الطفل العبقرى.. عبد الرحمن محمد من مدمن ألعاب فيديو إلى مبتكر صغير.. ابتكر سيارة زراعية لقياس جفاف التربة وترشيد استهلاك مياه الرى.. وطور عصا المكفوفين والمسنين بحساس للوقاية من العوائق والحريق.. صور وفيديو

بدأ الإبداع وكان فى سن السابعة من عمره، قبلها كان يعشق التعامل مع الكمبيوتر ويمارس ألعاب الفيديو وغيرها، ويمضى وقت طويل وهو جالس على جهاز الكمبيوتر والإنترنت، حتى استغل الأب والأم هذا الحب والتعلق بالإلكترونيات وقررا تحويل الطاقة المهدرة للطفل إلى طاقة إيجابية يبدع ويبتكر من خلالها، وذلك عن طريق "تعلم البرمجة".
هذه هى قصة الطفل المبتكر، عبد الرحمن محمد أحمد، بالصف الثانى الإعدادى، من محافظة أسوان، والذى يتحدث لـ"اليوم السابع" عن موهبته فى الابتكار والإبداع الإلكترونى من خلال تعلم البرمجيات، وإنتاج العديد من الأفكار والحصول على جوائز فى مسابقات مختلفة.
قال عبد الرحمن، إنه حصل على العديد من كورسات تعلم البرمجة والجرافيك، وشارك فى العديد من المسابقات منها: مسابقة "الملتقى الفكرى" بمركز الأنشطة الطلابى وحصد المركز الرابع على مستوى الجمهورية، ثم المشاركة فى مسابقة "أبدع وابتكر للنشء" وكانت تستهدف تصميم مواقع وبرامج عن التغيرات المناخية، فحصد خلالها المركز الخامس على الجمهورية، وأيضًا المشاركة فى المنتدى الأفرو آسيوى التى انعقدت بمقر العاصمة الإدارية الجديدة بمبنى المعرفة والعلوم، وتم ترشيحه لها بواسطة الدكتورة هالة عزت، مدير إدارة الموهوبين بمديرية التعليم بأسوان، وفيها حصد المركز الأول على مستوى الجمهورية وكان المنافسة صعبًا بين شركات ومدارس إنترناشونال، وسيتم التصعيد إلى البطولة المؤهلة لتصفيات ماليزيا.
وعن أفكار مشروعاته، كشف الطفل عبد الرحمن، عن فكرة مشروعه وهى عبارة عن سيارة زراعية تحتوى ذراع تحكم مزود بـ"حساس" لقياس نسبة جفاف التربة ونوعها من ناحية، ومن الناحية الأخرى يحتوى على مضخة مياه، لرى الزراعات بالنسب والمقاييس المطلوبة دون تدخل بشرى، حتى يتم إنتاج ثمار من الخضروات والفاكهة وفقًا للمواصفات العالمية وحفاظًا على صحة الإنسان من الملوثات الزراعية، وتهدف الفكرة إلى ترشيد استهلاك المياه أثناء عمليات الرى.
وأضاف، أن أفكاره بدأت بتطبيق عملى بسيط للتحكم فى سيارة بواسطة "البلوتوث" وكانت أولى خطواته نحو الابتكار حتى تعمق فى مجال البرمجة ويعمل حاليًا على تطوير الروبوتات، لافتًا إلى أن من ضمن العقبات التى يواجهها هى مشكلة قلة قطع غيار الإلكترونيات فى محافظة أسوان، فيضطر إلى طلبها من القاهرة فتأخذ وقت طويل، قد يعطل موعد اشتراكه فى المسابقات، بجانب خطورة التأكد من صلاحية القطعة وأنها غير تالفة أو غير مناسبة للمشروع الذى يعمل عليه.
وتابع الطفل، أن من ضمن مشروعاته أيضًا، هو تطوير عصى المكفوفين والمسنين كبار السن، والتى يستخدمونها أثناء السير فى الشوارع، ويسعى إلى تطوير العصا من خلال تزويدها بـ "حساس" يستشعر الدخان والنار والعوائق مثل الرصيف أو المبانى، وسيكون شحنها باستخدام الطاقة الشمسية النظيفة، موضحًا أنه شارك بهذه الفكرة فى معرض تكنولوجى بمحافظة أسوان حضره المسئولين.
وأكمل "عبد الرحمن"، الحديث عن مشروعاته قائلًا: "من ضمن مشروعاتى المبتكرة أيضًا مشروع يخدم الصم والبكم، وهو عبارة عن جهاز مدعوم بـ "لمبات" موصلة بـ "كاميرا اللاب توب" وحساس، ليتم تزويدة بإشارات معينة تسجل داخل الكمبيوتر بحيث تصحح إشارات الصم والبكم، من خلال اللون الأخضر والأحمر للمبات، كنوع من التفاعل أكثر.
وأشار الطفل المبدع، إلى اهتمام أسرته وتقدير والده ووالدته وإيمانهم بذكائه وإبداعه فى التفكير، للدرجة التى لا يبخلون عليه فى بذل المال والجهد للاشتراك فى دورات تدريبية تخدم مجالات إبداعاته، رغم انشغالهما بالعمل كمرشدين فى قطاع السياحة بأسوان، معلقًا: "والدى ووالدتى غرسا حب الإبداع وليس مجرد فكرة تعلم شيئ جديد".
وعلقت والدته أم عبد الرحمن، عن ذكاء وإبداع ابنها فى مجال البرمجة والإلكترونيات، قائلةً: ابنى حب هذا المجال وتعلق به وهو ما دفعنا لتوفير كورسات للطفل حتى يواصل مشواره فى الإبداع والابتكار ويخدم بلده فى مشروعات علمية بحثية متطورة.
وتمنت أسرة الطفل عبد الرحمن، أن يحصل ابنهم على أحد المنح الدولية التى تساعده على الابتكار والإبداع فى مجال البرمجة، ويطور من نفسه ويخدم بلده.
Trending Plus