تشيلى وبيرو والمكسيك الأكثر تضررًا من حرب إسرائيل وإيران فى أمريكا اللاتينية.. ارتفاع أسعار النفط والبنزين يهدد هذه الدول.. وخبير يحذر: النقل البحرى يخلق اختناقات فى الغذاء والأسمدة مع زيادة التضخم

تميل الحروب، حتى لو وقعت بعيدًا عن القارة، إلى أن يكون لها تأثير الدومينو على أمريكا اللاتينية، كان هذا هو الحال مع الحرب الروسية الأوكرانية، التي تسببت في أزمة غذائية وطاقة عالمية، ويتكرر الأمر نفسه مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل.
وأوضح مدير مركز الدراسات الدولية في الجامعة الكاثوليكية في تشيلي، خورخي ساد، أن التصعيد المحتمل للحرب الحالية "لن يُشكل أزمة في الشرق الأوسط فحسب، بل سيكون له تأثير عالمي"، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن ما يقرب من ثلثي احتياطيات النفط العالمية تتركز في تلك المنطقة.
في حالة أمريكا اللاتينية، باعتبارها منطقة شديدة التعرض لتقلبات الأسواق العالمية، وخاصةً في قطاع الطاقة، ستكون في نهاية المطاف من أكثر المناطق تأثرًا، نظرًا للاضطرابات التي شهدها مضيق هرمز، الذي يمر عبره ما يقرب من 20% من النفط الخام العالمي.
وأشار الخبير التشيلي إلى أن "هذا من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع مستمر في أسعار النفط، ما يؤثر بشكل مباشر على دول مثل تشيلي وبيرو والمكسيك، التي تعتمد بشكل كبير على واردات الوقود".
وأكدت جابرييلا سيلر، مديرة التحليل الاقتصادي في المجموعة المالية المكسيكية BASE، أنه سيكون هناك "ضغط تصاعدي على أسعار النفط والبنزين".
من جانبه، أوضح راميرو سكياندرو، الخبير الاقتصادي في شركة BlackToro، أن "عالمًا أكثر عرضة للمخاطر لا يُعد عادةً خبرًا سارًا للأسواق الناشئة، التي قد تواجه تدفقات رأسمالية خارجية، سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، حسب توقعاتها الاقتصادية الكلية الخاصة".
في حين يُتوقع أيضًا ازدياد الضغط على التضخم وسعر الصرف، بالإضافة إلى التأثير على سلاسل التوريد العالمية، والذي - وفقًا لساد - سيجعل "النقل البحري أكثر تكلفة ويخلق اختناقات في قطاعات رئيسية مثل الغذاء والأسمدة والتكنولوجيا"، ستكون هناك أيضًا بعض الآثار الإيجابية في بعض البلدان.
برأيه، يمكن للبرازيل والأرجنتين، بصفتهما من كبار المُصدّرين الزراعيين، "الاستفادة من ارتفاع الأسعار على المدى القصير".
وفي هذا السياق، أوضح الخبير الاقتصادي في بلاك تورو أن "هناك آثارًا غير مباشرة على الحبوب مثل فول الصويا، مدفوعةً الآن بتوقع زيادة الطلب على إنتاج الوقود الحيوي، والذي بدوره قد يمتد إلى حبوب أخرى مثل الذرة وعباد الشمس".
وأضاف: "هذا يخلق وضعًا في المنطقة، حيث يشهد مُصدرو الغذاء والطاقة الصافيون (مثل الأرجنتين) تحسنًا في شروط تجارتهم وإيراداتهم التجارية، بينما يواجه المستوردون الصافيون (مثل تشيلي) تدهورًا وقد يواجهون ضغوطًا إضافية على عملاتهم".
في تحليل السوق، تبرز الأرجنتين كدولة تتمتع "بموقع جيد" كمصدر صافٍ للغذاء والطاقة، "وهما موردان يُصبحان مطلوبين بشدة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية"، وفقًا لسياندرو.
وفي حالة جارتها الأنديز، صرح الأمين العام للفواكه التشيلية، رودريجو جالاردو، بأنه يتوقع أن تكون الآثار غير مباشرة. وأوضح قائلًا: "أي تباين في الأسعار المحلية للمنتجات، مثل الفواكه، سيكون ظاهرة مؤقتة وسيستجيب للاختلالات الاقتصادية قصيرة الأجل".
في ظل هذا الوضع، تتمتع الصناعة بمساحة في الأسواق الإقليمية مثل البرازيل وكولومبيا والإكوادور، مما سيسمح لها بمعالجة الأوضاع الجيوسياسية بطريقة ما. شمالاً، من ليما، أكد أوسكار زاباتا، رئيس غرفة تجارة بيرو (بيروكاماراس)، أن هذا الصراع "قد يؤثر على التجارة المحلية، في قطاعات المعادن والنفط، وخاصةً الصناعات الزراعية"، نتيجةً لزعزعة استقرار الأسعار العالمية، مما يؤثر في نهاية المطاف على تكاليف الطاقة والنقل.
وفيما يتعلق بالصناعات الزراعية، توقع الرئيس التنفيذي تأثير "انقطاع طرق التجارة، مما سيُسبب صعوبات في تصدير منتجات مثل الفواكه والخضروات والقهوة، نتيجةً لارتفاع تكاليف النقل والتأمين".
كما توقع تقلبات في أسعار الأسمدة وغيرها من المدخلات، مما يزيد من تكلفة الإنتاج المحلي. ولذلك، أكد أن القطاع الزراعي "يحتاج إلى استقرار في الأسواق العالمية ليحافظ على تنافسيته".
Trending Plus