه.. بل أقدمها في صمت.. وأنصرف عنه في صمت .. بلا حتى "سلامو عليكم" أو"خذ اقرأ هذه.. لعلها تعجبك!".
وعلى ذلك فأنا أكتب المقدمة لأشعر نفسي أني لا أكتب الكتاب ثم ألقي به في بحر خضم متلاطم القراء.. مجهول الحدود، مبهم التفاصيل.. بل أكتب لإنسان مميز معلوم أعرفه ويعرفني.. وأحادثه ويجيب علي.

Trending Plus