تصريحات نتنياهو وترامب.. بلاغة حرب أم تصدير خطاب نصر مبكر؟

الحرب النفسية والخداع الاستراتيجى، أهم أدوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، فى إدارة التصعيد الدائر الآن بين إسرائيل وإيران، وذلك لتصدير مشهد خطاب النصر مبكرا على إيران، ويظهر ذلك بقوة من خلال تكرار تصريح السيطرة على الأجواء الإيرانية.. وتغيير خريطة الشرق الأوسط بل وصل الأمر إلى إسقاط النظام الإيرانى، ما يؤشر إلى تحوّل الخطاب الإسرائيلي من العقيدة الوقائية إلى عقيدة التشكيل الإستراتيجي، أي ليس فقط منع إيران من امتلاك قدرات نووية، بل إعادة تشكيل توازن القوى الإقليمي من الأساس، وبالشروط الإسرائيلية.
وما يجب الانتباه اليه، أن الخطاب الإعلامى والسياسى سواء للجانب الإسرائيلي أو الأمريكي يهدف بالدرجة الأولى إلى محاولة إذلال العدو من خلال إظهار اختراق سيادة إيران وقدرتها على حماية مجالها الجوي، كما يسعى إلى طمأنة الإسرائيليين، خاصة أن الملايين لا يغادرون الملاجئ، ورسالة أيضا للعالم، بأن الرد الإيراني لم يؤثر على التفوق الأمني والعسكرى الإسرائيلي، وأن إسرائيل لا تزال هي الطرف الذي يمتلك زمام المبادرة، وأن الولايات المتحدة هى من تتحكم فى مصير التصعيد ، وهى من تمتلك مفاتيح إنهاء الحرب.
لذا ، نحن أمام حرب نفسية بامتياز، تدار وفقا لاستراتيجية إعلامية وسياسية محددة الأهداف، لذلك اعتاد نتنياهو على إطلاق تصريحات نارية بشأن تغيير الأنظمة وتغيير وجه الشرق الأوسط واسقاط النظام، لأنه يضمن دعم ترامب، ويعتبره أفضل صديق لإسرائيل، و كذلك يضمن تأمين الدعم الدولي، ومنع أي تحرك في مجلس الأمن ضد إسرائيل.
وبالتالى هذه التصريحات ليست مجرد بلاغة حرب، بل تعبير عن لحظة يشعر فيها أن الكفة تميل لصالحه، وأن العالم لن يوقفه، وهو ما يجب الانتباه إليه من قبل الإعلام الإقليمي، لأن نتنياهو يسعى إلى توظيف كل شئ ولا سيما الاعلام، إلى تعزيز إظهار صورة إسرائيل كقوة إقليمية قادرة على مواجهة خصومها بمفردها وحتى بدون دعم الولايات المتحدة، وإرسال رسالة بأنها باتت قادرة على قيادة المنطقة والإقليم، وأن تفوقها العسكرى والأمنى والاستخباراتى يمكنها من تغيير خريطة الشرق الأوسط بل وقيادته .. وفى ذات الوقت يعزز من قوة الردع الإسرائيلي.. لذا ندق جرس إنذار بشأن وقوع الإعلام فى فخ الحروب النفسية التى تشنها إسرائيل وتدعمها الولايات المتحدة وذلك بالانسياق والنقل عنهم دون تفنيد..
Trending Plus